الأردن: قرار طرد السفير، آمال هنا وخيبات هناك

tag icon ع ع ع

عنب بلدي ــ العدد 119 ـ الأحد 1/6/2014

eoh0s5j6بلال العلي – عمان

أعلنت الأردن الاثنين الماضي قراراها بطرد السفير السوري من عمان، وجاء في نص القرار الصادر عن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين «تهدي وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تحياتها إلى سفارة الجمهورية العربية السورية في عمان، وتود إبلاغها قرار حكومة المملكة الأردنية الهاشمية اعتبار السفير بهجت سليمان شخصًا غير مرغوب فيه وتطلب مغادرته أراضي المملكة خلال أربع وعشرين ساعة».

وحسب تصريح المتحدثة باسم الوزارة فإن هذا القرار «يأتي بعد أن استمر السيد بهجت سليمان في إساءاته المتكررة…. ضد المملكة الأردنية الهاشمية وقيادتها ورموزها السياسية ومؤسساتها الوطنية ومواطنيها، والتي لم تتوقف رغم التحذيرات المتكررة له بعدم استغلال الضيافة الأردنية لتوجيه الإساءات ومنذ فترة طويلة»، وختمت المتحدثة باسم الخارجية بالقول «إن قرار الحكومة باعتبار السيد سليمان شخصًا غير مرغوب فيه جاء بسبب عدم التزامه المتكرر بأدنى متطلبات العمل الدبلوماسي في دولة مضيفة تحتضن وتؤوي مئات الآلاف من مواطني بلده الذين لاذوا إلينا طالبين الأمن والأمان في بلد الأمن والأمان والاستقرار».

  • تفاؤل وتوجّس

للوهلة الأولى كان وقع هذا القرار إيجابيًا إلى حد بعيد على الشارع السوري في الأردن، حيث نفذ ناشطون سوريون معارضون وفور صدور هذا القرار مباشرة اعتصامًا أمام السفارة السورية في عمان، رددوا فيه هتافات تحيي الأردن على قراره بطرد السفير، وعبر المشاركون عن شكرهم للأردن على هذا القرار، كما رددوا هتافات مؤيدة للثورة السورية ومتفائلة بقرب سقوط نظام الأسد مع انتقاد لسفيره سليمان «يا بهجت يا حقير، رئيسك قرب يطير».

لكن في المقابل لم يخف اللاجئون السوريون في الأردن توجسهم من أن يتبع هذا القرار بقرار آخر يقضي بإغلاق السفارة السورية في عمان، سيما وأن السفارة وعلى الرغم من التعقيد والمماطلة في تسيير أمور السوريين إلا أن بقاءها ضرورة ملحة تسهم في تسيير أمور الناس وقضاء حاجاتهم.

مع مرور أيام على هذا القرار دون تغير يذكر في مواقف الحكومة الأردنية تجاه النظام السوري، ولا سيما بعد إعلان السفارة السورية عن افتتاح أبوابها للناخبين السوريين، والتشديد الكبير الذي حصل مع القادمين السوريين إلى الأردن بعد هذا القرار، علمت عنب بلدي من مصادرها أنه وبعد صدور قرار الطرد، ازدادت إجراءات التشديد على أي مواطن سوري قادم إلى المملكة، وقد منع العديد من السوريين من الدخول إلى الأردن عبر مطار الملكة علياء، وتم ترحيلهم إما إلى الدول القادمين منها أو إلى سوريا، رغم خطورة هذا الإجراء على العديد منهم.

  • خطوة متأخرة، وقرار هزيل

مع تزايد وضع اللاجئين في مخيم الزعتري مأساوية لم تعد هكذا قرارات تعنيهم في شيء، إذ تقول تقول هالا (25 عاما) في استطلاع أجرته عنب بلدي داخل مخيم الزعتري في الأردن، أن هذه الخطوة جاءت متأخرة جدًا، وإن كان هذا القرار جديًا فلا بأس به، «ولكن ماذا سيقدم للسوريين ولنا نحن اللاجئين بشكل خاص»، وتضيف أن الوضع في الزعتري يزداد سوءًا «بدنا قرارات تنعكس إيجابًا على حياتنا اليومية».

أما دلال (35 عاما)، وهي لاجئة أيضًا في مخيم الزعتري، فتعتقد أن هذا القرار هو «سياسة خبيثة» وخاصة بعد تصريح الحكومة الأردنية بأن القرار استهدف شخص سليمان بصفته غير مرغوب فيه لشخصه وليس لصفته الرسمية، إلا أنها تستدرك بالقول «إذا كان القرار حقيقيًا فلا شك بأنها خطوة جيدة».

«لا شك بأننا تفاءلنا في بداية صدور القرار، وتوقعنا أن يتبعه خطوات أخرى لصالح الشعب السوري والمعارضة» كما يقول أحمد (28 عاما) ويضيف: «توقعت انو فورا يبلشو يفوتو أسلحة للمعارضة بعد القرار» إلا أنه شعر لاحقًا بالإحباط بعد التصريح بأن سليمان غير مرغوب لشخصه.

  • بداية النهاية

إبقاء السفير إشارة إلى أن الدولة ما زالت مع النظام، وقرار طرده يحمل في طياته دلالات على سحب البساط من تحت النظام، هذا ما قاله الأستاذ أبو هيثم (67 عامًا) اللاجئ في عمان، ويضيف «السفير السوري شخص سيء ومعروف لدى السوريين بأنه رجل مخابراتي ويتعامل مع الناس بأسلوب مخابراتي «بشجع القرار بس لا بد من وجود قائم بالأعمال لتسيير أمور الناس».

محمد (25 عامًا)، رأى في القرار دلالة على وجود تحركات دولية مفصلية بالثورة السورية، وخاصة أن القرار جاء قبل خطاب أوباما بأيام قليلة «كنت متوقع انو فرطت حكايتو» لكنه يستدرك «للأسف، متل العادة الأردن ما بتكملها لهيك بشوف القرار مجرد تصرف صبياني وسببه شخصي وليس سياسي».

بين غموض القرارات والتصريحات المتعلقة بالسوريين وثورتهم تارة، وتخبطها وتناقضها تارات أخرى، بات السوريون لا يعيرونها أي اهتمام، وأضحت أقرب للتندر والسخرية منها إلى الترقب والاهتمام، ولم تعد تلك القرارات مدعاة للاهتمام إذا هي لم تسارع في تغيير واقعهم «المأساوي» ونقله إلى حال أفضل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة