قرآن من أجل الثّورة 115

tag icon ع ع ع

خورشيد محمد  –  الحراك السّلمي السّوري

علاقة مؤسساتية صحيّة

ما حملني على الكتابة ملاحظة أرقتني، وهي أن طول الأمد على شخص في منصب معين تخلق تهدم الثقة بسبب سوء الظن الذي يغذيه الجو القائم على الغيبة يمارسها حاشية يتملقونه ويمررون له ما ينفث في عقده، دون تحرٍ أو نزاهة. فكرت في الأمر مليًا حتى تجمعت الآيات واصطفت. وهذه الخلاصة. هناك ثلاثة عناصر أساسية، الاول القائد أو المدير أو الرئيس. الثاني الموظف أو المرؤوس، الثالث هو الجو العام الذي يحكم العلاقات. على صعيد القائد، فيجب أن يستمع للجميع بهدوء وسعة صدر إلى درجة يظن أنه يصدق الجميع {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُن} لكنه أذن للخير يثق فقط بمن عرف وأثبت عدالته الواقعية {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ} (سورة التوبة، 61).

أما بالنسبة للمرؤوسين، فيجب تجنب الغيبة والظن عمومًا لأن بعضه إثم وعدم تشجيع أحاديث النجوى والأحاديث الجانبية والاجتماعات السرية التي تهدم العلاقات وتحزن الزملاء في العمل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ * وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا * أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ * وَاتَّقُوا اللَّهَ * إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (سورة الحجرات، 12).

وعلى صعيد جو العمل العام، فلا بد أن يحكمه التحري والمساءلة والتحقق وعدم اتباع الظنون والشكوك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (سورة الحجرات، 06)، {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ * إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (سورة الإسراء، 36).

إنّ الإنصات وحده مع وجود مغتابين وانتشار جو الظن يحيل الرئيس إلى شخص منفصل عن الواقع تؤز أذنيه وساوس الظنون والارتياب. لا بد من العناصر الثلاثة لتتحرك المؤسسة للأمام ولتبنى علاقة صحية بين الجميع.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة