الجغرافيا تحاصر تنظيم "الدولة"

الأسد يقطّع ريفي حمص وحماة إلى ثلاثة جيوب

camera iconمقاتل من قوات الأسد يقف على مشارف مدينة قمحانة في ريف حماة الشمالي - نيسانن 2017 - (afp)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

تسارعت المعطيات الميدانية في ريفي حمص وحماة لصالح قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي بات محاصرًا في بلدة عقيربات شرق مدينة السلمية، بعد عمليات عسكرية من ثلاثة محاور قطّعت المنطقة إلى ثلاثة جيوب، لا تتجاوز مساحة الواحد منها 250 كيلومترًا مربعًا.

وجاء هذا التقدم بثقل وترسانة عسكرية كبيرة وضعها الأسد في معاركة ضد التنظيم، بعد اتفاقيات “تخفيف التوتر” التي جمدت جبهاته العسكرية الأخرى في بقية المحافظات السورية.

وبحسب خريطة السيطرة ينطلق المحور الأول لقوات الأسد من مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، والتي سيطرت عليها مطلع آب الجاري، بينما يتركز المحور الثاني من ريف مدينة الرقة الجنوبي ووصلت فيه إلى حقل توينان والأكرم النفطين.

أما المحور الثالث فقد أطبق الحصار على التنظيم من خلاله في ريف حماة، ويمتد من ريف حلب الجنوبي وصولًا إلى ريف حمص الشرقي.

تواصل التنظيم مقطوع عن دير الزور

وذكرت وسائل إعلام النظام السوري، في 18 آب الجاري، أن “وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الحليفة، تطبق الحصار على مجموعة كبيرة من تنظيم داعش في بلدة عقيربات”.

ولم توضح وكالة “أعماق”، الناطقة باسم تنظيم “الدولة”، مجريات المعارك في المنطقة، إلا أنها استمرت في الإعلان عن قتل عشرات العناصر من قوات الأسد من خلال هجمات معاكسة على مواقعهم.

وتخوض قوات الأسد معارك منذ أشهر في المنطقة، ومنحتها السيطرة على السخنة حظوظًا أكبر في تمكين المحور الغربي عند عقدة (الشولا) نحو مفرق عقيربات وحصار البلدة.

وبإحكام الحصار على التنظيم، قُطع أي تواصل بين قواته شرًقا في دير الزور، وغربًا في جيب عقيربات وحدود السلمية.

وتضع قوات الأسد جبال البلعاس نصب أعينها في ريفي حماة وحمص، ما يُدخل التنظيم في وضع حرج.

وجاء التقدم المتسارع بعد تجاوز 21 كيلومترًا باتجاه قرى خربة مكمان وبلدة الكدير جنوب الرقة، إلى جانب مسافة 12 كيلومترًا جنوب شرق المدينة بعد السيطرة على بير الرحوم، وذلك بعد عملية إنزال جوي ليلي لأول مرة، مساء الجمعة 18 آب، بعمق 20 كيلومترًا خلف خطوط تنظيم “الدولة” على الحدود الإدارية بين الرقة وحمص.

الجغرافيا تحاصر التنظيم

وتخضع منطقة عقيربات في ريف حماة الشرقي لسيطرة تنظيم “الدولة” منذ عام 2014، وتقع في العمق السوري، وتمتد من الريف الشرقي لمدينة السلمية وصولًا إلى الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وتحاذي منطقة “البلعاس” الخاضعة للتنظيم أيضًا في ريف حمص من المحور الجنوبي.

وشكّلت منطلقًا لهجمات التنظيم باتجاه بلدات منطقة السلمية منذ عام 2014، وكان أكثر الأحداث دموية الهجوم المباغت على بلدة المبعوجة مطلع نيسان 2015، وخلّف ما لا يقل عن 60 قتيلًا وعشرات الجرحى، عدا عن أسرى ومفقودين.

وتكررت الحادثة بعد عامين، وتحديدًا في 18 أيار الماضي، حين هاجم التنظيم قرية عقارب الصافية ونفذ مجزرة أودت بحياة نحو 60 قتيلًا أيضًا، بينهم مدنيون وعسكريون في قوات الأسد.

وتعود أهميتها الاستراتيجية لكونها شكّلت نقطة التقاء جغرافي بمناطق التنظيم في محافظات حلب والرقة وحمص، كما تعتبر المتنفس الوحيد لتنظيم “الدولة” في المنطقة.

تشارك في معارك قوات الأسد ميليشيات أجنبية ومحلية، أبرزها “حزب الله” اللبناني وميليشيا “درع القلمون” و”قوات النمر” بقيادة العميد سهيل الحسن.

وتتناغم عمليات النظام وحلفائه ضد تنظيم “الدولة” مع معارك مستمرة منذ ستة أشهر في معقله الرقة، زادت وتيرتها بنحو متصاعد في الشهرين الماضيين، وتقودها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المكونة من تحالف كردي عربي مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي وراءها، وباتت على مقربة من السيطرة على المدينة بشكل كامل، بعد دخول عمق أحيائها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة