تعا تفرج

سلامة قلبك دكتور رفعت

tag icon ع ع ع

 خطيب بدلة

شيخ الشباب أبو رفعت، سوار الأسد، بثّ تسجيلًا مصورًا بشَّرنا فيه بأن والده الدكتور المناضل رفعت الأسد لم يمت، كما أشاع بعض زعران المعارضة، بل إنه، والحمد لله، حي يرزق، واقف على قدميه مثل اللام ألف. (المصدر: عنب بلدي).

السادة قراء “عنب بلدي” ربما لا يعرفون سر اهتمامي بهذا الدكتور بالذات، لذلك سأخبرهم، بتواضع، أن المصادفات و”المگادير” جمعتني وإياه في قرار واحد أصدره رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة، في سنة 2012. نصَّ بالحرف الواحد على فصلي أنا من الاتحاد المذكور بسبب انتسابي إلى رابطة الكتاب السوريين المعادية لابن حافظ الأسد، وفصل الدكتور رفعت الأسد بسبب امتناعه عن تسديد الاشتراكات المالية السنوية المتراكمة التي لا تقل عن مئة ألف ليرة سورية، أي ما يعادل ألفي دولار بعملة تلك السنة.

الحقيقة أنني، قبل هذا، قمت بواجب الزمالة تجاه الدكتور رفعت على أكمل وجه، فكتبت عنه ستة فصول متتالية في كتابي “السوريون منبطحًا” الذي صدر مؤخرًا عن دار نون4 بغازي عنتاب، وقررت بعدها أن “أنجقه” على قولة أهل حلب، وأقول “يشيع، ويغور، ويهب” على قولة أهل إدلب.. ولكن خبر الوفاة المفبرك أنزل سيرته إلى ميدان التداول مجددًا، وزعران المعارضة لم يكتفوا بتدبيج الخبر المزيف ونشره على نطاق واسع، بل أخذوا يَنكُتون سيرته التي تفوح منها روائح مجرورية، كالقول بأن سراياه كانت تعتدي على المواطنين السوريين في الشوارع، وأنهم كانوا يغتصبون النساء ويأتونه بأجمل امرأة ليغتصبها بنفسه، وأنه أباد حارات بأكملها في “حماة”، وارتكب مجزرة بحق سجناء تدمر، وأنه، في سنة 1984، أدار سبطانات المدافع والدبابات وراجمات الصواريخ التي كانت بإمرته على دمشق، وقال لأخيه حافظ: وحياة الأخوة، واللي جمعنا من غير ميعاد، إذا لم تتنازل لي عن حكم سوريا لأبيدنَّ عاصمة الأمويين هذه عن بكرة أبيها.. والخلاصة أنه، لولا لطف الله، ورقة قلب العقيد معمر القذافي الذي أرسل له أربعة مليارات دولار تحت بند “مكافأة نهاية الخدمة”، لجعل أهل الشام يحسدون أهل حماه على ضآلة عدد ضحاياهم الذي لم يتجاوز الستين ألفًا في أسوأ الأحوال.

وأكاد أجزم، الآن، أن القراء الذين عرفوا للتو أن الدكتور رفعت كان عضوًا في اتحاد الكتاب العرب، قد تشكلت لديهم قناعة بأنه رجل رقيق الفؤاد والمشاعر، غير مستعد لأن يؤذي نملة. أقول لهؤلاء إن “رفعت” رجل ذو شخصية متكاملة، فمع أنه دكتور، وأديب، ومربٍّ فاضل، وفقيه لغوي، إلا أنه رجل فولاذي، بدليل ما جاء في خطابه أمام المؤتمر القطري السابع لحزب البعث العربي الاشتراكي (1979)، حيث قال حرفيًا:

“ستالين، أيها الرفاق، أنهى حياة عشرة ملايين إنسان في سبيل الثورة، واضعًا في حسابه أمرًا واحدًا فقط، هو: التعصب للحزب ولنظرية الحزب. إن الأمم التي تريد أن تعيش، أو أن تبقى، تحتاج إلى رجل متعصّب، وإلى حزب ونظرية متعصبة!”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة