النصب التذكارية.. رسائل الأسد المشفّرة

عودة تمثال حافظ الأسد إلى مدخل حماة الجنوبي- شباط 2017 (انترنت)

camera iconعودة تمثال حافظ الأسد إلى مدخل حماة الجنوبي- شباط 2017 (انترنت)

tag icon ع ع ع

يسعى النظام السوري إلى توطيد وجوده المعنوي إلى جانب العسكري في المدن والبلدات السورية التي يستعيد السيطرة عليها، واحدة تلو الأخرى، بعد دعم عسكري واسع من قبل القوات المسلحة الروسية.

وتتمثل مساعيه هذه في رفع صور رئيس النظام السوري بشار الأسد في الشوارع وعلى الأبنية المهدمة جرّاء القصف، قبل أي عمل آخر، بما في ذلك إجلاء الجرحى أو إدخال المساعدات.

وشهدت مدينة حلب مثلًا حضورًا كثيفًا لصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب الأسد، كذلك تم رفع صور الخميني والخامنئي الإيرانيين، خصوصًا في العاصمة دمشق.

لكن النصب التذكارية التي شيدها النظام مؤخرًا أخذت بُعدًا ممعنًا في “الإذلال” وتشويه التاريخ، إذ مجدت رموز عسكرية تكرّس فكرة الحرب، فضلًا عن استغلال مساحات جرت فيها مجازر ضد مدنيين، لتخليد ذكرى العساكر.

تخليدًا لذكرى العسكر

شهد دوار التلفون الهوائي في حي السليمانية بحلب، تدشين نصب تذكاري تخليدًا لقتلى الجيشين السوري والروسي، في 30 أيلول الماضي.

ويحمل هذ النصب بُعدين رمزيين مهمين، أولهما أنّه جاء بالتزامن مع الذكرى الثانية للتدخل الروسي في سوريا، التي نتج عنه مقتل 4102 مدني حتى آذار الماضي، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.

وثانيهما أن النصب يبعد أمتارًا قليلة عن فرع الأمن السياسي، الذي لعب دورًا مهمًا في تغييب المدنيين وتعذيبهم، لا سيما العاملين في المجال الإنساني، أمثال عبير ونس، عضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

كما شهد حي السليمانية مجزرة في نيسان 2015، بسبب سقوط قذائف وصواريخ ثقيلة على الحي الخاضع لسيطرة النظام من قبل فصائل المعارضة، ما أدى إلى مقتل 20 مدنيًا، بحسب المرصد الآشوري.

نصب تذكاري في حلب تخليدًا لذكرى القتلى من الجيشين السوري والروسي - 30 أيلول 2017 (فيس بوك)

نصب تذكاري في حلب تخليدًا لذكرى القتلى من الجيشين السوري والروسي – 30 أيلول 2017 (فيس بوك)

حافظ الأسد يعود في الذكرى 35 لمجزرته

ما إن امتلأت ساحة العاصي في حماة بالمتظاهرين، بما يعرف بـ”المليونية”، حتى أدركت الأجهزة الأمنية أن النظام سقط في المحافظة.

وبعد أن هاجم المدنيون تماثيل حافظ الأسد وحطموها، خشي رئيس مكتب الأمن القومي، هشام بختيار، من سقوط تمثال الأسد الأب، الموجود عند المدخل الجنوبي لمدينة حماة، فأمر بإزالته طوعًا في حزيران 2011.

وبعد أن استعادت قوات الأسد سيطرتها على المحافظة، اختار النظام أن يُعيد التمثال في التاسع من شباط 2017، الموافق للذكرى 35 لمجزرة حماة سنة 1982، التي راح ضحيتها 40 ألف مدني بين قتيل ومفقود.

تمثال حافظ الأسد في المدخل الجنوي لحماة بحماية عسكرية كبيرة - شباط 2017 (انترنت)

تمثال حافظ الأسد في المدخل الجنوي لحماة بحماية عسكرية كبيرة – شباط 2017 (انترنت)

حذاء عسكري في مسقط رأس الأسد

في الأول من آب 2013 استيقظ سكان اللاذقية ليكتشفوا أن مدخل المحافظة زُيّن بنصب تذكاري جديد، بمناسبة الذكرى 68 لتأسيس “الجيش العربي السوري”.

والنصب كان عبارة عن مجسم رصاصة كبير، بالإضافة إلى الحذاء العسكري، وحضر الافتتاح المحافظ وعدد من ضباط الأسد.

وكانت اللاذقية ارتبطت على مدار عقود بذهن السوريين بوصفها مسقط رأس الأسد، المنحدر من مدينة القرداحة، وهو ما أثار سخرية العديد من سكان المدينة كونه لم يجد سوى هذا الرمز لوضعه في مسقط رأسه.

النصب التذكاري في اللاذقية بمناسبة العيد 68 لتأسيس "الجيش العربي السوري - آب 2013 (انترنت)

النصب التذكاري في اللاذقية بمناسبة العيد 68 لتأسيس “الجيش العربي السوري – آب 2013 (انترنت)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة