مثلث التعريض الضوئي.. الغالق والآيزو وفتحة العدسة

tag icon ع ع ع

عنب بلديتميم عبيد

يعتبر مثلث التعريض الضوئي بمثابة ألف باء التصوير، إن تمكنت من فهم هذا المثلث والتعامل مع إعدادات الكاميرا بشكل صحيح فقد خطوت الخطوة الأولى في هذا المجال، سواء إن كنت تنوي تصوير الفيديو أو الصور الثابتة.

والمثلث هو إعدادات الكاميرا الثلاثة، سرعة الغالق وفتحة العدسة وحساسية الكاميرا للضوء، وتعطي قيمها معًا كمية التعريض المطلوبة، لذلك تسمى بمثلث التعريض لارتباطها ببعضها البعض،  فإذا أردنا زيادة كمية الضوء عن طريق زيادة أحد العناصر يجب علينا أن ننقص هذه الكمية من عنصر آخر حتى يبقى هذا المثلث متوازنًا.

يعود السبب في أننا قد نرغب بتغيير إحدى الخصائص إلى أن كل عنصر من هذه العناصر له تأثير معين في الصورة، وبالتالي لضبط قيمة أحد هذه العناصر علينا أن نعوض النقص أو الزيادة في العناصر الأخرى بشرط أن يبقى المثلث متوازنًا.

سرعة الغالق Shutter Speed:

الغالق في الكاميرا أو الشتر Shutter هو عبارة عن ستائر موجودة داخل العدسة تقوم بالفتح والإغلاق عند أخذ الصورة، وكلما زادت سرعة الغالق نقصت كمية الضوء المسلطة على الحساس، و كلما قلت سرعة الغالق زادت كمية الضوء التي يتعرض لها الحساس.

يستعمل الغالق السريع في تصوير الأجسام التي تتحرك بسرعة كبيرة، حتى تظهر بشكل ثابت في الصورة، مثال عند تصوير السيارات في مضمار السباق أو عند تصوير الطيور الطائرة أو عند تصوير رصاصة تخترق جسمًا ما.

أما بالنسبة للغالق البطيء فيستعمل عند الحاجة إلى كمية كبيرة من الضوء، كما في التصوير الليلي للمناظر الطبيعية وتصوير المجرات، لإدخال كمية أكبر من الضوء. يجب هنا استعمال حامل الكاميرا ثلاثي الأرجل لتجنب الارتجاج.

كذلك يستعمل الغالق البطيء لإظهار الحركة في الصورة كما في تصوير الرسم في الضوء أو لإظهار حركة الغيوم أو تنعيم حركة المياه في الصور الطبيعية.

تقاس سرعة الغالق بالثانية، فالسرعات الموجودة في الكاميرا هي 1/2000، 1/1000، 1/500، 1/250، 1/60، 1/30، 1/1، 1/8، 1/4، 1/2، 1″، والرمز (”) يدل على الثواني الكاملة.

تعتبر درجة 1/60 أقل مدة كافية لحمل الكاميرا باليد، فإذا قمت باستعمال سرعة غالق بطيئة مثل 1/30 أو 1/15 بدون حامل للكاميرا سيظهر اهتزاز في الصورة، لذلك لا تستعمل غالقًا بطيئًا في تصوير الأشخاص.

فتحة العدسة Aperture:

يقصد بها حجم الفتحة التي تسمح بمرور الضوء، فكلما زاد حجم فتحة العدسة ازدادت كمية الضوء المسموح بها بالدخول إلى الكاميرا، و كلما قلت فتحة العدسة قلت كمية الضوء المسلطة على حساس الكاميرا.

تقاس فتحة العدسة بالرمز F و هو عبارة عن عدد كسري، لذلك كلما زاد الرقم دل على فتحة عدسة ضيقة وضوء أقل، وكلما نقص الرقم دل على فتحة أكبر وضوء أكثر.

الدرجات الموجودة في العدسة هي f/1.4، f/2، f/2.8، f/4، f/5.6، f/8، f/11، f/16، f/22، f/32.

انتبه إلى أن الرقم f/1.4 هو أكبر من f/2 و يعطي كمية ضوء أكبر بمقدار الضعف تمامًا لأنه الدرجة التالية (ستجد أيضًا أنصاف درجات في الكاميرا مثل f/1.8).

التأثير الناتج عن فتحة العدسة هو عمق الحقل في الصورة (DOF – Depth of Field).

العمق

عمق الحقل هو المسافة داخل الصورة التي يكون فيها التركيز فعالًا، فكلما صغرت فتحة العدسة يزداد حجم عمق الحقل، وفي هذه الحالة تكون درجة فتحة العدسة كبيرة مثل f/11، f/16، ويستعمل ذلك في تصوير المظاهر الطبيعية لجعل كل المشهد في التركيز.

أما إذا زاد حجم فتحة العدسة يقل عمق الحقل وتصبح منطقة التركيز ضيقة وفي هذه الحالة نستعمل درجة مثل f/1.4، f/1.8 ، f/2.0. يستعمل ذلك في تصوير الأشخاص والزهور والحيوانات لعزل الخلفية وجعلها مشوشة لصرف النظر عنها وجعل الهدف في الصورة فقط محور اهتمام الصورة. يستعمل أيضًا في تصوير البوكه عند وضع أضواء في الخلفية فتظهر كأنها بقع مضيئة لها أشكال هندسية تأخذ نفس شكل شفرات العدسة.

ليست جميع العدسات لديها فتحات كبيرة فكلما زادت فتحة العدسة زاد سعرها وحجمها، عادة تكون العدسة التي تأتي مع الكاميرا بفتحة f/3.6 كحد أقصى، ولا تستطيع صناعة عزل كامل في تصوير البورتريت، لذلك يتم شراء عدسة خاصة تستطيع أن تقوم بعزل مناسب f/1.8، f/2.4.

حساسية الكاميرا ISO:

الأيزو هو عبارة عن رقم يدل على مدى حساسية الكاميرا للضوء، فكلما نقصت حساسية الكاميرا للضوء حصلنا على ضوء أقل، وكلما زادت حساسية الكاميرا للضوء حصلنا على ضوء أكثر، درجات الأيزو هي 100، 200، 400، 800، 1600، 3200، 6400، 12800 وبين كل درجة ودرجة مقدار الضعف من الضوء، مثلًا الدرجة 200 تسمح لمقدار الضعف من الضوء بالمرور عن الدرجة 100.

التأثير الناتج عن الأيزو هو الضجيج في الصورة Noise أو Grain و كلما زادت درجة الأيزو زاد الضجيج فيها، ربما لاحظت هذه المشكلة عندما تقوم بالتصوير بالموبايل ليلًا بدون فلاش، تظهر الصورة غير واضحة على عكس التصوير في النهار، وذلك لأن الموبايل يعوض النقص في الضوء برفع الأيزو تلقائيًا.

حاول تجنب استعمال الأيزو لتجنب الضجيج في الصورة وحاول تعويض الضوء عن طريق سرعة الغالق وفتحة العدسة (عادة درجات الأيزو الأقل ضجيجًا هي 100، 200، 400، 800).

يستعمل الأيزو في تصوير بظروف الإضاءة الليلية عندما لا نستطيع استعمال التعريض الطويل مثل تصوير المجرات، وتتميز الكاميرات الاحترافية بالسماح بالتصوير بدرجات أيزو عالية بدون ظهور ضجيج عال في الصور.

هذه المادة التعليمية جزء من سلسلة إرشادية للمهتمين بمعرفة أساسيات صناعة التقارير  المصورة




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة