ثـوار حماة، يتلافون أخطاء الماضي في المدينة

tag icon ع ع ع

محمد صافي  – حماه

اتجهت كتائب الثوار في مدينة حماة إلى اتباع استراتيجية تقضي بتنفيذ الاغتيالات ضد عناصر قوات النظام وضباطه وقادته الأمنيين. وتأتي هذه الاستراتيجية نتيجة الحصار العسكري التي تعيشه حماة التي يوجد فيها أكثر من 130 حاجز عسكري، فضلاً عن أفرع المخابرات الأساسية في المدينة.

وتعمل مجموعة صغيرة من الثوار الذين آثروا البقاء في حماة على تنفيذ عمليات خاطفة في أحياء المدينة بالرغم من الصعاب التي تواجههم. «أحمد» أحد عناصر الحر في حماة يتحدث لعنب بلدي عن صعوبة عمل المجموعة: «الكثافة السكانية في أحياء حماة تجعلنا حذرين جدًا خلال التخطيط للعمليات متحسبين لردة فعل النظام على المدنيين في مكان العملية وتوقيتها، فضلاً عن صعوبة إدخال الذخيرة بسبب الحصار الخانق وإغلاق كافة الطرق الزراعية المؤدية لحماة، إذ لا يصلنا سوى بعض الأسلحة والذخائرة الخفيفة واللازمة لعمليات الاغتيال وبصعوبة شديدة، وقد لا يصلنا أحيانًا وتتوقف العمليات على أثر ذلك».

ولوحظ في الأيام الأخيرة ازدياد العمليات وبأنحاء متفرقة في أحياء حماة، إذ اغتيل الكثير من عناصر النظام وهم راجلين عند المداهمات عن طريق عبوات ناسفة موجهة عن بعد، إضافة لتفجير العديد من السيارات الأمنية أثناء تحركها ليلاً بين الحواجز.

ونشطت «سرية عشاق الحور» من لواء الفاتحين بشكل ملحوظ، وحققت نتائج لاقت تأييدًا من أهالي المدينة، وتحدث «أبو عدنان» من السرية لعنب بلدي عن عملياتهم الأخيرة: «حاولنا في الأيام الماضية ضرب عناصر النظام الأكثر إزعاجًا وإيذاءً لأهالي حماة فقمنا بتفجير سيارة رئيس دوريات المداهمة في حي طريق حلب، كما فجرنا عبوة بتجمع لعناصر النظام في حديقة أم الحسن بالقرب من قيادة الشرطة والحزب الجديد في مركز المدينة بعد أن تحولت الحديقة إلى مركز للتشبيح واللقاءات مع المخبرين»

وعن خطط عمل المجموعة في الأيام القادمة قال أبو عدنان: «لا نضع في خططنا استهداف حواجز النظام المتمركزة في الأبنية التي أصبحت بمثابة قلاع محصنة، ولن نقع في أخطاء الماضي في التمركز داخل حي من أحياء المدنية. هدفنا الوحيد هو عناصر وضباط النظام أثناء تحركهم، فهذه هي الطريقة الأكثر خسارة للنظام ماديًا وبشريًا وأقل تكلفة بالنسبة لنا».

كما أن «العواينية والمخبرين» الذين جندهم النظام للإخبار عن الشباب المطلوبين والقائمين على أعمال الثورة هم أيضًا من أهداف السرية داخل المدينة، وعن ذلك يقول أبو عدنان: «لدينا قوائم بأسماء المخبرين ولكن لدينا مراحل في هذه الناحية تلافيًا لأخطاء الماضي، وهي بداية شهادات الناشطين حصرًا مع بعض الأهالي الثقات المعروفين في كل حي من أحياء المدينة، المرحلة الثانية (قسم اليمين) حيث يشهد على المخبر ثلاثة أشخاص ويؤدون القسم بحضور مندوب الهيئة الشرعية» .

وحولت العمليات الدقيقة والخاطفة للثوار في مدينة حماة عناصر النظام من فترة الرخاء الدائم بعد معركة طريق حلب إلى حالة من الاستنفار والخوف والحذر وعلى الطرف المقابل أعادت النشاط لصفوف الثوار والخلايا النائمة للحر داخل المدينة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة