“الفيدرالية” تقترب من الاكتمال

“قسد” تخوض معاركها في آخر أحياء الرقة

camera iconعناصر من قوات سوريا الديموقراطية يفقون فوق أبنية مدمرة في أحياء مدينة الرقة - أيلول 2017 (رويترز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

تخوض “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) معاركها في آخر أحياء مدينة الرقة، بعد توغل كبير في عمق المدينة على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي غدا محاصرًا في ثلاثة أحياء، وبعض الحارات والشوارع، واقتربت نهاية أبرز قلاعه على الأراضي السورية.

وجاء التقدم بعد فتح محاور عسكرية من الجهة الشمالية للمدينة، إثر توقف دام لأشهر، بعدما استهدفت حملة “غضب الفرات” خلال الأشهر الماضية، الأحياء الجنوبية والشرقية والغربية.

ويتزامن التقدم الجديد بعد الضغط العسكري الكبير الذي فرض على التنظيم في محافظة دير الزور، وريفي حمص وحماة.

20% من الرقة بيد التنظيم

في حديث مع الناطق الرسمي باسم “قسد”، طلال سلو، قال إن مقاتليها يخوضون معارك داخل آخر أحياء الرقة التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة”.

وأضاف سلو، في حديث إلى عنب بلدي، أن المعارك تجري داخل مساحة 20% ينتشر ضمنها مقاتلو التنظيم.

ونفى المتحدث الرسمي أنباء تحدثت عن صفقة تضمن خروج 200 مقاتل من تنظيم “الدولة” إلى دير الزور، مشددًا “ستستمر المعارك للقضاء على كافة الإرهابيين وتحرير المدينة”.

وكانت حملة “الرقة تذبح بصمت” قالت، الخميس 21 أيلول، إن معركة الرقة انتهت، بعد سيطرة “قسد” على كامل المدينة.

وذكرت أن السيطرة جاءت بعد اتفاق يقضي بخروج نحو 200 عنصر من التنظيم باتجاه محافظة دير الزور، بعد ما حصرت المعارك وسط المدينة في أحياء الفردوس والجميلي وحارة البدو.

لكن “قسد” قدرت نسبة سيطرتها على المدينة بحوالي 80%، وقالت إن “الجبهة الشمالية تتوزع إلى أحياء سكنية ومبان مؤسسات عامة، كالصوامع والمطحنة والفرقة 17، التي تعتبر موقعًا عسكريًا استراتيجيًا تم تأمينه واستكمال تحرير محيطه”.

وتقع “الفرقة 17” شمالي الرقة، وتبعد عن مركزها حوالي ستة كيلومترات، وتكمن أهميتها بكونها تفصل بين مدينة الرقة وريفها، وتضم أكثر من 14 كتيبة، منها “كتيبة الكيمياء والإشارة والأغرار والمدفعية وكتيبة القوات الخاصة”.

وبدأت “قسد” وفصائل عربية وعشائرية، ضمن حملة “غضب الفرات”، معارك لدخول الرقة، مطلع حزيران الماضي، وسيطرت خلالها على أحياء ومقرات عسكرية.

خريطة الفيدرالية تكتمل

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية يمتد نفوذ تنظيم “الدولة” في الرقة في كل من شارع القطار المرصود ناريًا من قبل “قسد”، وشارع الكهرباء، إضافةً إلى حي الجميلي وحارة البدو والتوسعية، إلى جانب دوار النعيم المرصود ناريًا من قبل التنظيم.

وكان النظام السوري خسر مدينة الرقة منتصف العام 2013، وخضعت لسيطرة فصائل إسلامية آنذاك (حركة أحرار الشام، جبهة النصرة)، إلى جانب وجود ضيق لتنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي توسع تدريجيًا ليبتلع المدينة كلها، وتصبح منذ مطلع العام 2014 عاصمته في سوريا.

وتعتبر معركة الرقة من أهم العمليات العسكرية التي تحاول الأطراف اللاعبة والدول الراعية من خلالها كسر هيمنة التنظيم في سوريا، التي كانت منبعًا لأول نشاطاته وحملاته العسكرية، و”عاصمة الخلافة” التي يمكن أن تفضي السيطرة عليها لانسحابات متتالية في المناطق المتبقية له على الأراضي السورية.

وبالسيطرة الكاملة على المدينة تستكمل خريطة الفيدرالية التي تعمل عليها “سوريا الديمقراطية” في الشمال السوري، وتحضر لها حاليًا من خلال انتخابات الكومينتات في ثلاثة مقاطعات (عفرين، الفرات، الجزيرة).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة