عشاق المونديال بين القناة السورية ومقاهي العاصمة

tag icon ع ع ع

عنب بلدي ــ العدد 122 ـ الأحد 22/6/2014

المونديالعبد الرحمن مالك

تراجع الحديث عن معاناة الأزمة عند أغلب السوريين، واختفى تقريبًا الكلام عن غلاء الأسعار وانقطاع الكهرباء والازدحام على الحواجز وقذائف الهاون التي تسقط على العاصمة بين الفينة والأخرى. وتصدرت أخبار مونديال البرازيل قائمة اهتمامات السوريين، وامتلأت مقاهي ومطاعم العاصمة بعشاق كرة القدم من مختلف الأعمار، مخالفين كل التوقعات التي كانت ترى بأن المونديال هذا العام لن يشهد حالة من الإقبال الكثيف بسبب حالة الحرب التي تشهدها البلاد.

  • العامل الاقتصادي يحدد مكان المشاهدة

يلعب العامل الاقتصادي الدور الأبرز في تحديد مكان المشاهدة، فقد وجد البعض أن المشاهدة على قناة المونديال المجانية فرصة لتوفير نفقات المقاهي، في حين لم يتفق آخرون على هذا الرأي، فمتعة المونديال تكمن في الأجواء التي يعيشها المشجعون وليس في المباراة بحد ذاتها.

يقول عبد العزيز، الموظف وأحد مشجعي المنتخب الألماني، أنه يشاهد يوميًا ثلاث مباريات، وإذا تابعها في المقاهي فسوف تكلفه ما يزيد عن ألف ليرة يوميًا، ويوضح أن وجود قناة «المونديال» رغم ضعف دقة صورتها إلا أنها فرصة لابد من استغلالها لتوفير نفقات المقاهي الباهظة.

فيما يخالفه رامز الرأي ويقول «إننا ننتظر كأس العالم كل أربع سنوات بشغف كبير وتحضيرات من أعلام للمنتخب الذي نشجعه، بالإضافة لروح التسلية والمنافسة بين الشباب خلال مدة المونديال»، ويضيف إن نبأ نقل المباراة على الأرضية مجانًا شيء ممتع وجميل لنا لأنه يوفر علينا ما بين 60 و75 ألف ليرة سورية لشراء كرت الجزيرة، ولكن متعة المشاهدة لا تكون في المباراة، نفسها وإنما بالأجواء التي تكون معهـا.

  • عروض للتشجيع على ارتياد المقاهي

وقد بدت لافتةً التحضيرات والعروض التي قدمتها المطاعم لتشجيع الزبائن على الإقبال، ففي مقهى الربيع في منطقة البحصة قامت إدارة المقهى بفتح صالة ثانية مخصصة لمشاهدة المونديال إضافة إلى صالتها الرئيسة، وقامت ببعض الحملات الإعلانية المتواضعة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع المحيطة بها، علاوة على استقبالها الحجوزات عن طريق الهاتف، كما قام مقهى آخر في منطقة الشعلان بتقديم جوائز لمشجعي الفريق الفائز عبارة عن كأس شاي أو رأس أركيلة إضافي.

ويعود الإقبال الكبير على المقاهي بالدرجة الأولى إلى حب روح التشجيع الجماعية عند الجمهور، لأن معظم المشجعين يفضلون الأجواء الجماعية السائدة في المقاهي خلال المباراة، والتي لا يمكن الحصول عليها في المنازل.

  • قبعات وقمصان رغم الغلاء

لا يأبه مشجعو الفرق الرياضية بأسعار مستلزمات التشجيع التي تعرض أثناء المونديال، وقد تكون قميصًا يرتديه المشجع وعليه علم المنتخب أو حتى أعلامًا تزين سيارتهم أو حتى محالهم. يقول أحمد، 21 سنة، «رغم ضيق الحالة المادية إلا أنني اشتريت قميص المنتخب البرازيلي الذي أشجع، فالشباب في مقتبل العمر يشجعون منتخبهم ويعبرون عن حبهم باقتناء ما هو مرسوم عليه علم المنتخب الذي يشجعونه».

وشهدت أسعار المنتوجات التي لها علاقة بالمونديال، كالقبعات والأعلام والأحذية الرياضية والقمصان، ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصل سعر القميص الرياضي على سبيل المثال إلى 1700 ليرة، والقبعة التي طبع عليها علم أحد الفرق المشاركة إلى 300 ليرة. لكن ذلك لم يثن بعض عشاق المونديال عن شرائها لإكمال الأجواء الفريدة التي تجتاح العالم في موسم البطولة الأكثر شعبية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة