كل الطــرق تؤدي إلى داعش

tag icon ع ع ع

أحمد الشامي

تزامن وصول الرئيس اﻷسمر إلى البيت اﻷبيض مع صعود نجم «داعش» إلى الدرجة التي أصبح البعض يتنبأ بتغيير في خرائط «سايكس بيكو» بحيث تتصدر «داعش» قلب الشرق اﻷوسط، وتصبح هذه «الدولة» الوهابية المعتقد، البعثية الجذور و «القاعدية» الهوى، دولة «السنة» الموعودة بإقامة الخلافة في اﻷرض لصاحبها «أمير المؤمنين» أبو بكر القرشي البغدادي.

فور وصول «اوباما» للبيت اﻷبيض باشر بمشروع الفرار من العراق بهدف ترك البلد لقمة سائغة في يد «المالكي» الطائفي عميل إيران الذي اضطهد السنة. الخروج اﻷمريكي العشوائي سمح «لداعش» بالتجذر في «اﻷنبار» ثم بمصادرة القرار السني ما بين النهرين. كل هذا بفضل السياسة الحكيمة والمتفهمة لسيد البيت اﻷبيض.

في سوريا، جاء تواطؤ «اوباما» مع نظام العصابة في دمشق ليتكامل مع مشاريع «البغدادي» وطموحاته في الشام. دخول «داعش» الرسمي لسوريا جاء «ليرد الجميل» للرئيس اﻷسمر عبر وسم الثورة السورية باﻹرهاب القاعدي بما يعفي سيد البيت اﻷبيض من مسؤولياته.

حين تلكأ «الجولاني» في تنفيذ «الدعشنة» ووجد «بشار» نفسه في ورطة، أرسل «البغدادي» زبانيته المدججين بالسلاح «النوعي» لدعم نظام العصابة في دمشق بأسلوبهم.

في النهاية يأتي «اوباما» ليخيّر السوريين بين «داعش» و «بشار» والعراقيين بين «داعش» و «المالكي»…

«داعش» هي حجر الزاوية في هذا المحور العجيب الذي يضم الشرق والغرب، من الصين وروسيا حتى إسرائيل وأمريكا مرورًا بالولي الفقيه. «داعش» تقوم بالمهمات القذرة لصالح هذا المحور فهي تارة تتحرش بالثوار السوريين وطورًا تتحدى شقيقها التوأم «النصرة» ثم تخلص المالكي من القسم السني من العراق وهكذا.

«داعش» تتحرك وفق قواعد صارمة، فهي لا تهاجم اﻷسد «إلا لرفع العتب» وهي تعف عن التحرش بالروس واﻷمريكيين ولا تضر بمصالحهم لا من قريب ولا من بعيد. وضع «داعش» بالنسبة ﻹيران وإسرائيل أكثر وضوحًا؛ فالبغدادي لايعض اليد التي تطعمه ولا يبدو قريبًا اليوم الذي تواجه فيه جحافل «داعش» زملاءها من زعران «نصرالله».

التناغم والتكامل بين السياسة اﻷمريكية و «داعش» يبرران التساؤل حول هذا «التفاهم» ودوافعه، فهل يكون «أبو بكر البغدادي» هو الاسم الحركي «لباراك حسين اوباما»؟




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة