“كوكو” سبعينيّ من أوائل مصوّري القامشلي

camera iconالمصور الأرمني كوكو في مدينة القامشلي - تموز 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – القامشلي

“في الحركة بركة .. شي فاخر عالآخر”، عبارتان لا تفارقان لسان المصور الأرمني كريكورك كيفوركيان، الذي يعيش في مدينة القامشلي السورية، حاملًا عدسته إلى محله الصغير الذي يقضي معظم أوقاته داخله.

بقبعته الزرقاء ولباسه البسيط، ونشاطه الذي يُخفي تجاعيد وجهه، يتنقل المصور “كوكو”، كما يعرفه أهالي الحسكة، بين أحياء المدينة.

“ركب عبد الناصر في طائرة الهيلكوبتر وطار فوق القامشلي بعد أن صوّرته عام 1960″، يقول كيفوركيان لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن عدسته التقطت صورًا للرئيس شكري القوتلي والعديد من الشخصيات الأخرى، ومن بينها عبد الحكيم عامر، رئيس أركان الجيش والصديق المقرب من جمال عبد الناصر.

بدأ المصوّر الأرمني تنمية هوايته، عندما كان بعمر عشر سنوات (عام 1953)، ويعتبر من أوائل المصورين في القامشلي، “تركت المدرسة وعملت مع مصور يُدعى كرنينك لمدة سنتين، ثم بقيت أعمل لسنوات مع مصور حلبي حتى بلغت 18 عامًا، حصلت حينها على راتب شهري قدره 35 ليرة سورية”.

ويروي “كوكو” قصته حين فكر بالاستقلالية في العمل، بعدما اكتسب الخبرة الكافية، وكيف واجه صعوباتٍ مع معلمه الذي تمسك به بشدة قبل أن يتركه ليعمل وحده، “دفعت 600 ليرة سورية من راتبي بدلًا للجيش وهذا ما مكنني من متابعة عملي دون انقطاع”.

بعد قراره بالاستقلالية يقول كيفوركيان إنه حوّل عربة كان والده يبيع الخضار عليها، إلى استديو للتصوير، مشيرًا إلى أنه سافر إلى حلب واشترى كاميرا من محلات “آردو” في شارع البارون المشهور.

أول كاميرا امتلكها الشاب الموهوب، بلغ سعرها مع ملحقاتها خمسة آلاف ليرة سورية، على حد وصفه، ويلفت إلى أنه لم يكن يملك سوى 1500 ليرة سورية، “رهنت هويتي بعد إقناع صاحب المحل واستعدتها بعد إتمام كامل المبلغ بعد شهر من العمل”.

وسّع “كوكو” الاستديو، باع العربة والحصان الذي كان يجرها، ثم عمل في تغطية الأعراس ضمن القامشلي، وشارك في معرض نُظّم في الحديقة الكبيرة للمدينة، عرض فيه صوره.

تنوعت الكاميرات التي استخدمها المصور السبعيني، بين “كوداك” و”سوليدا” وغيرها، واستخدمها على مدار 30 عامًا بالأبيض والأسود، إلى أن احترف التصوير الملون بعدسات “كانون” و”سوني” و”بريتيكا”، ويرى أن النقلة كانت “نوعية”.

يقول بعض المواطنين في القامشلي، إن “كوكو” مشهور لدرجة أن الجميع يعرفه، وحتى اليوم يتوجه إليه العشرات لأخذ صورة “بروفيشينال”، تلتقطها عدسة خبر صاحبها التصوير لعشرات السنين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة