بقايا عيد… قهوة بسكر وهدية لطفلة شهيدة

tag icon ع ع ع

في ثماني دقائق، وعبر شخصيتين، هما كرم الشامي ومحمد الإمام، يقدم «بقايا عيد» صورة عن حال داريا وأهلها المحاصرين من خلال حوار شابين وسط مشاهد الدمار الذي لحق بالمدينة جراء القصف.

يدعو كرم صديقه أبو راشد (محمد الإمام) إلى فنجان قهوة «بسكر طبيعي» بمناسبة العيد (دلالة على ندرة توفره)، ليبدأا حوارًا يجسد صعوبة تواصل الشبان في الداخل مع أهاليهم خارج المدينة، ويتطرق إلى حال المهجرين. ثم يتوجه الصديقان عبر طريق أحاطه الدمار الناجم عن البراميل المتفجرة إلى زيارة أقربائهم الشهداء، ليجثو أبو راشد في نهاية الفيلم أمام قبور عائلته مخاطبًا والديه الذين سقطا أثناء الحملة العسكرية، ومقدمًا دمية العيد لأخته التي قضت معهما.

يقول أبو راشد، الممثل الأول، إن فكرة إنتاج فيلم قصير جاءت بهدف تقديم عمل جديد مختلف عن مشاهد القصف والاشتباكات بعد الركود الإعلامي الذي شهدته المدينة خلال الفترة السابقة، وكانت الفكرة نقل صورة عن الحياة اليومية التي يعيشها سكان داريا إلى العالم الخارجي عبر فيلم قصير.

بدوره تحدث كرم، الممثل الثاني، عن صعوبة تجربته الأولى في التمثيل، «عند وقوفك أمام الكاميرا يختلف كل شيء عن تصورك المسبق للتمثيل وأداء الأدوار»؛ وأوضح أن معظم المشاهد أعيد تصويرها مرات عديدة إلى أن أصبحت ملائمة للعرض. وبحسب كرم فإن هذا العمل لا يعتبر تمثيلًا بالمطلق، وإنما هو نقل للواقع، فأبو راشد وكرم مرّا بالمأساة التي يصورها الفيلم ولا يزالان يعيشانها، وليست مجرد تمثيل بالنسبة لهما.

وكذلك تحدث شادي، أحد أعضاء كادر العمل، عن الصعوبات التي واجهت فريق التصوير خلال العمل، كصعوبة تأمين سكة لتحريك الكاميرا، ما اضطرهم لإعداد سكة يدوية؛ وكذلك اضطرهم توفر ميكروفون وحيد إلى استخدام خشبة لتحريكه بين الممثلين.

وعن المونتاج أوضح مالك، أحد معدي الفيلم، أن بعض العيوب في المشاهد لم تظهر إلا خلال المونتاج لذلك أعيد تصوير المشاهد كلها. كذلك اضطرهم عدم توفر جهاز كمبيوتر متطور إلى تقسيم الفيلم إلى عدة مقاطع أنتج كل منها على حدة ومن ثم تم تجميعها، منوهًا إلى أن العمل استغرق عشرة أيام، أربعة منها كانت للمونتاج.

وبحسب مراسل عنب بلدي في داريا فإن «بقايا عيد» جاء بتحفيز من المكتب الإعلامي في المدينة، الذي قام مع بداية شهر رمضان بتشكيل فريقين يتألف كل منهما من خمسة شبان يتنافسان خلال الشهر لإنجاز فيلم قصير عن المدينة ليتم عرضه أول أيام العيد.

ورغم أن كثيرين داخل داريا لم يتمكنوا بعد من مشاهدة الفيلم نظرًا لسوء الإنترنت، إلا أن الفيلم، وبحسب ما لمسه فريق العمل، لاقى استحسان الجمهور وإعجاب المشاهدين، الذين طالبوا الفريق بالاستمرار بإنتاج أعمال أخرى. وأضاف الفريق أن انتشار الفيلم خارج المدينة لم يكن على المستوى المطلوب أيضًا، إذ لم يسوق له بالشكل الكافي، ولكن الأمل بأن تحقق الأعمال القادمة انتشارًا أوسع.

«بقايا عيد» فيلم قصير أعدّه فريق مؤلف من خمسة شبان، يصوّر جانبًا من حياة الناس في أول أيام عيد الفطر في مدينة داريا، المحاصرة منذ ما يزيد عن سنة ونصف.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة