تشكوسلوفاكيا من “الثورة المخملية” إلى “الطلاق المخملي”

تشيكوسلوفاكيا أثناء الثورة المخملية عام 1989 (انترنت)

camera iconتشيكوسلوفاكيا أثناء الثورة المخملية عام 1989 (انترنت)

tag icon ع ع ع

خلال الفترة المسماة بالحرب الباردة، التي تلت الحرب العالمية الثانية، جرت سلسلة أحداث في تشكوسلوفاكيا (التشيك وسلوفاكيا اليوم)، أسهمت بنحت مصطلح جديد في العلوم السياسية، يدعى “الثورة المخملية”.

بدأت هذه الثورة في مثل هذا اليوم قبل 28 سنة، في 17 تشرين الثاني 1989، والتي بدأت بقمع مظاهرة سلمية للطلاب في براغ.

ردة الفعل الشعبية كانت بالإصرار على سلمية الحراك، وإعلان العصيان المدني والإضراب العام، وشل حركة البلاد، حيث شارك في المظاهرة التالية في براغ نصف مليون طالب.

كان نظام الحكم في تشكوسلوفاكيا شيوعيًا، يعود إلى العام 1948 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ومارس دورًا متسلطًا وأعلن نفسه قائدًا للدولة، لذلك كانت أول شعارات الطلاب هي تنحية الحزب الشيوعي من القيادة.

وما هي إلا أيام قليلة حتى أعلن الحزب تخليه عن دور القيادة وتعديله للنص الدستوري، الذي يمنحه حق احتكار السلطة، وشهد في الأيام المتتالية تراجعًا واضحًا للنظام أمام الثوار انتهى بسقوطه، في 29 من كانون الأول 1989.

اللافت في هذه الثورة أن النظام الشيوعي في تشكوسلوفاكيا كان قد تعرض لهزة سابقة عام 1968 عُرفت باسم “ربيع براغ”، فما كان منه إلا أن أطلق العنان لـ “حلف وارسو” العسكري لقمع الانتفاضة، وبمساعدة من الاتحاد السوفييتي.

بينما لم تشهد الثورة المخملية مواجهات دامية، حتى أن وزير الدفاع أعلن بشكل رسمي أن الجيش لن يواجه المواطنين، وقبل أيام من سقوط النظام حُلت ميليشيا الشعب المسؤولة عن حمايته، ولم يصدر لها أي قرار بقمع المتظاهرين.

وبالرغم من التشكيك باحتمال وجود خدعة سياسية فيما حصل، أجرى الثوار أول انتخابات ديمقراطية منذ 46 سنة، في العام 1990.

وفي عام 1993 انفصلت تشكوسلوفاكيا إلى “التشيك” و”سلوفاكيا”، وسُمي الانفصال بـ”الطلاق المخملي” كونه جرى بطريقة سلمية أيضًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة