عامان على مقتل زهران علوش.. ماذا تغير في الغوطة؟

قائد جيش الإسلام سابقًا زهران علوش - (انترنت)

camera iconقائد جيش الإسلام سابقًا زهران علوش - (انترنت)

tag icon ع ع ع

يصادف اليوم، الاثنين 25 كانون الأول، الذكرى السنوية الثانية لمقتل مؤسس وقائد “جيش الإسلام”، زهران علوش، بغارة جوية في منطقة أوتايا في الغوطة الشرقية.

ويعتبر علوش أبرز المشرفين على تأسيس “القيادة العسكرية الموحدة” للغوطة الشرقية سابقًا، والتي أسهمت في صد هجمات قوات الأسد المتكررة على مدن وبلدات ريف دمشق.

وشكلت حادثة اغتياله، في 25 كانون الأول 2015، صدمة في الأوساط العسكرية المعارضة للنظام السوري، فهو قائد أبرز فصائل المعارضة في سوريا عمومًا والمنطقة الجنوبية على وجه الخصوص.

كما كان مقتله نقطة بداية لسلسلة تطورات وانسحابات شهدتها المناطق الخاضعة لنفوذ فصائل المعارضة في ريف دمشق الشرقي، تعرض عنب بلدي أبرزها:

اقتتال وتشتت فصائلي

لم تظهر في عهد زهران علوش خلافات عسكرية كبيرة على العلن بين قطبي الغوطة: “جيش الإسلام”، “فيلق الرحمن”، بل كان قادة الفصائل يظهرون ككتلة منسجمة.

ويأتي هذا الانسجام من تعامل علوش بيد من حديد مع العاملين خارج كنفه، كـ “جيش الأمة” وتنظيم “الدولة”.

وعرف عن علوش قوة خطابه وحزمه الداخلي والخارجي، ونال بذلك قبولًا بين مقاتلي فصيله، وقاد معارك وصفت بالناجحة، آخرها معركة “الله غالب”.

بعد مقتل زهران، خرجت الخلافات إلى العلن بين الفصائل، واحتدمت بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، ووصلت إلى ذروتها في نيسان عام 2016 ونيسان 2017 الجاري، بالمواجهة المسلحة التي سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى.

وشهدت مدن الغوطة على خلفية الاقتتال بين الجانبين انقسامًا بين مناطق سيطرة “الجيش”(قطاع دوما) ومناطق سيطرة “فيلق الرحمن” التي تسمى بالقطاع الأوسط والتي شهدت عدة محاولات اقتحام من قبل قوات الأسد في الأشهر الماضية.

ولم تقتصر المواجهات بين الفصيلين فقط بل دخلت “هيئة تحرير الشام” إلى خط المواجهات مع “جيش الإسلام”، والذي أعلن القضاء عليها في أيار الماضي، مع بقاء بعض الفلول منها.

الخريطة لصالح الأسد

بالتزامن مع الاقتتال الداخلي الأول بين فصائل الغوطة نجحت قوات الأسد في الاستحواذ على عشرات البلدات والقرى، ولا سيما في منطقة المرج.

إلى جانب تقدم آخر في القطاع الشرقي، ولا سيما تل كردي والميدعاني وحوش نصري وميدعا وغيرها.

وسيطرت قوات الأسد على كامل القطاع الجنوبي (دير العصافير، زبدين، حوش الدوير، البياض، حرستا القنطرة، الركابية، حوش الحمصي، بزينة، نولة) بعد السيطرة على مزارع بالا الجديدة، والتي تعتبر نقطة التقاء بين ثلاثة قطاعات رئيسية في الغوطة الشرقية (الجنوبي، الأوسط، المرج).

إضافةً إلى توغلها الأبرز، في 30 تشرين الأول 2016، والذي سيطرت خلاله على مزارع الريحان ومنطقتي تل كردي وتل صوان وبلدة القاسمية، وصولًا إلى السيطرة على مشارف بلدة النشابية المجاورة، في26 كانون الثاني 2017.

عقب الاقتتال الثاني، في نيسان 2017، سيطرت قوات الأسد على حيي برزة والقابون، وقطعت طرق الإمداد الرئيسية التي اعتمدت عليها الغوطة الشرقية بشكل أساسي في العامين الفائتين.

كما تحاول حاليًا فصل حي جوبر عن بقية مدن وبلدات الغوطة، من خلال مواجهات عسكرية متقطعة على عدة محاور بينها بلدة عين ترما.

جوع يفرضه “تجار حرب”

منتصف 2014، عندما سيطرت قوات الأسد على مدينة المليحة في عمق الغوطة، بدأت معها عملية فصل الغوطة الشرقية عن محيطها ونشر الحواجز، ومنع دخول وخروج المدنيين.

إضافةً إلى منع إدخال المواد الغذائية، فارتفعت الأسعار وساءت الأوضاع المعيشية للمواطنين وانتشرت الأمراض نتيجة سوء التغذية.

وعقب انسحاب الفصائل من حيي برزة والقابون، منتصف أيار الماضي، واكتشاف الأنفاق وإغلاقها، عادت الأسعار للارتفاع وبدأت المواد الغذائية بالنفاد، ليصبح منفذ الغوطة الوحيد هو معبر الوافدين، الذي اكتسب اسمه من مخيم الوافدين قرب دوما.

ويخضع المعبر لسيطرة النظام السوري، ويتحكم من خلاله بإدخال المواد الغذائية والأساسية عن طريق رجل الأعمال السوري، محيي الدين المنفوش.

اتفاقيات “رضوخ” تحت الطاولة

حاليًا تشهد الغوطة الشرقية مفاوضات بين الفصائل مع الجانب الروسي، بخصوص مطالب لدى الفصائل كل منها على حدة، رغم أنها تنفي أيًا مما يقال حول سير العملية التفاوضية.

ووفق ما ذكرت مصادر مطلعة متطابقة لعنب بلدي، فإن فصائل “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” و”أحرار الشام” تفاوض على طرق إنسانية أو تجارية إلى مناطقها، فضلًا عن “تخفيف التوتر”.

يفاوض “الجيش” على تأمين المساعدات وفتح طريق إلى دوما، إضافة إلى الالتزام بـ”تخفيف التوتر”، ومواجهة “هيئة تحرير الشام” في الغوطة.

بينما يفاوض “الفيلق” على فتح طريق من حرستا إلى مناطقه في الغوطة، و”تخفيف التوتر” في جوبر والقطاع الأوسط، إضافة إلى خروج “تحرير الشام” من المنطقة.

أما “حركة أحرار الشام الإسلامية” فتدير مفاوضات لفتح طريق تجاري من حرستا إلى مناطقها، وفق مصادر عنب بلدي، إضافة إلى “تخفيف التوتر” في تلك المناطق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة