رجل في الأخبار.. “رائد” فناني الخليج لم يسلم من “لعنة الطائفة”

camera iconالفنان الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا (إنترنت)

tag icon ع ع ع

توفّي الممثل الكويتي الشهير عبد الحسين عبد الرضا ليل أمس، الجمعة 11 آب، في العاصمة البريطانية، لندن، تاركًا وراءه إرثًا فنّيًا كبيرًا، وجدلًا في الأوساط الخليجية لانتمائه إلى المذهب الشيعي.

وتداول عدد كبير من مستخدمي موقع “تويتر” وسم “#وفاه_الفنان_عبدالمحسن_عبدالرضا”، وعلّقوا من خلال “تغريداتهم” على وفاته وسيرته الفنيّة، ليصبح الوسم الأوّل عربيًا.

التفاعل الكبير الذي ناله خبر وفاة الممثل الكويتي أخذ اتجاهين: الأوّل مرتبط بكونه من أكثر الممثلين شهرة وإنتاجًا على المستوى الخليجي، والآخر متعلّق بطائفته التي ظلّت محلّ جدل لفترات طويلة.

ولد عبد الحسين عبد الرضا في منطقة العوازم شرق في الكويت عام 1939، وتلقّى تعليمه الأساسي في الكويت، قبل أن ينتقل إلى مصر ثمّ ألمانيا لتعلّم فنون الطباعة، إلّا أنه عاد إلى الكويت ليتدرّج في مناصب حكومية عدّة.

ورغم أنه اتجه إلى الدراسة الأكاديمية والعمل الحكومي، إلا أنّ الجو الفني في عائلته جعله شغوفًا بالمسرح والتمثيل، إذ يشير محرّك البحث “ويكيبيديا” إلى أنّ أخاه وابن أخاه وابن عمّه يعملون في أنواع مختلفة من الفنون.

ناقش عبد الحسين عبد الرضا في مسرحياته ومسلسلاته قضايا اجتماعيّة مختلفة، ومنها قضيّة “البدون في الكويت” الذين واجهتهم الدولة نهايات القرن الماضي بالقمع والتضييق، نتيجة عدم امتلاكهم جنسيّة محدّدة.

وعمد التلفزيون الكويتي إلى حذف المشهد الذي تطرّق إلى قضيّة “البدون” من مسلسل “العافور” عام 2014، الأمر الذي واجهه سياسيّون كويتيّون بانتقاد كبير.

خارج الإطار المحلّي، ناقشت مسرحيّات وأعمال عبد الرضا الفنيّة قضيّة الوحدة العربيّة، وقضيّة الغزو العراقي على الكويت، الأمر الذي يضعه ناقدون في إطار توظيف الفن في السياسية، رغم أنه كان يؤكّد مرارًا بعده عن السياسة وعدم رغبته بالعمل فيها.

وفي مقابلة عرضت على تلفزيون المستقبل، ضمن برنامج “خليك بالبيت” ذكر عبد الرضا أنّه تطوّع أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ضمن صفوف الجيش المصري، الأمر الذي يجعل نضاله على مستوى الوطن العربي، يمتد إلى ما قبل شروعه بالتمثيل.

ذلك “النضال القومي” لم يمنع بعض المشايخ من تحريم الدعاء له بالرحمة عقب وفاته، واتهامه بأنه “إيراني رافضي”، وذلك كونه من أتباع المذهب الشيعي، ومنهم الشيخ السعودي علي الربيعي الذي نشر على حسابه الخاص تغريدة جاء فيها “لا يجوز للمسلم الدعاء لعبد الحسين عبد الرضا لكونه رافضي ايراني مات على الضلالة، وقد نهى الله المسلمين أن يدعو بالرحمة والمغفرة للمشركين”.

رغم الانتقادات التي طالت الربيعي، إلّا أنّ كثير من مستخدمي “تويتر” ساقوا حججًا تؤكّد “عدم حرمانية التعزية بالشيعة”.

أما أصدقاء عبد الرضا من الفنانين فعبّروا عن حزنهم الشديد بوفاة “عميد فناني الخليج”، واستحضروا تاريخًا فنيًا زاخرًا لعبد الحسين عبد الرضا.

وكان الفنان الكويتي حصد عشرات الجوائز خلال مسيرته الفنية الممتدة من عام 1961 وحتى وفاته، وتمّ تكريمه في عدد من العواصم العربية مثل دمشق والرياض والقاهرة، بالنظر إلى تاريخه في العمل المسرحي والتلفزيوني.

لدى عبد الرضا خمسة أولاد من أربع زوجات، وأحد أبنائه يعمل في مجال النقد الفني وكتابة الشعر، فيما تعمل إحدى بناته رسامة تشكيلية.

خلال الأشهر الأخيرة تداولت وسائل الإعلام العربية خبر تدهور صحّة الفنان البالغ من العمر 78 عامًا، إلى أن أعلنت أسرته عن الوفاة الليلة الماضية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة