مجالس شمال حلب تعجز عن حل أزمة الصرف الصحي

camera iconأطفال قرب شبكة للصرف الصحي في بلدة دابق بريف حلب الشمالي- 1 من أيلول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

تفاقمت أزمة الصرف الصحي في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، وسط عجز المجالس المحلية على احتوائها، فالأعمال التي تقوم بها تقتصر على حلول إسعافية، لا تدوم طويلًا، ولا تساعد في حل المشكلة بشكل نهائي.

وتعاني المنطقة، الممتدة من مدن اعزاز والراعي وصولًا الى مدينة الباب، من انسداد شبكات الصرف الصحي وطوفان المياه على وجه الأرض، الأمر الذي أدى إلى انتشار أمراض جلدية بشكل كبير، خاصةً عند الأطفال، إضافةً إلى تلوث مياه الشرب، بسبب تسرّب الصرف الصحي إلى الآبار وموارد المياه.

تعود مشاكل الصرف الصحي في ريف حلب الشمالي إلى إهمال الشبكة لفترة طويلة دون إصلاحها أو تنظيفها، إلى جانب مرور الشاحنات ذات الحمولة الزائدة على الطرقات، والتي سببت انهيار أجزاء واسعة منها وانسدادها.

عبد القادر محمد، عضو المجلس المحلي في صوران وريفها، أوضح أن واقع الصرف الصحي شمالي حلب “سيئ جدًا”، بسبب انهيار الشبكات ودمار البنى التحتية.

وقال لعنب بلدي إن الشبكات مهملة منذ ما قبل العام 2011، وقد تم بناؤها بشكل بدائي ولم يتم الاعتناء بها، ولم تُتخذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع مشاكل التربة المتحركة، في الريف الشمالي والشرقي لحلب.

كما كان لتنظيم “الدولة الإسلامية” دور أساسي في المشكلة من خلال حفره الدشم والمتاريس بالقرب من الريكارات والأنابيب وتركها مفتوحة.

وأضاف عبد القادر أن الصيانة تحتاج إلى مبالغ “باهظة”، إذ يكلف متر الجر بين 35 و40 دولارًا ما بين الحفر ووضع الأنابيب والردم، بعيدًا عن التزفيت وفرش الحصى.

وتعاني المجالس المحلية من نقص في الإيرادات، وانعدام الدخل الخاص، إذ تعتمد على دعم المنظمات وتنتظر مشاريعها، وأوضح المسؤول أن العديد من المنظمات لم تقبل بإصلاح الشبكات، بسبب الدمار الهائل الذي تعرضت له جراء المعارك التي شهدتها المنطقة.

حلول إسعافية لفترة قصيرة

من جانب آخر تحاول بعض مجالس المنطقة احتواء المشكلة بحلول إسعافية، بحسب عبد القادر، الذي أوضح أنها تتمثل بسحب مياه المجرور في أغلب النقاط التي تطوف على وجه الأرض، إلى جانب فتح نقاط وتنظيفها ريثما تتم معالجة الأمر بشكل كامل.

وتبلغ الأزمة ذروتها في الفترة الحالية في بلدات صوران ودابق واحتيملات.

أحمد حياني، رئيس المجلس المحلي لبلدة احتيملات، أشار إلى معالجات جزئية لمشكلة الصرف الصحي في البلدة، عن طريق ضح الماء من الريكارات أو الحفر المسدودة، حتى يتم تخفيف الضغط على الأهالي، كون الانسداد وصل إلى حد رجوع مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة إلى البيوت.

وأوضح في حديث لعنب بلدي أن المجلس تعاقد مع منظمة “وورلد فيجن” ، لتنفيذ مشروع بقيمة 35 الف دولار، و”يتم حاليًا إعداد اللمسات الأخيرة لدخول المتعهدين والمنفذين”.

الأمراض تغزو المنطقة

إثر المشكلة التي تعاني منها المنطقة، ظهرت بعض حالات التسمم في قرى وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي، مع استخدام الأهالي للمياه غير الصالحة للشرب، والتي تسربت إليها مياه الصرف الصحي.

وقال الدكتور خليل عياط إن “الأمراض تنتشر بشكل جائحات، لها أضرار كبيرة، وقسم منها لا يوجد له لقاحات”.

وأضاف لعنب بلدي أن “الالتهابات المعوية انتشرت بشكل كبير عند الأطفال، إذ تنتقل عبر مياه الشرب الملوثة، ومنها الحمى التيفية والإسهالات والتهاب الكبد الوبائي”.

وكانت عنب بلدي حصلت في وقت سابق على تقرير حول تلوث مياه الشرب في صوران، من أحمد الحسين، رئيس المكتب الهندسي في “لجنة إعادة الاستقرار” بريف حلب، وقال إن اللجنة دعمت مركز ضخ المياه بالنفقات التشغيلية اللازمة.

وأكد الحسين احتواء عينات المياه قبل الضخ على ملوثات “بشكل كبير”، وخاصة في الحي الغربي من صوران.

لا تملك اللجنة، التي تعمل تحت رعاية مجلس المحافظة، مخططات لشبكتي مياه الشرب والصرف الصحي في المنطقة، وفق رئيس المكتب الهندسي، إلا أنها عملت منذ أكثر من أسبوع للكشف عن أماكن الاختلاط وحصرها في البلدة.

ووفق الحسين فإن المكتب الهندسي في اللجنة، يعمل على إصلاح أماكن الاختلاط، من خلال عمليات الصيانة، من أجل تنظيف الخزان العالي، المهمل منذ عشر سنوات، وضخ مادة الكلور لتعقيم مياه الشرب في مرحلة لاحقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة