مناشدًا تركيا لإخراجه من الحصار

تركي يروي قصة حصاره وزوجته في الغوطة

التركي فوزي سوزار محاصر في الغوطة الشرقية - كانون الأول 2017 (عنب بلدي)

camera iconالتركي فوزي سوزار محاصر في الغوطة الشرقية - كانون الأول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حسن مطلق

قبل بلوغه العشرين من عمره، وصل التركي فوزي سوزار إلى دمشق، مع والده قادمًا من ولاية “هاتاي”، واستقر به المطاف في العاصمة السورية، إلا أنه لم يكن يعلم ما يحمله القدر، الذي فرض عليه معايشة الحصار في الغوطة الشرقية، في وقت يتدفق السوريون نحو بلده الأم حتى اليوم.

لا شيء أصعب من البعد عن الوطن، بنظر شريحة واسعة من السوريين، وبينما يعيشون الغربة بعيدًا عن بلدهم، يعايش الثمانيني فوزي وزوجته وعائلته مرارة الحصار والشوق لوطنهم تركيا، كما يقول لعنب بلدي.

في السابعة عشر من عمره وصل المسن التركي إلى دمشق، بعد أن أخده والده من عمه الذي كان يرعاه، وفق ما يروي فوزي، “أنا من مواليد 1934 ولكن النفوس في دمشق خفضوا سني عامين ليستطيعوا سَوقي إلى الجيش، وهذا ما حصل حتى أتممت خدمتي واستقررت في دمشق”.

كما الآلاف من أهالي الغوطة، أصيب فوزي أكثر من مرة، آخرها قبل عام وأربعة أشهر، ما جعله يلتزم الفراش منذ ذلك الوقت، ويشير إلى أنه لا يملك مالًا لشراء الدواء والطعام، “نحصل على المال من أهل الخير والمساعدات من الناس”.

يتحدث التركي بذاكرة هشة عن حياته، مدخنًا سيجارته، ويؤكد أنه كان يرفض الذهاب إلى دمشق، بداعي أنه يريد الدراسة، “ساقني القدر إلى هنا وعملت بتصليح الأحذية في منطفة كفرسوسة تحت قنطرة صغيرة وكنت سعيدًا في ذلك الوقت”.

لفوزي أربعة أولاد وبنت يعيشون في الغوطة الشرقية، ويقول إنه بنى منزلًا في وقت سابق على أرض اشتراها في دوما، “كانت أحوالي المادية جيدة وبنيت دارًا على الأرض، سكن فيها أولادي وابنتي التي ترملت بعد استشهاد زوجها في الغوطة، وبقيت تعيل أولادها الثلاثة”.

“الله يجيرنا من الأعظم”، يقول المسن الذي يرى أن  الحل في سوريا يكمن في أن “يسلم طرفٌ للآخر”، ومن وجهة نظره فإنه “سوريا انتهت وأنا أنظر للأمام وليس للخلف“.

يجيب فوزي على أسئلة يفهمها بصعوبة بحكم عمره، ويقول إنه لا يتواصل مع أقربائه في تركيا، “لدي أخت وأولادها وابن أخ وأولاد خالة هناك”.

جملة من المناشدات حملها المسن لحكومته، “أتمنى من الحكومة التركية أن تساعدني وعائلتي في الخروج من هنا، فكلنا نحب وطننا ولا نقدر أن ننساه، وكما رأيت خيرًا كثيرًا هنا في سوريا، هناك في تركيا الخير الكثير وروحي فداء لها”.

ويتمنى فوزي العودة “اليوم قبل بكرا” إلى تركيا والموت على أرضها، ويقر بندمه لمجيئه إلى دمشق “كنا نعيش هناك والآن لا أستطيع الحركة، بعد أن وضعني والدي في النار حين أتى بي إلى هنا”.

لم تكن أوراق المسن الثبوتية التي يملكها حتى اليوم، كفيلة بضمان عودته إلى بلده، “معي جواز سفر وبقدر أدخل وأخرج من وإلى تركيا”، ويختم فوزي “أنا متفاجئ جدًا مما يحصل هنا”، بينما يعيش أيامه القليلة المتبقية من عمره منتظرًا ما سيحمله الغد له كل يوم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة