التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يعتبر التهاب الأذن الوسطى ثاني أكثر مرض يصيب الأطفال (بعد الرشح) وهويزداد انتشارا بين النازحين واللاجئين نظرا لازدياد الإصابة بالإنتانات التنفسية التحسسية والفيروسية (المسببة لالتهاب الأذن الوسطى) نتيجة تلوث الجو بفعل القذائف والانفجارات وكذلك الظروف المعيشية السيئة (ازدحام – تدخين – مدافئ حطب – عدوى فيروسية…).

ما أسباب التهاب الأذن الوسطى

ينجم هذا الالتهاب عن جراثيم أو فيروسات تصيب الطرق التنفسية العلوية (أنف – بلعوم – جيوب…) ثم تصل إلى الأذن الوسطى عبر نفير أوستاش (وهو قناة تصل الأذن الوسطى بالبلعوم) مما يسبب تورمها وانسداد هذا النفير، وكذلك قد تسبب الحساسية التنفسية انسداده، ويؤدي ذلك إلى تراكم سائل التهابي في الأذن الوسطى ونمو الجراثيم فيه.

ما هي المؤهبات للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى

  • العمر: يكثر في السنوات الثلاثة الأولى من العمر حيث يكون نفير أوستاش قصيرا ومستقيما.
  • الجنس: يصاب الذكور أكثر من الإناث.
  • الوراثة: يشاهد عند بعض العائلات أكثر من غيرها.
  • الاستعداد للحساسية التنفسية.
  • التدخين: يزداد حدوث الإصابة عندما يكون أحد المخالطين مدخنًا.
  • الإرضاع بالزجاجة: بخاصة إذا كان الطفل يعطى الزجاجة وهو مستلق على ظهره.

ما هي أعراض الإصابة

أهم أعراض الإصابة هي: ألم الأذن، ارتفاع الحرارة (قد تصل حتى 40 درجة مئوية)، الشعور بطقطقة في الأذن، حدوث سيلان من الأذن، وقد يحدث نقص في السمع.

ولكن، ولأن الرضع لايستطيعون الشكوى، يجب الشك بوجود الالتهاب في الحالات التالية: ارتفاع الحرارة، الطفل يشد إحدى أذنيه أو كليهما، بكاء وهياج ونزق على غير العادة، قلة نوم، نقص شهية، حدوث سيلان من الأذن.

ويجب الانتباه إلى أن هناك أسبابا أخرى قد تسبب ألم الأذن مثل: دمل مجرى السمع الخارجي، التهاب البلعوم، التهاب اللثة، بزوغ الأسنان.

كيف يتم التشخيص؟

يتم عبر فحص الأذن من قبل طبيب الأطفال بمنظار الأذن حيث يشاهد غشاء الطبل محمرا متوذما. وقد يحتاج للفحص من قبل أخصائي الأمراض الأذنية بالمنظار الهوائي لتحري وجود سائل في الأذن، ويمكن أن يجري اختبار المعاوقة السمعية لقياس وظائف الأذن الوسطى، كما يمكن إجراء تخطيط سمع لتحري وجود نقص سمع.

كيف يتم علاج التهاب الأذن الوسطى؟

يجب معالجة كل الأطفال دون السنتين من العمر ومعالجة الأطفال الأكبر سنا إذا كانت أعراضهم شديدة (ألم، حمى) أما إذا كانت أعراضهم خفيفة فتكفي المعالجة العرضية (تسكين الألم، تخفيض الحرارة) دون إعطاء المضادات الحيوية.

تعطى مسكنات الألم وخافضات الحرارة (سيتامول) عن طريق الفم، ويمكن استخدام المخدرات الموضعية على شكل قطرات أذنية.

وتساعد قطرات الأنف في تقليل التهاب الأغشية المخاطية في المجاري التنفسية العلوية.

عند إعطاء المضادات الحيوية يجب على الأهل إعطاء الطفل الدواء لكامل فترة العلاج التي يحددها الطبيب؛ لأن إيقاف الدواء بشكل مبكر سيؤدي إلى نكس الحالة من جديد. ويجب أن يلاحظ التحسن بشكل واضح بعد يومين من بدء العلاج.

أحيانا يلزم فتح غشاء الطبل من قبل أخصائي أمراض الأذن لإخراج القيح المتراكم.

وفي الحالات التي يوجد فيها تراكم للسائل في الأذن فإنه يختفي في غضون 3-6 أسابيع، ولكن إذا بقي لأكثر من ثلاثة أشهر وترافق مع نقص السمع فيجب خزع غشاء الطبل (وضع أنابيب تهوية في الأذن المصابة).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة