النازحون شمالي حلب يتجهون إلى البيوت الطينية

camera iconبيت طيني في ريف حلب الشمالي - 23 أيلول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- ريف حلب

لم يجد أبو محمد في الخيمة التي يعيش فيها في بلدة صوران بريف حلب الشمالي ما يقيه من حر الصيف وبرد الشتاء، ليتجه إلى العيش مع عائلته في بيت طيني بناه بمفرده، بعد شراء المواد الأساسية له المتمثلة بقطع اللبِن المكونة من التراب الممزوج بالقش.

وقال أبو محمد في حديث لعنب بلدي إن “البيوت الطينية المعروفة ببيوت اللبِن هي الحل الوحيد لأصحاب الخيام، على خلفية المعاناة التي يعيشونها خاصة في فصل الشتاء وما يرافقه من تسرب المياه إلى الأغطية والوسائد التي يجلسون عليها”.

الغرفة بـ 60 ألف ليرة

“سعر اللبِنة الواحدة 50 ليرة سورية وهي أفضل حالًا من الاسمنت”، يقول أبو محمد، مضيفًا “البلوكة الواحدة يقدر سعرها في شمالي حلب بـ 150 ليرة، بينما تقدر الغرفة الواحدة المصنوعة من اللبِن بحوالي 60 ألف ليرة، الأمر الذي يساعد المئات من النازحين على بناء منزل بشكل بسيط، يخفف عنهم البرد والمطر، بعد أكثر من ثلاث سنوات من النزوح والعيش في الخيام”. (الدولار يعادل 500 ليرة سورية).

واعتبر أنه “من الضروري إقامة قرى طينية لتكون بديلًا عن المخيمات الموجودة في ريف حلب الشمالي، لأن موضوع النزوح بات طويلًا، والخيمة بحاجة إلى تبديل وصيانة في كل سنة، أما الغرفة الطينية فتدوم طويلًا وتتميز بعزلها الكبير لأشعة الشمس وتقلبات الطقس”.

وتضم أغلب المخيمات الحدودية مع تركيا “كرفانات” مسبقة الصنع، وخيامًا قماشية، ويقطن فيها النازحون من ريفي حلب الشمالي والشرقي، والذين تركوا منازلهم إثر المعارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، و”قوات سوريا الديمقراطية” في وقت سابق.

هيكلية مقاومة لتقلبات الطقس

لا يختلف حال أبو محمد عن الشاب أحمد العلي، أحد سكان قرية العدية فشمالي حلب، إذ اتجه أيضًا للبيوت الطينية بعيدًا عن المخيمات التي لجأ لها منذ قرابة سنتين، قائلًا إنه بنى بيت اللبن بهيكلية مقاومة لتقلبات الطقس، من خلال سماكة جدرانه، وطبيعة المواد التي يحتويها الطين.

وأضاف لعنب بلدي أن الطين يحتوي على مادتين، الأولى التراب والثانية هي القش “التبن”، مشيرًا إلى أن لون التراب يجب أن يكون أسود، والذي يتركز بشكل أساسي في التلال القديمة، وبعض القرى في الريف الشمالي.

ويتكون سقف البناء الطيني من عارضات خشبية، بحسب الشاب أحمد، موضحًا “يوضع فوقها شادر من النايلون كونه أخف من البيتون، وذلك في حال بناء الجدار من لبنة واحدة”.

أما إذا كان الجدار مبنيًا بأكثر من لبِنة (3 قطع متجاورة) يمكن أن توضع في السقف مادة البيتون.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة