بطل عالمي يدير مركزًا للفنون القتالية في إدلب (فيديو)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

داخل صالة صغيرة لم تجهز بشكل كاف في مدينة إدلب، يتدرب رياضيون صغار وكبار، فوق حلبة غير مكتملة، على ألعابٍ قتالية وممارسة رياضة راجت خلال السنوات الماضية في المناطق “المحررة”.

كانت رحلة الوصول من ريف دمشق إلى إدلب شاقة، كما هو سعي بطل العالم محمد الحوراني، لافتتاح مركز “الشام” للفنون القتالية، الذي انتسب إليه أكثر من 20 رياضيًا، منذ أن افتتح أبوابه مطلع كانون الأول الجاري، للتدريب على رياضات “كيك بوكسينغ، مواي تاي، وكي ون بجميع أساليبها”.

رحلة طويلة إلى إدلب

 يعمل المركز تحت مظلة اتحاد “كيك بوكسينغ”، ضمن “الهيئة السورية للرياضة والشباب”، وتتمثل اللعبة باللكم باليد والقدم معًا، وأساسها لعبة الكاراتيه.

مشهد الدخان والدمار في مدينته حرستا بدا واضحًا من الطائرة، التي عادت بمحمد الحوراني من بطولة العالم إلى مطار دمشق الدولي، كما يقول لعنب بلدي، ما حرمه من الوصول إليها، ليلتقي عائلته بعد شهرين من الفراق في مدينة التل التي استقر فيها.

التجربة الأولى لمحمد خارج حرستا تمثلت بافتتاحه ناديًا في التل عام 2013، والذي حقق نجاحًا وخرّج أبطالًا على مستوى المحافظة رغم الصعوبات، وفق تقييمه، إلا أن الحملة على المدينة دعته للخروج نحو إدلب، تاركًا معداته في النادي المغلق حتى اليوم.

رحلة التوجه إلى إدلب استغرقت ثلاثة أيام، بعد دفع أتاوة لشخص مرتبط بالنظام، كما يشرح الرياضي، الذي يقول إنه “لمس الحرية عقب وصوله بعد تخفيه لأشهر عن أعين النظام في التل”.

افتتاح مركز “الشام”

يلعب محمد الحوراني “كيك بوكسينغ” منذ عام 2003 وحتى اليوم، وشارك في بطولات محلية ودولية، وحقق المركز الأول في بطولة الجمهورية في حلب عام 2007، والمركز الثاني ببطولة العرب في الأردن عام 2011.

ونال الرياضي المنحدر من مدينة حرستا بريف دمشق، فضية بطولة كأس العالم التي احتضنتها مدينة كيش الإيرانية عام 2012، ثم المركز الثالث في بطولة جرت في مدينة مسالي الأذربيجانية عام 2013.

أكثر من 15 يومًا بحث خلالها محمد عن مكان مناسب لتكرار تجربته في إدلب، إلى أن عثر على صالة صغيرة كلفته لتحويلها إلى نادٍ بسيط الإمكانيات، قرابة ثلاثة آلاف دولار، وفق تقديراته، ويؤكد أن الغاية من افتتاحه ليست مادية “وإنما لبناء جيل رياضي يمثل سوريا بموجب برنامج تعليم أكاديمي”.

ويضم النادي فئات عمرية مختلفة بين الأطفال والشباب والرجال، ويشير محمد الذي يتولى مهمة تدريبهم، إلى احتضانه “خامات قادرة على أن تحصد نتائج ليس فقط محليًا بل على مستوى العالم، في حال توفر الرعاية من المنظمات أو الجهات المهتمة”.

عشر ساعات يوميًا تتدرب خلالها جميع الفئات في النادي، ويقول محمد إن رسم اشتراك الأطفال يبلغ ألفي ليرة سورية شهريًا، مقابل ثلاثة للشباب، مؤكدًا “مهمتنا إيصالهم للمرحلة التي تمكنهم من المشاركة ببطولات”.

ويرى الرياضي أن المنتخبات التي تشارك عن النظام، ليست أفضل مما يضمه اتحاد اللعبة “الحر”، مقدرًا أعداد حاملي الألقاب في المناطق “المحررة” بحوالي 50 رياضيًا، ثلاثة منهم سيشاركون في البطولة التي تحتضنها تركيا، منتصف كانون الأول الجاري.

عمار شمو ثلاثيني من أهالي مدينة التل في ريف دمشق، وصل قبل عام بالباصات الخضراء إلى إدلب، وانتسب للمركز، استكمالًا لرياضة بدأ تعلمها عام 2014، واضطر للتوقف عن ممارستها، في ظل الظروف التي عاشها.

ويقول عمار لعنب بلدي إن اللعبة دفاعية وتمكن الذي يمارسها من ضبط أعصابه بشكل أكبر، فضلًا عن اللياقة والثقة بالنفس، مؤكدًا “لا يمكن لمن لا يمارس الرياضة الشعور بأهميتها إلا بعد البدء”.

حصل عمار وأخوه الصغير على الحزام البني في اللعبة، ويتمنى أن يشارك في بطولات محلية على مستوى المناطق “المحررة”، ودولية على مستوى العالم في المستقبل القريب، بعد استبعاد فكرة المشاركة عندما كان في حرستا، معتبرًا أن وصوله إلى إدلب “منحه الحرية لتقديم كل ما لديه”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة