ثلاث نصائح لتنمية القدرات العقلية لطفلك

تعبيرية (إنترنت)

camera iconتعبيرية (إنترنت)

tag icon ع ع ع

أسماء رشدي

إن التحديات وصعوبات الحياة والنكسات أمر لا مفر منه، إلا أن دورنا، نحن الأهل، يتجلى في تعليم وتدريب أطفالنا على كيفية بناء قدراتهم العقلية بطريقة تساعدهم في تخطي الكثير من مشاكل حياتهم.

إن تركيزنا على واجباتنا ومسؤولياتنا اليومية تجاه أطفالنا، مثلًا الواجبات المدرسية والتدربيات الرياضية وغيرها، من السهل أن يجعلنا نضيع بأن ننظر إلى الصورة الأكبر، وهي أهمية تطوير قدراتهم الذهنية التي يحتاجونها ليصبحوا أشخاصًا بالغين مسؤولين.

سأعرض هنا ثلاثة أشياء أساسية يمكنك القيام بها:

1.  علم طفلك التفكير بشكل واقعي: إن الطريقة التي يفكر بها الطفل تؤثر على الطريقة التي يشعر بها والطريقة التي يتصرف بها، من هنا وجب تعليمه بالذات كيفية التعامل مع الأفكار السلبية المفرطة.

يعيش الأطفال صراعًا كما الكبار مع الكثير من الأفكار الخاطئة التي تترك تأثيرًا سلبيًا عليهم مثل التفكير الكارثي، الشك الذاتي، والنقد القاسي. وغالبًا يكون رد فعل الأهل مع أطفالهم عندما يعبرون عن مخاوفهم بأنه لا داعي للقلق أو أن الأمور سوف تكون بخير.

مع الأسف الكثير منا لا يعلّم أطفاله كيف يمكن أن يفكر ويوصل رسائل إيجابية لذاته، على سبيل المثال الطفل الذي يفكر بطريقة تلقائية “لن أتمكن من اجتياز فحص الرياضيات”، يمكنك أن تعلمه كيفية إعادة صياغة تفكيره السلبي بطريقة إيجابية من خلال إخبار نفسه “يمكنني أن أحسن درجاتي بفحص الرياضيات من خلال دراستي بطريقة جدية، وحل الواجبات وطلب المساعدة”، فالأطفال القادرون على التفكير بطريقة عقلانية يشعرون برضا أكثر عن أنفسهم.

شجع تفكير الطفل الذي يقوم على الأدلة والبراهين ويدحض الافتراضات، فعندما يقول شيئا سلبيًا، اسأله “ما الذي يجعلك تعتقد أن هذا صحيح؟ ماهي الأدلة التي قد لا تكون صحيحة؟”، علمه تحدي أفكاره وأنه قد يكون مخطئًا في بعض الأحيان.

2.  علم طفلك إدارة عواطفه: إننا كآباء وأمهات غالبًا ما نخبر طفلنا عندما يأتي يشتكي شيئًا ما “لا.. لا تخف” أو “هذا الأمر لا يهم”، نحن بهذه الطريقة نعلمه بأن مشاعره خاطئة أو أنه لا يستطيع التعامل مع عواطفه أو أنه من العيب أن يشعر بطريقة ما.

من المهم تثقيف الطفل حول عواطفه وتسميتها وكيفية تأثيرها عليه، وكيف يمكنه التعامل معها وأنه دائمًا هناك خيارات في تعامله معها. على سبيل المثال الطفل الذي يقول “أشعر بالتوتر والقلق، وهذه المشاعر تجعلني أرغب في تجنب الأشياء المخيفة”، سيكون لديه قدرة أكبر في تحضير نفسه لمواجهة مخاوفه، وثقة أكبر في التعامل مع المواقف المزعجة في حياته.

3.  علم طفلك التصرف بطريقة إيجابية:

التفكير بطريقة عقلانية والوعي بالمشاعر والتعامل معها مازالت نصف الطريق، فالطفل بحاجة إلى تعليمه كيفية اتخاذ إجراءات إيجابية.

مع الأسف الكثير من الآباء سريعون جدًا في مساعدة طفلهم للتخلص من الصراعات التي يعيشها، ويتدخلون بكل أنشطة أطفالهم اليومية، وبالتالي لا يتعلم الطفل اتخاذ خيار صحيح من تلقاء نفسه.

إن إتاحة الفرصة للطفل لكي يجرب ويخطئ، وتشجيعه على التصرفات الصحيحة والإيجابية تعني مساعدته على مواجهة مخاوفه، والاستمرار عندما يكون متعبًا، والتصرف وفقًا لقيمه ومبادئه حتى عندما يكون لوحده بين الجموع.

الطفل الذي يثق بأنه يمكنه أن يتصرف عكس مشاعره ولا يعير أي انتباه لها سوف ينشأ شخصًا بالغًا تنافسيًا بكل شيء يقوم به في حياته. يجب تعليمه مهارات حل المشكلة، التحدث دائمًا بأنه يملك القدرة على إحداث فرق في حياته وفي حياة الآخرين، ومساعدته على رؤية بأنه يمكنه أن يقوم بخطوات حتى ولو كانت صغيرة ولكنها قد تسهم بدور كبير في تشكيل شخصية ناجحة وصحية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة