"حتى لا ننسى هويتنا"

مبادرة للحفاظ على الهوية والتراث السوري في أورفة

camera iconسوريون يبيعون أزياء شعبية في أورفة التركية - آب 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أورفة – برهان عثمان

يعكف ناشطون سوريون في مدينة أورفة التركية على التعريف بالتراث الفني والثقافي السوري، من خلال فعاليات وأنشطة، في محاولة للحفاظ على تراثهم في المدينة، التي غدت موطنهم بدلًا عن سوريا.

بإمكانيات بسيطة، باحثين عن القطع التراثية لدى السوريين في أورفة، يجمع سبعة سوريين ما أمكنهم من النماذج التراثية في سعي لعرضها نهاية أيلول الجاري، كدليل على التمسك بالعادات والتقاليد خارج الحدود.

أنشطة تتضمنها المبادرة

تشمل المبادرة، التي بدأت في 11 أيلول الجاري، نشاطات في الغناء والأدب والرقص والرسم والتمثيل المسرحي، والتعريف بالأزياء التراثية، فضلًا عن فعاليات للتعريف بالشخصيات السورية البارزة من كتاب ومفكرين وفنانين.

وتعاون الناشطون مع بعض المقاهي السورية في أورفة، لتعليق صورة للتعريف بشخصية سورية، تتبدل بشكل دوري كل أسبوع.

هبة المهاوش (22عامًا) عضو في الفريق، نزحت مع عائلتها من الرقة قبل ثلاث سنوات إلى أورفة، وتقول لعنب بلدي إن السوريين اليوم، وخاصة اليافعين منهم، يعيشون حالة من البعد عن التراث في ظل الحرب.

“أحد أسباب استقرارنا في أورفة هو التقارب الثقافي والاجتماعي”، تقول هبة، التي ترى أن التمسك بالعادات والتقاليد “غير كافٍ، فنحن بحاجة إلى أنشطة مجتمعية مستمرة تذكر جميع الفئات العمرية بهويتها على أرض الواقع، بعيدًا عن المنصات الإلكترونية”.

السوريون أصحاب حضارة

 تضم ولاية أورفة أكثر من 400 ألف لاجئ سوري، أغلبهم من المنطقة الشرقية في سوريا، وفق الإحصائيات الرسمية.

تعمل الشابة ميمونة (24 عامًا) من مدينة دير الزور مع الفريق، وتقول إن الناس بحاجة إلى شيء ملموس قريب منهم، مضيفةً لعنب بلدي “نحاول أن نمسح غبار سنوات الحرب عن صورة السوريين كشعب بائس، فنحن أصحاب حضارة وتاريخ ومساهمات أدبية وفنية أغنت التراث العالمي”.

وترى ميمونة أن معظم الأطفال السوريين يشبّون في مجتمعات بعيدة عن أرضهم وحضارتهم، بعضهم لا يكاد يحسن كتابة العربية، متسائلةً “كيف سنتجنب مشكلة الذوبان في المجتمعات التي نقطن فيها، دون نسيان هويتنا وطابعنا الثقافي”.

ويصف الناشط سليمان السعود (23 عامًا) المبادرة بأنها “دعوة مفتوحة لتعزيز انتمائنا”، مؤكدًا أنه “يفتقد الروح السورية والأجواء التي ترعرع فيها”.

“نحاول تفجير إمكانات الشباب واليافعين الإبداعية، من خلال تشجيعهم على نهل العلم والمعرفة، عن طريق استذكار الماضي الحضاري المبهر”، وفق سليمان، الذي يرى أن “كل حدث في حياتنا أصبح انقسامًا، ونحن نحاول توحيد إطلاق الطاقات السورية، بعيدًا عن الانقسامات”.

ووفق سوريين في أورفة، فإن هذه النشاطات، يمكن أن تكون مساحة مشتركة تجمعهم بعيدًا عن السياسة، بينما دعا بعضهم إلى مبادرات جماعية أوسع، متمنين التعاون بين المبادرات الفردية والمنظمات في هذا الخصوص.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة