22 سنة على اتفاقية “دايتون” التي أنهت الصراع في البوسنة

البوسنة والهرسك خلال الحرب الأهلية (انترنت)

camera iconالبوسنة والهرسك خلال الحرب الأهلية (انترنت)

tag icon ع ع ع

“إن اتفاقًا غير منصف خير من استمرار الحرب”، بهذه الكلمات وصف الرئيس البوسني الراحل، عزت بيغوفيتش، اتفاقية “دايتون” التي توصلت لها الأطراف المشاركة بالحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة، في مثل هذا اليوم قبل 22 عامًا.

بدأت المفاوضات التي أنهت ثلاث سنوات من الحرب الأهلية في الأول من تشرين الثاني عام 1995، في قاعد “رايت بيترسن” الجوية، قرب مدينة دايتون الأمريكية، وحضرها ممثلون عن أطراف الصراع الرئيسية، من صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك.

وكانت الحرب قد اندلعت إثر تفكك الاتحاد اليوغسلافي السابق، فسعت مكوناته العرقية والقومية إلى الاستقلال في دول منفصلة، ومن بين هذه المكونات كان مسلمو البوسنة، الذين تعارضت مطامحهم مع الخطاب السياسي للصرب، الرامي إلى السيطرة على مساحات أوسع من منطقة البلقان.

أدت الحرب إلى حدوث العديد من المجازر، لا سيما بحق مسلمي البوسنة والهرسك، الذين عانوا من الحصار والتهجير، التي أدت إلى مقتل أكثر من مئة ألف إنسان، ولجوء ونزوح أكثر من نصف السكان، بين عامي 1992 وحتى 1995.

دفع الأمريكيون والروس وبعض الأطراف الأوروبية الأطراف المتصارعة إلى عقد مفاوضات سلام، انتهت بتوقيع اتفاق قضى بتقسيم البلاد إلى دولتين:

الأولى وهي فيدرالية البوسنة والهرسك، وتضم المسلمين بالإضافة إلى كروات الصرب، وهي تحت وصاية دولية، والثانية هي جمهورية صرب البوسنة، بينما قضت محكمة التحكيم الدولية بأن تكون منطقة “بركو” الحدودية بين البوسنة وكرواتيا وصربيا، ملكًا مشتركًا يتمتع بحكم ذاتي.

هذا التقسيم منح الصرب مساحة حكم شملت 49% من مساحة البلاد، فيما كانت 51% المتبقية تحت حكم مشترك ثلاثي، بين الصرب مرة أخرى، والكروات، والبوشناق (المسلمين).

المجلس الثلاثي هذا يضم ثلاثة رؤساء يمثلون مكوناته، ويتولى كل منهم رئاسة البلاد مرتين لمدة ثمانية أشهر، خلال فترة ولاية المجلس الممتدة إلى أربع سنوات.

إلا أن الحكم الفعلي ليس بيد واحد من هؤلاء، إنما بيد الممثل العام للمجموعة الدولية، المقيم في سراييفو، والذي يملك صلاحيات غير محدودة، تصل إلى حد عزل كبار المسؤولين، وسن وفرض القوانين، إذ نص الاتفاق على نشر قوات حفظ سلام دولية في البلاد.

ولعل أفضل ما نصت عليه الاتفاقية هو محاسبة المتورطين في جرائم حرب ضد الإنسانية، وبعد تكليف المحكمة الدولية الخاصة بيوغسلافيا بهذا الملف، تمكنت المحكمة من إيقاف عدد من زعماء الحرب الصرب في البوسنة، بمن فيهم الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، الذي مات في زنزانته عام 2006.

وبالرغم من أن الاتفاقية وُقعت رسميًا في 14 كانون الأول 1995 في باريس، إلا أنها حافظت على اسم المدينة الأمريكية التي جرت فيها المفاوضات، والتي قادها دبلوماسيون أمريكيون.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة