فلسطين في السينما العالمية.. ثورة ضد النمطية

لقطة من فيلم "الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد (انترنت)

camera iconلقطة من فيلم "الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد (انترنت)

tag icon ع ع ع

خلال ما يقارب 70 عامًا على إعلان قيام “دولة إسرائيل”، تم الدفع بالقضية الفلسطينية إلى واجهة الإعلام أكثر فأكثر، مع تصاعد وتيرة الدفاع عن “الهوية” من قبل فلسطينيين وعرب ومتعاطفين من العالم الإسلامي.

وسرعان ما بدأ هذا الصراع الوجودي يأخذ أشكالًا عدة للتعبير عن نفسه، وأحد أبرز أدواته كان مضمار الثقافة كونه صراعًا على الهوية.

وفي حين عملت إسرائيل على “تهويد” التراث الفلسطيني بالمعنى السياسي وليس الديني، بدأت أصوات الفلسطينيين تتصاعد في دور السينما منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، بعد حوالي 30 عامًا على ظهور أول فيلم فلسطيني.

وكانت السينما العالمية، مجسدة بـ “هوليوود”، تتبنى خطابًا استعماريًا، فجاءت الأفلام الفلسطينية بدورها بمثابة “الناطق السينمائي باسم المقاومة المسلحة”.

إلا أن السنوات الأخيرة شهدت ظهور العديد من الأفلام الروائية والوثائقية بطرح القضية الفلسطينية بشكل متوازن، وبالاعتماد على أساسات فنية متينة، مكنتها من مخاطبة الرأي العام العالمي، وحصد جوائز دولية.

عنب بلدي اختارت لكم بعض هذه الأفلام التي تنصح بمشاهدتها:

مملكة السماء

المفارقة الأولى في الفيلم الذي تعرض لتاريخ مهم من سيرة فلسطين، أنه من إخراج البريطاني ريدلي سكات، مواطن “بلفور” المشهور بوعده الذي يوصف بـ “المشؤوم” في إقامة دولة قومية لليهود في فلسطين.

سكات تعرض في فيلمه الذي أحدث ضجة عالمية خاصة على مستوى الوطن العربي، إلى مرحلة الغزوات الصليبية التي وضعت القدس هدفًا لها.

يروي الفيلم قصة المدينة التي “كادت” أن تكون مملكة السماء على الأرض، لولا استغلال الدين لتدمير المدينة وقتل الأبرياء، وهي مفارقة أخرى يصدم الفيلم بها مشاهديه.

وتعتبر الغزوات الصليبية إحدى أهم العوامل التي أسست لعلاقة العرب بالغرب، لا سيما فيما يتعلق بفلسطين وأحقية اليهود فيها.

وتعرض الفيلم لموجة انتقادات حادة في أوروبا كونه هزّ مسلمات نشأ الغرب عليها في علاقته مع الإسلام، والقضية الفلسطينية.

الجنة الآن

يعرض فيلم “الجنة الآن” للمخرج الفلسطيني، هاني أبو أسعد، كواليس حياة الشباب الفلسطينيين قبيل إقدامهم على عمليات التفجير الانتحارية.

براعة الفيلم تتجسد بعرضه لحالة التشتت في الهوية الفلسطينية، ودور الاحتلال الإسرائيلي في هذا التشتت، ومسؤولية كل فرد “عالق” في شباك هذه العلاقة في تصويب وتجميع شتات نفسه.

لكنه بذات الوقت لا يدعي أنه قادر على معالجة ما استغرق عشرات وربما مئات السنين لأجل تخريبه.

إنما يكتفي فقط بتوريط المشاهد بعلاقة عاطفية مع شخصياته “المرحة” و”المحطمة” في ذات الوقت، وكشف كواليس الخبر الذي يصل لمتابعي الأخبار عن عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الإسرائيليين، وكأنه دعوة عامة للتفكير وإعادة تحديد المواقف.

عمر

لم ينته هاني أبو أسعد من فيلمه “الجنة الآن”، حتى صدم السينما العالمية بفيلم “عمر” الذي نال شهرة واسعة هو الآخر.

وعلى نقيض فيلمه السابق الذي تحدث عن الحياة الخاصة للانتحاريين، تحدث في هذا الفيلم عن “العملاء” الفلسطينيين مع سلطات الاحتلال.

ويفند الفيلم الذي يقوم على قصة حب، الأسباب التي تدفع بالشباب الفلسطينيين إلى التخابر لصالح عدوهم.

وقد بنى المخرج فيلمه على قصة حقيقية، وأسلوب تعتمده إسرائيل في تجنيد العرب، وهو الضغط على الضحية بإحداث “فضيحة” حول حياته، تؤدي لدماره اجتماعيًا.

خمس كاميرات مكسورة

ربما يكون فيلم “خمس كاميرات مسكورة”، أحد أفضل الأفلام الوثائقية الفلسطينية، التي حوّلت القضية من مضمار “السياسة” إلى “الإنسانية”، ولامس مشاهديه من كل أنحاء العالم.

وكان الفيلم الذي بدأه عماد برناط بهدف توثيق طفولة ابنه الجديد، قد أخذ منعطفًا جديدًا حين بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ببناء جدار الفصل العنصري، والذي تسبب ليس فقط بفصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين، إنما بفصل الفلسطينيين عن أراضيهم كذلك.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة