انتحار ومخابرات في ألعاب المراهقين الافتراضية

لعبة مريم (متجر آبل)

camera iconلعبة مريم (متجر آبل)

tag icon ع ع ع

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة الخليج العربي بتحذيرات المستخدمين من لعبة فيديو تحمل اسم “مريم”، وصلت إلى درجة المطالبة بحجبها.

وأثارت اللعبة خوف المستخدمين بسبب الجو السوداوي الذي تضع مستخدمها فيه، من موسيقى وألوان، وأسئلة شخصية وسياسية.

هل تجمعون معلومات استخباراتية؟

مبرمج اللعبة السعودي سليمان الحلبي أكّد أن تصميم اللعبة يسعى إلى تعزيز التفاعل بين التطبيق والمستخدم، واصفًا الأسئلة السياسية بـ “الغلطة” التي سيتداركها عند التحديث القادم.

وطُرِحَتْ اللعبة المخصصة لأجهزة IOS، للتداول من قبل المستخدمين في 25 تموز الماضي، عبر تحميلها من متجر “آبل”.

وتدور أحداث اللعبة حول طفلة صغيرة تاهت عن منزلها وتدعى مريم، وعلى اللاعب أن يساعدها في الوصول إلى منزلها.

خلال الرحلة تتفاعل مريم وكأنها شخص حقيقي، إذ ينالها التعب وتطلب التوقف عن السير والمتابعة في اليوم التالي.

وتسعى مريم إلى التعرف على الشخص الذي يساعدها، فتطلب منه معلومات شخصية مثل اسمه الثلاثي، وعنوان سكنه، وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن أكثر ما أثار ريبة المستخدمين هو الأسئلة السياسية التي تطرحها هذه الطفلة، لاسيما فيما يتعلق بالأزمة الخليجية الأخيرة بين قطر والسعودية والإمارات.

وانتشرت إشاعات تفيد بأن اللعبة تسعى إلى استغلال المعلومات الشخصية لأهداف سياسية، وأن أجهزة الأمن قد تكون وراءها لمعرفة مواقف مواطنين من الأزمة الخليجية.

وهو ما دفع بالعديد للمطالبة بحظرها تجنبًا للمشاكل لاسيما مع فرض عقوبات قانونية صارمة على المواطنين الذين يخالفون سياسة حكوماتهم في هذه الأزمة.

مبرمج اللعبة أكد أنها مجرد لعبة، وأن برمجتها مصممة للاحتفاظ بالمعلومات على جهاز المستخدم، ولا يمكن أن تصل إليه بأي حال من الأحوال.

وحذّرت شرطة دبي من إعطاء معلومات شخصية للعبة، وطلبت الابتعاد عنها لأنها تتلاعب بالأطفال والمراهقين.

وتساءل مستخدمون ما إذا كانت هذه اللعبة هي الإصدار العربي من لعبة “الحوت الأزرق”، التي تسببت بانتحار المئات في عدة دول أبرزها روسيا.

انتحار الحيتان

تعتمد لعبة الحوت الأزرق على مجموعة من التحديات المؤذية وتمتد على مدار خمسين يومًا.

وتبدأ اللعبة بتحديات بسيطة كالاستيقاظ في أوقات غريبة بين نهاية الليل وبزوغ الفجر، ثم الاستماع إلى موسيقى كئيبة، ومشاهدة أفلام الرعب.

وفي اليوم 27 تتحداك اللعبة برسم حوت على يدك بأداة حادة، وعليك أن ترسل صور تثبت إنجازك للتحديات، وإلا تعرّض المقربون منك لأعمال عدائية من قبل القائمين على اللعبة.

وبعد 50 يومًا من العمل على تدمير نفسية اللاعب، تأتي نهاية اللعبة بتحدي الانتحار.

وخلال ستة أشهر من طرح اللعبة تسببت بانتحار 130 مراهقًا في روسيا، بحسب صحيفة نوفاتا غازيتا الروسية.

“تخليص العالم من النفايات”

وتستهدف اللعبة التي صممها الروسي فيليب بودكين البالغ من العمر 21، المراهقين بين 12 و16 عامًا.

ويرى بودكين أنه يقدم خدمة تنظيف العالم من النفايات البيولوجية التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقًا، وأن المنتحرين سعداء بقرارهم.

وكان الشاب الروسي قد بدأ مشروعه في موقع إلكتروني يحرّض الأطفال على الانتحار، قبل أن يتم حجبه.

وتقوم خطة بودكين على عزل الطفل أو المراهق عن وسطه الاجتماعي، وكسب ثقته قبل البدء بتحريضه على الانتحار.

ووشت فتاة بالمبرمج إلى السلطات بعد أن وصلت إلى المرحلة الأخيرة من اللعبة، ويقبع الآن في سجن سان بطرسبرج الروسي.

وطالبت عدة دول عربية بحجب اللعبة بعد أن شهدت حالات انتحار في الكويت والسعودية.

وأوضح مستشار أمن المعلومات والجرائم الالكترونية، رائد حمد الرومي، لصحيفة النهار الكويتية، أن اسم اللعبة جاء تيمنًا بموسم هجرة الحيتان إلى اليابسة والتي سُميت بظاهرة انتحار الحيتان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة