سلس البول عند الأطفال

سلس البول عند الأطفال
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

بعد التصعيد العسكري الذي حدث في سوريا وما رافقه من انفجارات ودمار وموت ونزوح وغير ذلك ونتيجة مايتعرض له الأطفال من خوف وهلع وحزن وصدمات نفسية فقد ازدادت نسبة الاضطرابات النفسية لديهم، ومن أشيع الأمراض الناجمة عن هذه الاضطرابات هو السلس البولي.

ما المقصود بالسلس البولي عند الأطفال وما أنواعه

هو تكرار تبول الطفل في ملابسه أو في السرير (متعمدا أو بدون قصد) لمرتين في الأسبوع على الأقل ولمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وبعمر يزيد عن 5 سنوات للبنات و 6 سنوات للصبيان. وهو قد يحدث أثناء الليل فقط (سلس البول الليلي) وقد يحدث أثناء النهار فقط (سلس البول النهاري) وقد يحدث أثناء الليل والنهار (سلس البول المختلط).

وهناك نوعان من سلس البول عند الأطفال:

1- بدئي؛ أي أن الطفل لم يبد أي قدرة على استمساك البول خلال الفترة السابقة من حياته منذ الولادة، وهو الأكثر شيوعا، وعادة لا نجد سببا واضحا له.

2- ثانوي؛ أي أن الطفل عاد لحالة السلس البولي بعد مرور فترة لأكثر من سنة ضبط فيها المثانة بشكل تام، وهو الأقل شيوعا، وغالبا ما يعرف السبب في هذا النوع.

ما العوامل المؤهبة لحدوث سلس البول عند الأطفال

  • تأخر النضج الفيزيولوجي من الناحية العصبية التنظيمية عن عمر 5-6 سنوات، وهو غالبا ما يشفى خلال ستة أشهر بعد هذا العمر.
  • اضطرابات النوم؛ ويمكن التغلب عليها من خلال تعويد الطفل على النوم في وقت محدد والصحو في وقت محدد، ويفضل أن يكون النوم باكرا والصحو باكرًا.
  • أسباب جسدية وعضوية؛ كوجود تشوهات بمجرى البول، والتهاب المثانة، واضطراب تعصيب المثانة، والإمساك المزمن، والإصابة بالداء السكري…. ويجب علاج هذه الحالات المرضية.
  • الشدة النفسية؛ والتي تتراوح ما بين المعاناة من الخوف والقلق الذي يتعرض له الطفل نتيجة الأعمال العسكرية وما يرافقها من قصف ودمار أو دهم واعتقالات وضرب وتعذيب للأهل، أو العنف الجسدي الموجه للطفل كالضرب والصراخ والتوبيخ، أو لأسباب مدرسية كالخوف من المدرسة، وقد تحدث لأسباب عائلية كوفاة أحد أفراد العائلة أو انفصال الوالدين أو الانتقال إلى منزل جديد أو ولادة أخ جديد… وتعتبر الحالة الأخيرة من الأسباب الشائعة للشدة النفسية المسببة لسلس البول عند الأطفال؛ حيث يكون الموضوع كمحاولة غير واعية من الطفل الأكبر للفت الانتباه إليه خوفا من تهميشه وذهاب محبة الوالدين واهتمامهم تجاه الطفل الجديد.
  • أحيانًا قد تكون الحالة عائلية أو وراثية.

ما الإجراءات الطبية اللازمة للتشخيص

لا يوجد إجراء طبي مخصوص لتشخيص حالات سلس البول ولكن تأتي أهمية التحاليل والأشعة لاستبعاد وجود أي أمراض عضوية من التي ذكرناها.

كيف يتم علاج الإصابة بسلس البول؟

يعتمد العلاج على الناحية السلوكية بالتوازي مع العلاج الدوائي، ولكن قبل الحديث عن العلاج يجب التنبيه إلى عدة نقاط:

  • ترك غرفة الطفل مضاءة بضوء خافت ليلا أو جعل زر الضوء بجانب الطفل ليتمكن من إشعاله في حال احتاج للذهاب إلى الحمام ليلًا.
  • منع الطفل من تناول السوائل منذ المساء وخاصة الشاي والقهوة والكولا لأن مثل هذه السوائل تزيد حجم البول وتهيج المثانة.
  • معالجة الإمساك والأمراض العضوية الأخرى إن وجدت.
  • الامتناع عن معاقبة الطفل على عملية السلس وعدم إظهار الانزعاج أمامه وعدم توبيخه وخاصة أمام الآخرين، بينما يجب مديحه عندما يستيقظ جافًا.

العلاج السلوكي

  • تدريب الطفل على ضبط المصرة البولية عن طريق سؤاله المتكرر أثناء النهار إن كان يشعر بامتلاء مثانته وبذلك يمكن خلال أسبوعين أن تتحسن قدرته على الإحساس بالامتلاء المثاني.
  • تدريب الطفل على زيادة سعة مثانته بنفس الطريقة السابقة ولكن عند شعوره بامتلاء المثانة نطلب منه تأجيل التبول مدة 5 دقائق وتكرر العملية لخمسة أيام وبعد نجاحه في ذلك نزيد المدة المطلوبة منه ليتحملها إلى 10 دقائق ويكرر ذلك لعدة أيام وهكذا تزاد المدة كل أسبوع إلى أن يتمكن الطفل من التحكم بالأمر.
  • إحداث ارتباط شرطي بين الاستيقاظ ليلا والتبول؛ بإلزام الطفل بدخول الحمام للتبول قبل ذهابه إلى النوم مباشرة، ثم إيقاظه للذهاب إلى الحمام عدة مرات تفصل بينها 2-3 ساعات لفترة تمتد بحدود شهر، وبعد ذلك يكفي إيقاظه مرة واحدة بعد ساعة من النوم.
  • العلاج النفسي الداعم للطفل والذي يعزز ثقته بنفسه عن طريق تكليفه بتنفيذ بعض المهام ليشعر بمكانته الشخصية وإعجاب الآخرين به وهذا يخرجه من حالة السلس المناقضة لهذا الاعجاب.. وكذلك في حال ولادة أخ جديد يمكن تكليف الطفل بمهمات ثانوية للاعتناء بأخيه الجديد مما يشعره بقدرته على القيام بمسؤوليات معينة لينال إعجاب الوالدين واهتمامهم.

وهناك طريقة متبعة بالدعم النفسي عن طريق تصميم جدول لأيام الشهر وتعليقه في مكان مرئي للطفل بشكل واضح ثم يرسم نجمة أو شمسا في اليوم الذي يستيقظ فيه جافا بينما يرسم غيمة في اليوم الذي يستيقظ فيه مبللا ويعطى مكافأة على الأيام الجافة وتزاد المكافأة كلما زاد عدد الشموس أسبوعيًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة