إدلب تترقب مصيرها وتركيا تسعى لعزل عفرين

tag icon ع ع ع

 عنب بلدي – خاص

تترقب محافظة إدلب مصيرها بحذر، مع بدء دخول الجيش التركي وفصائل “الجيش الحر” من منطقة “درع الفرات”، وبينما يتوقع مراقبون مواجهات ضد “هيئة تحرير الشام”، تقول تركيا إنها ستنتشر دون أي معارك في إطار “تخفيف التوتر”.

ومع بدء دخول التعزيزات من الحدود، السبت 7 تشرين الأول، برزت تساؤلات مختلفة حول نية تركيا من العملية، والتي يبدو أنها تسعى لقطع الطريق على “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، التي تسيطر على مدينة عفرين غربي حلب، وتسعى لإنشاء ممر بحري مع البحر المتوسط، من خلال السيطرة على جزء من إدلب.

وهذا ما تدعمه نظرية طرحتها مراكز أبحاث، مفادها أن التدخل التركي في الشمال، يعود لأن أنقرة تدفع باتجاه تحجيم “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” (PYD) وصد محاولاته في تحقيق الاتصال الجغرافي بين الكانتونات الثلاثة.

مع غموض تفاصيل التدخل التركي، تحدثت مصادر عن اتفاق بين أنقرة و”تحرير الشام”، إلا أن قياديًا في “الجيش الحر” (طلب عدم ذكر اسمه)، قال لعنب بلدي إن “الاتفاق مبدئي والمفاوضات مستمرة”، مشيرًا إلى أن “الهيئة قبلت بدخول الأتراك ولكن العقبة الأساسية تكمن في إشراك فصائل درع الفرات”.

 برز الحديث عن التدخل التركي منذ مطلع أيلول الماضي، وعزز دخول إدلب ضمن مناطق “تخفيف التوتر”، بموجب مخرجات “أستانة 6″، دخول قوات تركية، وهذا ما أكد عليه رعاة المحادثات، على أن ترافقها قوات روسية وإيرانية وفق آلية تنسيق لم تحدد.

مواجهات أم انتشار؟

خمسة قياديين في “درع الفرات” أكدوا لعنب بلدي دخولهم لمواجهة “تحرير الشام” في إدلب، ترافق ذلك مع تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، وقال إن فصائل “الجيش الحر” ستتولى عملية الدخول إلى محافظة إدلب.

وشهدت الحدود السورية- التركية، توترًا على خلفية استهداف “تحرير الشام”، مساء الجمعة، آلية تركية كانت تحاول إزالة أجزاء من الجدار الفاصل على الحدود، تبعها استهداف مدفعي تركي على مواقع “الهيئة” قرب أطمة.

وقالت مصادر إعلامية من المنطقة لعنب بلدي، إن “تحرير الشام” تحشد عسكريًا في ريف حلب الغربي، ومحيط معبر باب الهوى الحدودي، مضيفةً أن أنقرة أزالت أجزاء من الجدار العازل بين أطمة وعقربات، وقرب كفرلوسين المجاورة لباب الهوى.

من المقرر أن تنتشر عناصر من الجيش التركي ضمن حدود منطقة “خفض التوتر” المحددة في إدلب (بموجب الاتفاق)، ومهمتهم الأساسية تحقيق استدامة لوقف إطلاق النار بين مختلف الأطراف.

وكالة “الأناضول” ذكرت، السبت، أن وحدات الجيش التركي ستشكل  نقاط تفتيش ومراقبة في إدلب، مشيرةً إلى أن مصادر عسكرية ودبلوماسية أكدت أن التدخل “لن يكون عملية عسكرية بل انتشار فقط”، وأكدت أن الاشتباك مع قوات الأسد أو عناصر محلية “أمر غير وارد”.

إلا أن أردوغان أكد خلال كلمة في الاجتماع التشاوري لـ”حزب العدالة والتنمية”، أن “الجيش التركي أجرى استعداداته آخذًا بالحسبان جميع المخاطر الأمنية المحتملة”.

دور روسيا في التدخل

عقب كلمة أردوغان نقل موقع “TRT World” ووسائل إعلام عربية، عن الرئيس التركي قوله، السبت، إن تركيا ستدخل إلى إدلب برًا، بينما سيتمثل دور روسيا بالحماية الجوية في العملية.

وقال مصدر عسكري في “الجيش الحر” لعنب بلدي، إن ما نقل عن دور روسيا “تصريحات رعناء تعبث بشكل غير مباشر بالدم السوري”، مؤكدًا أن “روسيا ستحمي جوًا خط الاشتباك بين الجيش الحر وقوات الأسد”، ولفت إلى أن موعد التوجه إلى إدلب “مجهول ولم يُحدد بعد”.

رفضت “تحرير الشام” التعليق على موضوع دخول تركيا إلى إدلب، بينما قال ناشطون إنها تحشد في ريف حلب الغربي، المكان الذي تنوي أنقرة إنشاء قاعدة عسكرية فيه، وتحديدًا في جبل الشيخ بركات ودارة عزة.

تضم محافظة إدلب أكثر من 2.9 مليون مدني، كثير منهم هجروا من مناطق أخرى، بحسب إحصائيات الحكومة المؤقتة، وبين مرحب ورافض للتدخل التركي، ينتظر أولئك مصيرهم في ظل التطورات المتسارعة التي شهدتها المنطقة، متخوفين من اشتعال الحدود بين سوريا وتركيا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة