موسم الزيتون يتراجع شمالي حلب

camera iconقطف الزيتون في ريف حلب الشمالي - 26 تشرين الأول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

بدأ موسم قطاف الزيتون في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، وسط تراجع “كبير” للمحصول عما كان عليه في السنوات الماضية، وما تبعه من تكاليف تحتاج لها عملية القطاف والعصر، إضافة إلى تلك المرتبطة بعملية البيع في الأسواق.

وتباينت الأسباب التي أدت إلى تراجعه، فبينما عزاها البعض إلى الظروف المناخية التي مرت على المنطقة في الأشهر الماضية، وجهها آخرون إلى “المسيرة الطبيعية” التي تسير فيها شجرة الزيتون في  المناطق السورية المختلفة.

أبو أحمد، أحد مزارعي مدينة اعزاز، قال لعنب بلدي إن الموسم الماضي كان “وفيرًا”، بسبب الاهتمام والاعتناء بالأشجار، سواء الحراثة أو السقاية والري، على خلاف العام الحالي.

وأضاف أن كمية الزيتون المنتجة من شجرتين العام الماضي بلغت حوالي 50 كيلوغرامًا، لكن حاليًا كل خمسة أشجار تنتج كيسًا واحدًا (ما يعادل خمسين كيلوغرامًا).

ما الأسباب؟

المهندس الزراعي، حسن الخلف، عزا تراجع إنتاج الزيتون إلى أربعة أسباب، الأول يتمثل بعدم مناسبة الظروف الجوية لثمار الشجرة، وتعرض الأشجار إلى درجات من الحرراة المرتفعة والرياح الجافة والرطوبة، الأمر الذي أثر على العقد الأولية للثمرة، وحد من اكتمالها وعملية الإلقاح.

أما السبب الثاني فيعود إلى عدم رش الأشجار بالمبيدات الحشرية، وخاصة المدرجة ضمن فئة “ديسيس”.

وأوضح الخلف أنه يجب رشها على ثلاث مراحل، الأولى قبل عملية الإزهار في أواخر شهر آذار، وتتبعها رشة مطلع شهر تموز لمكافحة حشرة ذبابة الزيتون، ورشة ثالثة من منتصف آب حتى أيلول، من أجل مكافحة الحشرات القشرية وذبابة الثمار.

وبالإضافة إلى ما سبق، أشار المهندس الزراعي إلى ظاهرة مرتبطة بزراعة الزيتون، تعرف بـ “المعاومة”، وتكون بأن تحمل شجرة الزيتون في عام واحد، على أن يتم تقليمها في العام الذي يليه، ليتدنى إنتاجها إلى أقل من النصف.

وقال الخلف إنه لا توجد أسباب علمية لتفسير هذه الظاهرة، إلا أنها تعد من أبرز الأسباب التي أضعفت إنتاج الزيتون شمالي حلب هذا العام، إذ توجه الشجرة كل طاقتها لتكوين الثمار، وبالتالي لا تتكون أفرع خضرية لحمل محصول العام التالي.

ومن الطرق المتبعة لمكافحتها، التسميد والري وإزالة الفروع الزائدة في الأشجار، والابتعاد عن التقليم الجائر لأشجار الزيتون.

وتشكل المخيمات سببًا رئيسيًا أيضًا في ضعف الإنتاج، بسبب انتشاره في مجمل مناطق زراعة الزيتون، الأمر الذي يؤثر على عملية الفلاحة ورش المبيدات.

تصريف محلي للإنتاج

وتحتاج شجرة الزيتون إلى عناية كبيرة، على خلاف الأشجار المثمرة الأخرى التي تحتاج إلى عناية أقل.

وأوضح المزارع أبو أحمد أن أجرة فلاحة الشجرة الواحدة تبلغ 75 ليرة سورية ولمرة واحدة، ويقابلها 1500 ليرة للعامل بشكل يومي أثناء عملية القطاف، ما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا، قياسًا بالكمية المنتجة. (الدولار يعادل 500 ليرة تقريبًا)

ويصرّف المحصول في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي فقط، كون المناطق المحيطة منتجة أيضًا للزيتون والزيت، وتلبي احتياجاتها بشكل محلي.

ووصل سعر الكيلو الواحد من الزيتون إلى 500 ليرة سورية، وتختلف الأسعار بحسب حجم حبة الزيتون، وكمية الزيت التي تتم ملاحظتها عند عملية الشراء.

أما الزيت الذي يتم الحصول عليه من المعاصر المنتشرة في المنطقة، وخاصة في اعزاز، فيبلغ سعر الصفيحة الواحدة منه 30 ألف ليرة سورية، وتختلف أسعارها بحسب كمية “الأسيد” التي يتم قياسها قبل عملية الشراء.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة