الحرب والجهل..  خطر يهدد ما تبقى من غابات اللاذقية

tag icon ع ع ع

حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية

للعام الثالث تستمر قوات الأسد بسياستها «العبثية» تجاه المرافق الطبيعية وأهم المناطق السياحية في سوريا، وأبرزها غابات اللاذقية وأحراجها، إذ تتسبب القذائف الصاروخية والمدفعية و «براميل الموت» التي تلقيها يوميًا بإشعال الحرائق والقضاء على ما بقي حيًا من هذه الغابات.
وتشير الإحصائيات إلى تضرر ما يقارب 70% من الغابات ويباسها، حيث قدرت مصلحة الحراج بالمنطقة مساحة الغابات المحروقة بـ «أكثر من مئتي ألف دونم، وهو ما يكلف عشرات الملايين لإعادة غرسها والانتظار لسنوات طويلة لإحيائها من جديد».
وفي ظل غياب السلطة الرادعة وعدم وجود إمكانية للمحاسبة، يساهم بعض العوام بإهدار الثروة الحراجية من خلال تجارة الأخشاب تارةً، وأحيانا للاستفادة من هذه الأراضي في الزراعة، بينما يرى البعض بالفقر والحاجة حجة لتبرير ما يفعل.
عنب بلدي التقت برئيس المجلس المحلي في ريف اللاذقية ومدير مكتب الدفاع المدني الأستاذ مصطفى إدريس، الذي أشار بداية إلى شعوره بـ «العجز أمام هذا الواقع الصعب»، نتيجة لأسباب أهمها «عدم كفاية الكادر المخصص لإطفاء الحرائق في ظل مساحات واسعة تتعرض للحرق يوميًا»، بالإضافة إلى «قلة الخبرة والتدريب للكادر»، كما أن الكادر «لا يملك آليات مجهزة بشكل كافٍ وتقني».
وعن أسباب تزايد الحرائق بشكل كبير مؤخرًا أكد إدريس أن «قوات الأسد بقصفها المتكرر تتحمل الجزء الأكبر من هذه المسؤولية، كما أن عدم وجود مرجعية قانونية، بالإضافة إلى الفقر وتدني نسبة الوعي والحالة النفسية الضاغطة، يدفع البعض إلى افتعال الحرائق وتكرارها حتى بعد إطفائها».
وحول تلقي المجلس المحلي الدعم من الحكومة المؤقتة لمواجهة هذه التحديات، أقرّ إدريس أن «هناك دعم يصل للمجلس، ولكن ريف اللاذقية حاليًا بحاجة لكلفة تشغيلية أكبر وآليات أكثر، كما أن الحاجة ماسة حاليًا لتدريب الكوادر وزيادة أعدادها وتزويدنا بآليات مناسبة»، مقدرًا نسبة الأضرار في الريف المحرر بنسبة 25%، وهو الذي لا تتجاوز مساحته 15% من مساحة المحافظة.
أما أبو أحمد تركماني، وهو أحد سكان جبل الأكراد، فيرى أن «شق الطرق الترابية بين الغابات للوصول إليها، وتقسيم الجهود وزيادة الكوادر والقيام بحملة لتوعية الأفراد بقيمة الغابة… ربما تكون حلولًا ناجحة»، لكنه أردف أنه «في ظل القصف المتكرر لا مجال إلا لتخفيف الأضرار ما أمكن».
وفي ظل الوضع الاقتصادي المتردي، وندرة المحروقات وارتفاع أسعارها، يعمد أهالي القرى المتوزعة في الجبال، إلى التحطيب من أشجارها للطهي والتدفئة، ما زاد من الخسائر في الأحراج، كما أن مقاتلي المعارضة يتخذون من المنطقة مراكز لانطلاق عملياتهم، لما لها من دور في حمايتهم وتخفيف وطأة القصف الذي يتعرضون له، وتجنبًا للقصف المتكرر على التجمعات السكنية.
غابات اللاذقية التي شكلت بحسب إحصائية 2007 ما يقارب 31% من غابات سوريا تشتهر بأشجار العذر والبلوط والشوح والسنديان والصنوبر، وكانت هذه الغابات مقصد الكثير من السياح لجماليتها واعتدال مناخها، خاصة في الصيف، ومن أبرزها غابات الفرلق وكسب ومصيف سلمى وربيعة؛ لكنها اليوم باتت في خطر الزوال، فهل ستحاول الأطراف المتصارعة تحييدها وترميم المساحات المتضررة منها؟




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة