في ذكرى ولادة المصباح الكهربائي..

هل غيرت أطماع أديسون التجارية وجه العالم

توماس أديسون في مختبره العلمي (إنترنت)

camera iconتوماس أديسون في مختبره العلمي (إنترنت)

tag icon ع ع ع

شهدت إحدى المدن الأمريكية في القرن 19 تأجيل عملية جراحية لامرأة أنهكها المرض، بسبب تأزم حالتها في الليل، ما منع الطبيب من إجراء الجراحة بسبب حاجته للضوء.

ساعات القلق والرعب التي عاشتها العائلة حتى بزوغ الفجر، دفعت بأصغر أبنائها للتفكير مليًا في طريقة لاختراع ضوء صناعي يكون باستطاعة البشر استخدامه متى احتاجوا إليه، وسيخلد التاريخ اسم هذا الابن الخائف على والدته، توماس أديسون.

وبعد 900 تجربة فاشلة قام بها أديسون (مصادر أخرى تقول إنها قاربت 10 آلاف تجربة فاشلة)، تمكن أخيرًا من اختراع أول مصباح كهربائي مفيد في الاستخدامات اليومية في 21 تشرين الأول 1879، وكان عمره نحو 32 عامًا.

وشارك أديسون في إنجاز هذا العمل فريق من المخترعين الذين ينتمون إلى معمله العلمي، الذي تعود جذور تأسيسه إلى العام 1859، حين كان عمر أديسون 12 عام فقط، بتشجيع من والديه.

حروب الإنسان على الظلام

ملأ الإنسان في العصر الحجري الأصداف والأحجار المجوفة بمواد قابلة للاحتراق، مثل الدهن، وأشعلها في سبيل إنارة محيطه ليلًا.

ثم توالت اختراعات الإنسان القديم وتطويره لمصدر الإنارة من حوله، حتى توصل في القرن الخامس قبل الميلاد إلى استخدام الشموع.

وعاد المصباح الزيتي المستخدم في العصر الحجري للظهور عام 1784، عندما حاول الكيميائي السويسري “ايميه ارغاند” زيادة فعالية هذا الاختراع بصناعة مصباح بفتيلة أنبوبية، ومزودًا إياه بمدخنة لتوجيه الهواء نحو الشعلة بهدف زيادة استعارها.

بينما كان المخترع الإيطالي “اليساندرو فولطا” أول من حاول اختراع مصباح بالاعتماد على الكهرباء، ووضع في العام 1800 الأسس الأولية لتوليد الكهرباء.

وبعدها بتسع سنوات، قام الإنجليزي “همفري دايفي” باختراع أول مصباح كهربائي، لكنه لم يستخدم لأن ضوءه كان قصير المدى.

وبعد أكثر من عشرين مخترع حاولوا توليد الضوء من الكهرباء، ظهر أديسون، الذي تجاوز أخطاء سابقيه من حيث متانة المصباح ومدة إنارته ورخص ثمنه، لينتشر اختراعه في العالم.

وهذا ما دفع العديد من المؤرخين لاعتبار أديسون شخص تجاري أكثر من كونه عالمًا، ومنبهين إلى أنه ليس صاحب الفضل الأعظم باختراع المصباح، وكان أديسون بالفعل رجل أعمال ناجح بدأ مشواره التجاري منذ العام 1861.

وسواء اخترع أديسون هذه الأدوات لسبب علمي بحت، أو لأهداف تجارية بحتة، فقد نجح بالفعل بتغيير وجه العالم وتاريخه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة