لاعبون سوريون صاعدون سطع نجمهم في كرة القدم

camera iconاللاعب السوري محمد عواطة خلال حصة تدريبية (نادي ميونخ 1860)

tag icon ع ع ع

شهدت السنوات الماضية سطوع نجم لاعبين سوريين في كرة القدم على مستوى العالم، لم تتجاوز أعمارهم العشرين عامًا، ما ينبئ بمستقبل واعد للرياضة السورية إذا ما استُثمر اللاعبون بشكل جيد.

شهرة اللاعبين بدأت بعدما وصلوا إلى دول اللجوء في أوروبا، نتيجة هروبهم من الحرب الدائرة في سوريا منذ سنوات، ليبدأوا إظهار مهاراتهم والانضمام إلى أندية أوروبية.

الساحر أحمد الظاهر

عمره لم يتجاوز ثماني سنوات، لكنه لقب بـ الساحر” في كرة القدم، إنه الطفل السوري الموهوب أحمد محمد الظاهر، من مواليد “أبو الظهور” في ريف إدلب الغربي منتصف كانون الثاني 2009.

لقبه الكابتن الأردني جهاد سلامة بالـ “الساحر”، بينما أطلق عليه اللاعب السوري ماهر السيد لقب “ميسي”، لأن تحكمه بالكرة في الملعب يشبه تحكم اللاعب الشهير ليونيل ميسي، بحسب قول والد الطفل لعنب بلدي في مقابلة سابقة.

أحمد وصل إلى ألمانيا في 2015 بعد رحلة طويلة، كآلاف اللاجئين السوريين، ليرى أن شهرته سبقته إليها بسبب الفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي للظاهر، والتي تظهر تمتعه بقدرات عالية في الكرة.

وبدأت القنوات الإعلامية العربية والغربية إجراء مقابلات معه، وقدمت له بعض الأندية تجهيزات رياضية على أعلى المستويات.

وكان أحمد تلقى عروضًا كثيرة في اليونان والنمسا وكرواتيا، من أجل البقاء فيها والانضمام إلى أحد أنديتها، بعدما رأوا مهارات أحمد وهو يلعب بالكرة أثناء استراحة الطريق باتجاه ألمانيا، لكن والده رفض وقرر الوصول إلى ألمانيا لتبدأ رحلة البحث عن ناد أوروبي.

الأب تمنى في حديثه لعنب بلدي أن يقود ابنه منتخب سوريا إلى نهائيات كأس العالم، مؤكدًا أن اللعب للمنتخب “خطٌ أحمر”، لكنه قال لشبكة “CNN” الأمريكية في أيار الماضي، إنه في حال لم يتم استدعاؤه لمنتخب سوريا فإنه سيمثل منتخبًا آخر.

ميسي الجديد

من الأسماء التي انتشرت أيضًا، آدم متين، الذي أطلق عليه البعض لقب “ميسي الجديد” تشبيهًا بلاعب المنتخب الأرجنتيني ونادي برشلونة الإسباني ليونيل ميسي، الذي يصنفه البعض بأنه أفضل لاعب كرة قدم حاليًا، إلى جانب كريستيانو رونالدو.

متين البالغ من العمر 14 عامًا خرج من مدينة حماة وسط سوريا ليعبر الحدود التركية هربًا من ويلات الحرب، لتستقر به الحال في مخيم “جلوة غوزو” للاجئين السوريين في ولاية هاتاي التركية.

لكنه تلقى اتصالًا من رئيس نادي “أصلان غوجو” التركي في مدينة اسطنبول، آلاي كسلر، وعرض عليه الانضمام إلى النادي بسبب مهاراته، لتبدأ مسيرته الكروية.

وفي نيسان 2014، حصل متين على الجنسية التركية بعد توقيع الرئيس رجب طيب أردوغان، ليصبح اسمه آدم متين ترك، وينضم إلى منتخب تركيا للناشئين بحسب قول المدرب حسن دوغان، في تصريح صحفي في نيسان الماضي.

وقال دوغان “أُعجبنا كثيرًا بآدم، وقمنا بضمه إلى المنتخب الوطني بعد أن حصل على الجنسية التركية، ونحن مسرورن جدًا لأننا تمكنا من إضاءة عالمه ولو بشيء قليل”.

وأطلق عليه رئيس اتحاد كرة القدم التركي، يلدريم دميرأوران، لقب “ميسي تركيا”، وعبر متين، في مقابلة مع وكالة الأناضول، في أيار الماضي عن رغبته في متابعة مسيرته الكروية ضمن صفوف المنتخبات التركية.

محمود داوود

اللاعب محمود داوود، البالغ من العمر 21 عامًا، من أبناء مدينة عامودا في الحسكة شمالي سوريا، يختلف عن بقية اللاعبين بأنه وصل إلى ألمانيا منذ صغره قبل الحرب.

قضى اللاعب عدة أعوام في نادي جرمانيا روسراث الألماني، لينتقل بعدها في 2009، إلى نادي فورتونا دوسلدورف، وعمره لم يتعد 13 عامًا، ثم إلى فريق مونشنغلادباخ للناشئين في عام 2010.

لكن في آذار الماضي أتم نادي ”بروسيا دورتموند” صفقة التعاقد مع اللاعب الألماني ذي الأصول السورية، بعقد يمتد حتى 2022.

ويرفض اللاعب حاليًا الانضمام إلى المنتخب السوري، لأنه قد يحظى بفرصة ذهبية للعب مع منتخب “المانشافت” الأول، بحسب عدة تقارير إعلامية، بعدما مثل منتخب الشباب الألماني.

محمد عواطة

السوري ولاعب نادي الوحدة الدمشقي سابقًا محمد عواطة، انضم إلى نادي ميونيخ 1860 الألماني في الدرجة الثالثة بعد وصوله إلى ألمانيًا هربًا من الحرب في سوريا.

عواطة تحدث عن رحلته الطويلة من سوريا إلى ألمانيا، في مقابلة مع صحيفة “سودوتشة زايتونج” الألمانية.

وبدأت الرحلة في 1 كانون الأول 2016، ليعبر إلى تركيا لتبدأ الرحلة من مدينة أزمير التركية إلى اليونان ومقدونيا وصربيا وكرواتيا وسلوفينيا والنمسا، قبل أن يستقر في ميونخ الألمانية وتبدأ رحلته مع نادي ميونخ 1860.

وتعاني الكرة السورية من تراجع مستوى الدوري والبطولات المحلية، رغم وصول المنتخب إلى الملحق الآسيوي في تصفيات كأس العالم، الذي خرج منه أمام أستراليا.

ولطالما لفظت الاتحادات السورية لاعبين متميزين لأسباب سياسية أو لتفضيل لاعبين على حسابهم، وآخر الأمثلة رفض انضمام عدد من أبرز اللاعبين الذين أعلنوا موقفًا من النظام السوري إلى المنتخب في تصفيات كأس العالم، وتأجيل الاستعانة بهم إلى آخر مراحل التصفيات وأكثرها تعقيدًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة