“إرادة”.. أول مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في الغوطة

camera iconأول مدرسة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الغوطة الشرقية - آب 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

رغم صعوبة حركته على كرسيه المتنقّل، يبذل الطفل محمد ذو التسعة أعوام، جهدًا إضافيًا للتنقل بين صفوف المدرسة، التي انتسب إليها، مطلع آب الجاري، كأول مشروع يستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة تعليميًا وفق منهاج دراسي متكامل، في الغوطة الشرقية.

فَقد محمد ساقه إثر القصف على مدينته دوما قبل عامين، ويقول إنه سعيد بالأشغال اليدوية والنشاطات التي يتعلمها، قبل بدء مرحلة التعليمية مع بدء العام الدراسي المقبل.

مشروعٌ تديره “جمعية الصحة الخيرية”

المدرسة هي أحد مشاريع “جمعية الصحة الخيرية”، التي تأسست عام 2004، كمؤسسة اجتماعية واستمرت بالعمل حتى اليوم، ويقول عمر زارع، مسؤول القسم الإعلامي في الجمعية، إن مدرسة “إرادة” جاءت بعد جهدٍ من العمل على تأسيس مكانها، بدأ منذ شتاء العام الحالي.

أجريت تعديلاتٌ على موقع المدرسة لتكون مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، من مبتوري الأطراف والمصابين بالشلل، وفق زارع، ويشير إلى أن “عدد المعوقين ارتفع خلال الفترة الماضية بسبب إصابات القصف، ورغم اهتمام بعض المؤسسات بشريحة من الأطفال، إلا أن بعضهم بقوا سجناء منازلهم بعيدين عن جو التعليم والطفولة”.

نشاطات تعليمية ترفيهية بدأها كادر المدرسة، المكوّن من مديرة ومشرفة وأربع مدرسات مختصات في التربية وعلم النفس، على أن يعمل آخرون في الفترة المقبلة، بعد بدء العام الدراسي 2017 -2018، أيلول المقبل.

تضم المدرسة حاليًا أكثر من 60 طفلًا، وفق المُدرّسة المشرفة ريما درويش، وتوضح لعنب بلدي أن أعمارهم تتراوح بين خمس و11 سنة (تلاميذ الحلقة الأولى بين الصفين الأول والرابع)، يأتون إلى المدرسة كل يومين للتعرف على الكادر والانخراط في الجو قبل بدء العام الدراسي.

وتضم المدرسة غرفًا للأنشطة وأماكن مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة، تمكّنهم من التنقل بمفردهم، بحسب مسؤول القسم الإعلامي في الجمعية، الذي لفت إلى أنها “راعت ارتفاع المغاسل والحمامات، واعتمدت على تثبيت مماسك في الجدران”.

جميع الأطفال من مدينة دوما حاليًا، ويعزو زارع السبب لصعوبة نقلهم بين المدرسة وبلدات الغوطة، في ظل فصل القطاعات عن بعضها تبعًا للفصيل العسكري المُسيطر، مؤكدًا “سنستقبل بين 400 و500 طالب من جميع أنحاء الغوطة بعد فتح الطرقات، وسيتم تجهيز قسمٍ مجاور للمدرسة بمساحة أكبر”.

مختصون يُدرّسون ويرعون التلاميذ

المشرفة ريما عملت مدرسة لغة إنكليزية على مدار عشر سنوات، أربع منها تعاملت خلالها مع ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تقول لعنب بلدي، مشيرةً إلى أن الغاية من إلحاق الأطفال بالمدرسة قبل بدء العام الدراسي هي التخفيف من صدمة التعليم المباشر والوظائف والدروس المكثفة.

وتشرح المدرّسة وضع التلاميذ “معظمهم من المنقطعين عن الدراسة لعامين أو ثلاثة، وبعضهم لم يُحصّل 25% من المعلومات التي تُدرّس في الصفوف التي وصلوا إليها”، ما يجعل من الضروري ترميم نقص المعلومات قبل تدريسهم، بعدما فُرزوا بحسب المستوى التعليمي وليس العمر.

وتلفت المدرّسة إلى ضيق مساحة الصف ما يصعّب من تنقل التلاميذ، إذ يستغرق خروج الأطفال لقضاء الحاجة وقتًا، ما يُسبب خسارة من وقت الحصص.

بين الحذر في التعامل وانتقاء الأنشطة للأطفال، يسعى كادر المدرسة إلى بدء العمل بعد تجهيز حافلات مخصصة لنقل التلاميذ من وإلى المدرسة، وفق زارع، الذي يتمنى أن تستطيع استقبال أصحاب الإعاقات الذهنية وربما الصم والبكم مستقبلًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة