الحملات الانتخابية الرئاسية في «مقلاية» السوريين

tag icon ع ع ع

عنب بلدي ــ العدد 117 ـ الأحد 18/5/2014

حملة-بشار-الأسد-سوامحمد زيادة – عنب بلدي

لم يبقَ سوى 15 يومًا حتى تبدأ الانتخابات الرئاسية التي ينظمها نظام الأسد، بعد أن قبلت «المحكمة الدستورية العليا» ثلاثة مرشحين، وهم ماهر عبد الحفيظ حجار أحد أعضاء مجلس الشعب، وحسان عبد الله النوري وزيرٌ أسبق في حكومات الأسدين الأب والابن، إضافة إلى بشار الأسد نفسه.

وبينما اعتبرت دول كبرى الانتخابات «مهزلة»، بدأ كل مرشحٍ يروج لحملته الانتخابية مستقطبًا «حاضنته الشعبية»، في حين أخذ الناشطون والمعارضون ينتقدون هذه الحملات ويحوّلونها إلى حملات مضادة بطريقة ساخرة وتهكمية.

«سوا» هو شعار الحملة الرسمية التي حملت توقيع الأسد، وتدعو الشعب السوري لانتخابه رئيسًا، ومن أبرز العبارات التي نشرتها الحملة في ساحات دمشق وشوارعها والمناطق التي تخضع لسيطرته، «سوا مع بشار… للنصر والإعمار، سوا… معك بترجع أحلى».

وردًّا على ذلك أنشأ المعارضون حملة تهكمية مضادة تحمل نفس الاسم، إضافة لنشر الهاشتاغ «#سوا» على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنهم أضافوا عباراتٍ ساخرةً وصورًا تعبر عن الواقع السوري. ويقول الناشطون إن العبارات التي أطلقوها ضمن حملتهم كـ «سوا… مكملين لورا»، أو «سوا… لتكون سوريا ولاية إيرانية»، إنما «تحرر صوت المنطق الذي أغفلته حملة الأسد بألوانها وحليتها» وفق أحد المشرفين على الحملة المضادة.

وكذلك أطلق الناشطون صفحة في موقع الفيسبوك باسم «لا لبقاء الأسد في السلطة» وقد لاقت متابعة كبيرة تقدر بأكثر من 20 ألف متابع، وذكر القائمون عليها لعنب بلدي أن الهدف الأساسي هو «إيصال رسالة موجهة للمواطن السوري معارضًا كان أم مؤيدًا أم صامتًا، لتسليط الضوء على مخاطر مستقبلية، كالانهيار الاقتصادي وتدمير المجتمع السوري واستمرار الأزمة» التي تواجهها سوريا في حال بقاء بشار الأسد في السلطة، وليس كما «يتوهم البعض أن الاستقرار والأمان سيكون في حال بقائه».

ويضيف القائمون بأن «نشاطات عمليّة قيد التحضير» سيقومون بها في الداخل السوري وفي الخارج لإيصال رسالتهم على أوسع نطاق.

وفي سبيل «رفع الوعي العام بمدى بطلان شرعية الانتخابات، وأنها لا تتجاوز أن تكون مسرحية جديدة لشرعنة وجود الأسد في السلطة»، أطلق ناشطون معارضون حملة «وطي صوتك» بهدف حشد أكبر عدد ممكن من المقاطعين للانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها النظام.

وتستخدم هذه الحملة تقنيات الفيديو الرقمي والتصاميم المبتكرة والكاريكاتير، تقلّد بعضها موادًا ينتجها الإعلام الموالي لنظام الأسد تحت تسمية «سوريا تنتخب»، بينما قام القائمون على «وطي صوتك» بتسمية سلسلة الفيديوهات التي ينتجونها بـ «سوريا تنتحب».

بدوره ظهر «ماهر حجّار» عضو مجلس الشعب السوري ضمن حملته الانتخابية بشعارها «التغيير ضرورة» في تسجيلٍ مصورٍ عبر قناة الفضائية السورية، متجاوزًا حملة الأسد الانتخابية ليتحدث عن «إرادة الشعوب» وعن «استفراد الولايات المتحدة الأمريكية لمدة ربع قرن انقضى بالسياسية الدولية ومحاولتها التحكم بمصائر الشعوب»، عازيًا الدمار والخراب الذي يلحق بالشعوب لهذه السياسة، دون التطرق إلى السبب الرئيس للأزمة في سوريا.

بينما تداول الناشطون صورة الحجار واقفًا أمام صورة للأسد معلقة في مكتبة، واتهموه بأنه «دمية الأسد الجديدة التي يستخدمها لصنع مرشح وهمي ينافسه على الرئاسة»، ونشر أحدهم عبارة «أنا لحالي … حتى ينجح الغالي»، فيما انتشرت عبارة «الحجار.. أو نحرق الديار» على غرار العبارة الشهيرة لشبيحة الأسد.

أما حسان النوري المرشح الثالث، فكانت حملته الانتخابية الأقل انتشارًا بين الحملات والأكثر غموضًا، تحت شعار «محاربة الفساد».

وعلى غرار الحجار ظهر النوري في مقابلة تلفزيونية على الفضائية السورية، داعيًا إلى الخروج عن سياسة «اللون الواحد» والانتقال إلى «تعدد الألوان».

وأضاف بأنه «رابح منذ الآن، لأن الكرسي ليس الهدف والانتخابات ليست الهدف»، متوجهًا بـ «الشكر للرئيس بشار الأسد، وللقيادة السياسية الحالية على رعايتها لهذا الجو الديمقراطي العظيم».

وقد عقّب إثر اللقاء التلفزيوني أحد الناشطين المعارضين على هاشتاغ «#حسان-النوري»، بالقول «على ما يبدو بأن المرشحين المنافسين في التمثيلية الانتخابية (الحجار والنوري) سيفوزان بمنصب نائبي الرئيس بشار الأسد تقديرًا لشجاعتهما وولائهما».

يذكر أنّ هذه الانتخابات تجري دون ترشح أية شخصية تنضوي تحت تنظيم سياسي معارض، سواء كان داخل الأراضي السورية أو خارجها، مما يجعلها غير محققة لرغبة نسبة كبيرة من الشعب السوري بالتغيير الحقيقي للنظام الحالي الحاكم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة