ألمانيا تقرّ بزواج المثليين رغم رفض ميركل.. تعرف على الأسباب

نائب زعيم حزب "الخضر" الألماني فولكر بيك، المساند لزواج المثليين في احتفالية لنجاح التصويت عليه (BBC)

camera iconنائب زعيم حزب "الخضر" الألماني فولكر بيك، المساند لزواج المثليين في احتفالية لنجاح التصويت عليه (BBC)

tag icon ع ع ع

أقرت ألمانيا زواج المثليين بعد تصويت مفاجئ، صوت فيه أغلبية أعضاء البرلمان لصالح القرار، بعد أيام من إعلان المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، موافقتها على إجراء التصويت.

والقرار الذي صوت عليه البرلمان الألماني اليوم الجمعة 30 حزيران، يخول المثليين، المحدودة علاقاتهم بالاتحادات المدنية، الزواج رسميًا، ويمنحهم حق التبني وفقًا للقانون، بحسب ترجمة عنب بلدي عن هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

من جهتها تبقى ميركل، ورغم سماحها بشكل فجائي بالتصويت على القانون، متحفظةً عليه، وصوتت ضده اليوم، في حين كان خصومها مؤيدين له وبشدة.

وصوت 393 نائبًا لصالح مشروع القانون، في حين رفضه 226 وتخلف أربعة آخرين.

وذكرت وكالة “AFP” أن نص قانون العقوبات الألماني سيصبح كالتالي “الزواج يدخل حياة شخصين من نفس الجنس أو من جنسين مختلفين”.

وعقب تصويت اليوم، قالت ميركل إن الزواج بالنسبة لها هو “بين الرجل والمرأة”، ولكنها تأمل أن مرور مشروع القانون سيؤدي إلى مزيد من “الاستقرار والسلام الاجتماعي”.

ميركل بين 2013 والآن

وكان موقف المستشارة واضحًا بالأساس، إذ أعربت عن تحفظها حيال الموضوع في انتخابات 2013، على خلفية “رفاهية الأطفال”، وقالت “لا أعلم ما هو الجيد بالنسبة للطفل (في القانون)”.

ولكنها صدمت الإعلام الألماني في مقابلة مع مجلة “بريجيت” النسوية، على خشبة المسرح، الاثنين 26 حزيران، إذ قالت ردًا على أسئلة أحد الجمهور، إنها لاحظت “دعم بقية الأحزاب لزواج المثليين، وإنها ترغب بإطلاق حملة تصويت برلمانية في وقت غير محدد مستقبلًا”.

وقالت ميركل إنها حظيت بـ “تجربة مغيّرة للحياة”، حين استضافت زوجتين مثليتين، ترعيان ثمانية أطفال، على العشاء في منزلها.

وسرعان ما انتشر الخبر على وسائل الإعلام، وطالب المؤيدون لمشروع القانون، بإطلاق تصويت في أقرب وقت ممكن، تحت وسم #EheFuerAlle (الزواج للجميع)، على صفحة التواصل الاجتماعي “تويتر”.

وبذلك بقي حزب “البديل اليميني الألماني” الوحيد المعارض لفكرة زواج المثليين، في حين تدعم بقية الأحزاب مشروع القانون.

لماذا الآن؟

تشهد ألمانيا في 24 أيلول المقبل انتخابات عامة، يتواجه فيها الحزب الحاكم حاليًا، حزب المستشارة، والأحزاب اليسارية والحزب اليميني البديل.

وفي ضوء ذلك ناقشت ميركل، زعيمة حزب “الديمقراطي المسيحي الألماني”، حزب المحافظين، أعضاء حزبها لمدة ساعة ونصف، الأحد الماضي، بهدف تحضير عريضة للانتخابات المقبلة.

في الوقت الذي اشترطت فيه الأحزاب المعارضة الأخرى الموافقة على التصويت من أجل زواج المثليين، بهدف قبول إنشاء ائتلاف عقب الانتخابات.

وهي وجهة نظر اشتركت فيها كل من حزب “الديمقراطي الاشتراكي الألماني”، وحزب “الخضر”، و”الديمقراطيون الأحرار”، على خلاف اليميني البديل، الذي ما يزال معارضًا للقانون.

من يدعمه؟

تظهر نتائج الاستطلاعات الأخيرة في ألمانيا أن معظم الشعب الألماني يؤيد زواج المثليين.

وبين استطلاع أخير أجرته وكالة حكومية مناهضة للتفرقة، أن نسبة 83% من الألمان صوتوا لصالح الزواج.

وبذلك تصبح ألمانيا الدولة الأوروبية الـ 14 التي توافق على زواج المثليين، بعد فرنسا وبريطانيا (ما عدا إيرلندا الشمالية وجرسي) وجمهورية إيرلندا، والنرويج والسويد والدنمارك (ماعدا جزر الفارو)، وإسبانيا وفنلندا، وبلجيكا وهولندا وأيسلندا، ولكسمبورغ، والبرتغال.

في حين تبقى كل من النمسا وإيطاليا تسمحان بالشراكة المدنية فحسب، وليس الزواج المدني.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة