الساحل السوري.. جرائم وتشبيح دون حساب

tag icon ع ع ع

حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية

تشهد مدن الساحل في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الجرائم، كالسرقة والخطف والتشبيح والتزوير، فيما يبدو خروجًا لهذه المدن عن السيطرة الحقيقية لمؤسسات النظام وخضوعها تمامًا لنفوذ “الشبيحة”، سيما مع معاناة بعض المحسوبين على مؤيدي الأسد من تجاوزات هؤلاء، وتنازل النظام عن مسؤولياته لهم.

سليم قوجة، ذو الثالثة والستين عامًا، أحد أبناء مدينة جبلة وآخر المخطوفين قبل شهر ونصف من بستانه؛ هو واحد من 17 شخصًا، بحسب لجان التنسيق المحلية في مدينة جبلة، اختطفوا وتعرضوا للابتزاز، عاد بعضهم بعد دفع ملايين الليرات إلى بيته، بينما لم يحالف الحظ آخرين، كوائل مغربل الذي خطف وأخذت الفدية من أهله، لكنه ألقي جثة هامدة بعد ذلك.

يشير مازن وهو أحد أبناء المدينة (رفض التصريح عن اسمه الكامل لدواع أمنية) أن “حالات الخطف هذه جاءت بمنحى طائفي، من قبل شبيحة القرى المجاورة، مع غض الطرف عنها من قبل الأجهزة الأمنية، إذ كانت معظم حالات الخطف في وضح النهار، بعضها لسائقي الأجرة بعد استدراجهم لمكان مقطوع”.

يتابع مازن، “يتم اختيار الموسرين من أهل المدينة بغض النظر عن العمر”، كما حصل مع  الحاج  عدنان مروان، الذي يبلغ من العمر حوالي 70 عامًا، واختطف من بستانه الكائن في منطقة الزهيريات جنوب جبلة؛ وقد طلب خاطفوه فدية بلغت ثلاثة ملايين ليرة “.

ورغم أن معظم حالات الخطف كانت لأبناء مدينة جبلة، إلا أن بعضها لم يحمل الصبغة الطائفية، كما تؤكد السيدة لونا محمد، وهي ناشطة من قرى ريف جبلة، إذ “شهد الريف أيضًا حالات مماثلة، كما حدث حين اختطف شاب من عائلة منصور الغنية قبل أن يفرج عنه لقاء فدية مالية كبيرة”.

وأوضحت لونا أنه عند تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، بما فيها الصفحات المؤيدة للأسد، “نجد الكثير من الشكاوى كالخطف، القتل، السرقة، التشليح، الدعارة، وقصص أخرى نسمع بها كسطو مسلّح منتصف النهار وعلى مرأى من أعين الناس… خلال وقت قصير ستصبح جبلة وريفها مدينة للجريمة”.

وإلى اللاذقية التي شهدت حالات مماثلة ارتفعت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة، إذ أفاد المكتب الحقوقي لتنسيقية اللاذقية بتوثيق “31 مختطف 17 منهم أعيدت جثثهم لذويهم والبقية لا زالوا مجهولي المكان”، عدا حالات القتل في وضح النهار، كمقتل الشاب نوار درويش أمام أهله، والسيدة جمانة محمد رباح قربة في شقتها في مشروع الصليبة قرب مخفر الشرطة، إضافة إلى حوادث السرقة والتشليح اليومية التي تحدث في المدينة.

أما “التشبيح اليومي على المدنيين من قبل عناصر ما يسمى بلجان الدفاع الوطني فقد أصبح جزءًا أساسيًا من حياة المواطنين في اللاذقية” بحسب محمد، أحد ناشطي المدينة، “فالسيارات السوداء بدون لوحات تملأ الشوارع، وغالبًا ما نتحاشى الخروج إلى بعض الأحياء لكثرة الشبيحة المراهقين فيها، والذين يقومون بمضايقة النساء والشباب على حد سواء وأمام أعين رجال الأمن أحيانًا، حتى حالات إطلاق النار لأسباب تافهة كفوز أحد الفرق أو لقاء أحدهم حبيبته… ذلك أصبح شبه يومي”.

يذكر أن لجان الدفاع الوطني في اللاذقية لديها سجون خارجة عن سيطرة النظام، كسجن المدينة الرياضية في اللاذقية الذي يحوي مئات المخطوفين والمعتقلين، وكان يتبع لهلال الأسد الذي قتل في آذار الماضي، ولا يخضع هذا السجن لأي محاكمات أو قوانين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة