السوريون يحتفون بمكتبة عربية جديدة في اسطنبول

مكتبة الشبكة العربية للأبحاث والنشر - 27 أيلول 2017 (عنب بلدي)

camera iconمكتبة الشبكة العربية للأبحاث والنشر - 27 أيلول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

افتتحت الشبكة العربية للأبحاث والنشر مكتبة لها في مدينة إسطنبول التركية، يوم السبت 23 أيلول، في منطقة الفاتح التي تضم نسبة عالية من الجالية العربية.

ونشرت المكتبة صورًا للساعة الأولى من الافتتاح الذي جرى الساعة الثانية ظهرًا، والذي شهد إقبالًا كثيفًا من الزوار، وفي الساعة السادسة مساءً استضافت المكتبة حفلًا موسيقيًا بمناسبة الافتتاح.

ومكتبة إسطنبول هي الفرع الخامس للشبكة العربية، بعد أول فرع لها سنة 2011 في القاهرة، ثم فرع المغرب منتصف 2013، وبعد ثلاث سنوات افتتحت مكتبتها في بيروت والإسكندرية، على أن يكون الفرع القادم في تونس.

وتأسست الشبكة العربية للأبحاث والنشر عام 2008 على يد مجموعة من الباحثين، واتخذت من بيروت مقرًا لها.

مغامرة تجارية

تعتبر العديد من دور النشر والمكتبات العربية الكبرى أن افتتاح فروع لها في تركيا مغامرة تجارية محفوفة بالمخاطر، كون الكتاب العربي يواجه أزمة في البلدان العربية نفسها.

إلا أن مدير فروع الشبكة العربية للأبحاث والنشر، محمد سعيد، كان له رأي مختلف، أوضح من خلاله الأسباب التي دفعت بالشبكة إلى الإقدام على هذه الخطوة.

ويوضح سعيد أن تجربة الشبكة في تنظيم أول معرض كتاب عربي في اسطنبول عام 2015 كانت محدد أساسي لفكرة افتتاح مكتبة في إسطنبول.

وكان المعرض، الذي استضافه مقر اتحاد الكتاب الأتراك في السلطان أحمد، أول مبادة عربية من نوعها في إسطنبول، بحسب سعيد.

يوضح مدير الفروع أن العديد من دور النشر تخوفت من مسألة العائد التجاري بعد أن طرحت عليهم الشبكة فكرة المشروع، فتكفلت الشبكة بشراء الكتب من 55 دار نشر وتنظيم المعرض بالكامل.

“التجربة كانت ناجحة بشكل ملفت”، يقول سعيد عن المعرض، وقدّرت الشبكة أن عدد الجالية العربية كان في ازدياد ويتراوح بين إثنين إلى ثلاثة ملايين عربي.

ولأن بعض الناس كانوا منقطعين عن الكتاب العربي منذ سنوات، فقد شهد المعرض حفاوة كبيرة من الزوار، فحققت الشبكة نجاحًا على مستوى الفكرة والتواجد والتجارة، ومن هنا جاء القرار بوجود مقر دائم في إسطنبول، والذي تجسد بافتتاح المكتبة قبل أيام.

الكتاب الديني

يُشكل الكتاب الإسلامي مرجعًا لطلاب الشريعة العرب في تركيا، أو حتى الأتراك المهتمين بالعلم الشرعي، وهو ما يدفع بالمكتبات العربية للتركيز عليه، وفق ما قال سعيد.

ويُوضح سعيد أن الشبكة تركيزها على المواطن العربي في إسطنبول وليس التركي أو العربي المهتمين بالدراسة الدينية، وهذا اختلاف أساسي بين مكتبة الشبكة وغيرها من المكاتب.

ويشير سعيد إلى أن وجود فروع للشبكة في أي بلد يختصر عليها أهم المشاكل التي تواجه الكتاب العربي، وهي المشاكل اللوجستية، كمصاريف الشحن وغيرها.

واعتبر سعيد أن الشبكة تكمل جهود المكتبات ودور النشر التي سبقتها في إسطنبول، فإذا كان تركيزهم على الكتاب الشرعي، تأتي الشبكة لتكمل احتياج السوق من سياسة وفلسفة وأدب وغيره.

سعيد يوضح أن الكتاب الإسلامي حاضر بمكتبة الشبكة في إسطنبول، لكنه يأتي على شكل الأطروحات الحديثة والجديدة في المسألة الدينية وليس الكتاب الشرعي التقليدي.

ويعرّج مدير الفروع على مسألة البيع، مبينًا أن الكتاب الشرعي ربما يحقق أرقام بيع كبيرة، إلا أن الشبكة تركز على تقديم الخدمة الثقافية وإكمال حاجة السوق في إسطنبول.

مقهى داخل المكتبة

تعتمد مكتبة الشبكة في إسطنبول على فريق عمل من الباحثين والأكاديميين القادرين على مساعدة الطلاب والقرّاء في العثور على أفضل المراجع والكتب، لا سيما أن المكتبة كبيرة ومؤلّفة من طابقين.

كذلك تجرّب الشبكة ولأول مرة في تركيا خدمة التوصيل وشحن الكتب إلى خارج إسطنبول، فضلًا عن إعداد قائمة بأهم المراجع والإصدارات لمساعدة القارئ باختيار ما يريد دون أن تكون المسافة عائقًا أمامه.

وتحرص المكتبة على تثبيت سعر الكتاب بحسب البلد التي صدر فيها، بحيث لا يتكلّف القارئ نفقات إضافية تتعلق بالشحن وغيره.

وتعتمد مكاتب الشبكة مؤخّرًا على نمط المقهى داخل المكتبة، بحيث يستطيع القارئ أن يستفيد من مساحة المكتبة سواء للدراسة أو للمطالعة.

كذلك ستستضيف مكتبة الشبكة في إسطنبول محاضرات وحفلات توقيع لكتّاب ومفكرين عرب، سواء كانوا مقيمين في المدينة، أو أثناء زياراتهم الأكاديمية لإسطنبول.

الزوّار السوريين

حرصت مكتبة الشبكة العربية في إسطنبول على توفير جميع الكتب التي تناولت الشأن السوري منذ القديم، حتى تلك الكتب التي صدرت قبل أيام قليلة.

وأشار مدير الفروع إلى أن المكتبة حظيت باحتفاء كبير من قبل العرب، لا سيما السوريين منهم.

ويوضح محمد، أحد الموظفين في مكتبة الشبكة بإسطنبول، أن السوريون ركّزوا على إصدارات رياض الريس وكانت ممنوعة من الدخول إلى سوريا.

كذلك يقول محمد لعنب بلدي إن الطلب على كتب الاقتصاد السياسي وتاريخ بعض المذاهب، لا سيما العلوية والشيعية في سوريا، إضافة إلى الأعمال الروائية التي كُتبت بعد الثورة، تكررت في طلبات السوريين.

ويضيف محمد أن الفئة التي تزور المكتبة متنوعة بين طلاب وباحثين وصحفيين، بالإضافة للقراء العاديين المهتمين بالأعمال الأدبية.

وأشاد بعض الزوار بموقع المكتبة الحيوي في منطقة الفاتح، ذات الحضور السوري الكثيف، بالإضافة إلى جو المكتبة المحفز للقراءة والدراسة، فضلًا عن غنى المكتبة بالمراجع والكتب حديثة الصدور.

وكشفت المكتبة عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك عن الكتب الأكثر مبيعًا خلال الأيام الأولى من افتتاحها، وكانت المجموعة تتألف من سبع كتب، إثنين منها عن سوريا.

والكتابان اللذان يتناولان الشأن السوري هما “الدولة المتوحشة” لميشيل سورا، الذي حلل وفكك النظام السوري منذ ثمانينات القرن الماضي بعد مجازر حماة، بالإضافة لكتاب “البعث الشيعي في سوريا” لعبد الرحمن الحاج، والذي تناول الوجود االشيعي في البلاد منذ عام 1919 حتى عام 2007.

كذلك كان كتاب “بناء الذات الثورية” للمفكر الإيراني علي شريعتي ضمن أعلى المبيعات، ويُعتبر شريعتي الملهم لأفكار الثورة الإسلامية في إيران.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة