ما هي جزيرة سواكن التي سلمتها السودان لتركيا؟

جزيرة سواكن السودانية المطلة على البحر الأحمر (انترنت)

camera iconجزيرة سواكن السودانية المطلة على البحر الأحمر (انترنت)

tag icon ع ع ع

انتهت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى السودان بتوقيع 21 اتفاقية أمنية واقتصادية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفق ما أعلن الجانبان.

وتعتبر زيارة أردوغان إلى السودان الأولى من نوعها لرئيس تركي منذ خمسينيات القرن الماضي، وجاءت ضمن جولة إفريقية، بدأها الأحد 24 كانون الأول، وشملت إلى جانب السودان كلًا من تشاد وتونس.

إلا أن ما خيم على زيارته لنظيره السوداني عمر البشير، يومي الأحد والاثنين الماضيين، هو تسليم الأخير جزيرة “سواكن” السودانية لتركيا، ضمن جملة الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين الجانبين.

ماذا تعرف عن الجزيرة المطلة على البحر الأحمر؟

تعتبر جزيرة “سواكن” أقدم ميناء سوداني، وثاني أهم الموانئ في البلاد بعد بور سودان، لإطلالها على البحر الأحمر في الجهة المقابلة لمدينة جدة السعودية.

وللجزيرة أهمية تاريخية بالنسبة للأتراك كونها كانت مركزًا للبحرية في الدولة العثمانية، لعشرات السنين، كما كانت مقرًا للحاكم العثماني في منطقة جنوب البحر الأحمر، وذلك في الفترة بين عامي 1821 و1885.

ورغم موقعها الاستراتيجي، لم تلق جزيرة “سواكن” الأهمية الاقتصادية اللازمة نظرًا لضعف الاقتصاد السوداني، وغالبًا ما تُستخدم لنقل المسافرين والبضائع من السودان إلى مدينة جدة السعودية على الطرف المقابل، والتي تبعد عنها مسافة 300 كم.

تمتد جزيرة “سواكن” على مسافة 22 كيلومترًا، ويسكنها حوالي 44 ألف نسمة، وفق الإحصائيات الأخيرة عام 2009.

ومن المتوقع أن ترفع الاتفاقيات الموقعة في الجزيرة حجم الاقتصاد السوداني، بعد أن بلغت قيمتها 650 مليون دولار أمريكي.

في حين قال البشير خلال زيارة نظيره التركي نريد رفع الاستثمارات التركية إلى عشرة مليارات دولار في فترة وجيزة“.

صمت مصري- سعودي

حاول الرئيس التركي تجنب استفزاز الدول المطلة على البحر الأحمر، خاصة السعودية ومصر، بقوله إن تسلم بلاده للجزيرة يأتي لغرض اقتصادي بحت يهدف إلى ترميم وتطوير الجزيرة، إلا أنه يعزز السعي التركي للتمركز في البحر الأحمر وإن لم تعترف أنقرة بذلك.

وقال أردوغان إن “سواكن” ستكون محطة للأتراك الراغبين في السفر إلى مكة والمدينة لغرض الحج والعمرة، وأضاف “الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة في السعودية سيأتون إلى سواكن ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة.

وانطلق أردوغان من فكرة أن بلاده تنوي ترميم ما دمره الاستعمار البريطاني في الجزيرة التي كانت مركزًا للدولة العثمانية، مشيرًا إلى أن تخصيص الجزيرة لتركيا سيكون “لفترة معينة”، دون تحديد هذه الفترة.

وكانت بريطانيا سيطرت على السودان سنة 1899 ودمرت الآثار العثمانية في جزيرة “سواكن”، واستعاضت عنها بميناء بور سودان، الذي لقي اهتمامًا أكبر حتى يومنا هذا.

وتشير الدلائل إلى صراع قد ينشب في منطقة البحر الأحمر في المستقبل، خاصة مع تسليم مصر جزر تيران وصنافير للسعودية، في حزيران الماضي، ضمن سباق السيطرة على موانئ البحر الأحمر بين قوى مختلفة، هذا البحر الذي يعتبر ممرًا لنحو 3.3 ملايين برميل من النفط يوميًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة