بطولة القارات

الروس نجحوا في التنظيم وفشلوا كرويًا

tag icon ع ع ع

انتهت بطولة كأس القارات التي أقيمت في روسيا بتتويج المنتخب الألماني بلقب البطولة بعدما تخطى التشيلي في المباراة النهائية.

وكانت هذه النسخة جيدة إلى حد ما، خاصة من الناحية الفنية، إذ شهدت متابعة مميزة مقارنة بالسنوات السابقة، وتميزت مبارياتها بالأداء الفني والتكتيكي الجيد، إضافة إلى الكثير من اللحظات المثيرة وركلات الجزاء والكروت الحمراء التي شهدتها البطولة التي استمرت على مدار أسبوعين.

وكانت بطولة كأس القارات اختبارًا حقيقيًا من الاتحاد الدولي الفيفا لروسيا، لإثبات قدرتها على استضافة كأس العالم المقبل بعد أقل من سنة.

وقالت صحيفة سان باولو البرازيلية إن روسيا نجحت بشكل لافت في اختبار القدرة على استضافة المونديال في الصيف المقبل، بعد الأداء الباهر باستضافة كأس القارات.

وأضافت الصحيفة أن مراسليها زاروا ثلاث مدن من الأربع التي أقيمت فيها مباريات كأس القارات، وأعجبوا بجمال الملاعب والتنظيم الرائع، وذكرت أن ما كان عائقًا أمام البرازيل في تنظيم كأس العالم 2014، وهو نظام المواصلات بين المدن الضيقة، لم يشكل عائقًا أمام الروس.

وكان تنقّل المشجعين بين المدن الأربع المستضيفة للبطولة (موسكو وسان بطرسبورغ وقازان وسوتشي) مجانيًا ومنظمًا.

ومن المتوقع أن تكون روسيا وجهة لعشاق كرة القدم في 2018، باستضافتها المونديال لأول مرة في تاريخها، وذلك في الفترة الممتدة من 14 حزيران لغاية 15 تموز، وستقام مباريات البطولة على 12 ملعبًا في 11 مدينة.

اهتمام إعلامي متزايد رغم قلة الحوافز المادية

نجحت البطولة القارية في أن تكون حديث الناس خلال أسبوعين متواصلين لترد على المشككين بفكرة إقامتها، وهو ما تجلى في الأرقام التي سجلتها محطات التلفزة الناقلة للبطولة، على الرغم من عدم وجود المنتخب الألماني الأول.

لكن مشاركة البرتغال مع نجمها كريستيانو رونالدو، ووجود التشيلي بجانب ألمانيا التي تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة أعطت البطولة صدى رغم اعتراضات بعض الاتحادات المشاركة على قلة الحوافز المادية للفرق صاحبة المراكز الثلاثة الأولى، وتحديدًا المنتخب الألماني الذي شارك بفريق من الصف الثاني اعتراضًا على هذه النقطة بالتحديد.

مدرجات غير ممتلئة

كانت الملاعب الروسية جاهزة بشكل تام، إن من ناحية الأرضية المثالية أو من ناحية الأمور التنظيمية، ما أعطى ثقة كبيرة بأن يكون كل شيء جاهزًا في موعده لكن الأمر السلبي الأبرز في هذه البطولة هو غياب المدرجات الممتلئة، فمن النادر أن يمتلئ أحد الملاعب في مباريات البطولة، فضلًا عن كون نصفها فارغًا في بعض المباريات، ما قد يترك إشارات استفهام أمام الحضور الجماهيري المتوقّع لكأس العالم.

حضور خجول لآسيا وإفريقيا وأوقيانوسيا

مرة أخرى ظهر ممثلو قارات إفريقيا، وآسيا، وأوقيانوسيا بمستوى متواضع حيث ودعوا الدور الأول جميعهم.

فنيوزيلاندا ممثلة قارة أوقيانوسيا عجزت عن الفوز في ثلاث مباريات متتالية مسجلة هدفًا وحيدًا، فيما تلقت شباكها ثمانية أهداف بمستوى متواضع مع عدم القدرة على مجاراة الفرق الأخرى.

أما الكاميرون بطلة إفريقيا فإن الآمال كانت معلقة عليها أكثر في ترجمة الأداء الجيد الذي ظهرت به أثناء إحرازها اللقب القاري الإفريقي في شباط الماضي مع نخبة من اللاعبين الموهوبين لكن ذلك لم يترجم في الأراضي الروسية.

أما المنتخب الأسترالي كان أفضلهم، بعدما حاول بكل ما أوتي من قوة من أجل التأهل للدور نصف النهائي، مع أداء مقبول نوعًا ما، فتعادل مع التشيلي والكاميرون، لكنه خسر أمام ألمانيا التي قضت على آماله بالتأهل إلى المربع الذهبي.

جيل ألماني شبابي

عندما استدعى لوف مدرب المنتخب الألماني الأول للبطولة تشكيلة شابة بمعدل أعمار صغيرة، اعتبر البعض بأنه لا يهتم بالبطولة القارية في ظل وجود منتخبي البرتغال والتشيلي بصفوف مكتملة.

وكانت ألمانيا خارج الترشيحات، بهذه التشكيلة الاحتياطية، لكن خطة يواخيم لوف نجحت بظهور جيل جديد من اللاعبين الألمان، بأدائهم المميز طوال فترة البطولة مع انضباط دفاعي واضح بخطة جديدة قوامها ثلاثة مدافعين في الخلف، وأسلوب لعب هجومي سريع وفعال، ما قد يهدد وجود بعض لاعبي الصف الأول في التشكيلة الألمانية.

روسيا المستضيف يخرج من الدور الأول

يقول محللي كرة القدم إن روسيا نجحت في تنظيم البطولة، ولكن منتخبها لم يكن على قدر الحدث، حيث خرج من الدور الأول، بدل أن يحقق التأهل للمربع الذهبي على أقل تقدير.

وهذا يؤيد فكرة أن المنتخب الروسي لن يذهب بعيدًا في كأس العالم ولو كانت على أرضه، والذي يفصلنا عنه قرابة سنة وتعد في عالم الرياضية غير كافية للعمل بشكل جدي على تأهل منتخب قادر على المنافسة في كأس العالم.

الجوائز الفردية

على مستوى الجوائز الجماعية فقد حصلت ألمانيا على ذهب البطولة، كما كشف الاتحاد الألماني لكرة القدم عن مكافأة قدرها 50 ألف يورو، لكل لاعب في المنتخب لقاء الفوز في المباراة النهائية من كأس القارات.

كما نال كل لاعب مبلغ 30 ألف مقابل الفوز على المكسيك في مباراة المربع الذهبي.

فضلًا عن مكافأة البطولة التي حصدها الألمان لقاء الفوز باللقب، والتي تقدر بأربعة ملايين دولار.

كما نال اللاعب جوليان دراكسلر على لقب أفضل لاعب في البطولة، وذلك بعد مساهمته الجادة في فوز الماكينات بلقب البطولة واستطاعته أن يقود منتخبًا صاعدًا على أرض الملعب لخلق جيل جديد من الأبطال.

ونال الحارس التشيلي كلاوديو برافو جائزة القفاز الذهبي، وذلك بالرغم من عدم تتويج منتخب تشيلي بلقب البطولة، بسبب تألقه اللافت طوال البطولة ولا سيما في نصف النهائي أمام البرتغال.

كما تمكن اللاعب تيمو فيرنر من الفوز بلقب هداف البطولة بعد أن سجل ثلاثة أهداف.

وقال جريندل، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، إنه في كأس العالم سيكون الوضع مختلفًا تمامًا مشيرًا إلى قيمة الجوائز المضاعفة في حال تحقيق اللقب.

ومنح الاتحاد الألماني 300 ألف يورو مكافأة مالية لكل لاعب بقائمة المانشافت، التي فازت بلقب كأس العالم 2014 في البرازيل لتكون أعلى مكافأة مالية في تاريخ الفرق الفائزة بالبطولة.

صدارة التصنيف العالمي

كما انتزعت ألمانيا صدارة التصنيف العالمي للفيفا، في التصنيف الصادر الخميس الفائت، وتجاوزت البرازيل التي حلت في المركز الثاني، والأرجنتين في الثالث، وتقدمت البرتغال من المركز الثامن إلى الرابع.

وعربيًا، تراجعت مصر إلى المركز الرابع والعشرين، أمام تونس (34) والجزائر (48) والمغرب (60) والسعودية (61) وقطر (79) وموريتانيا (81) وسوريا (82).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة