الناجي الوحيد من عائلته يروي تفاصيل “تفجير إدلب”

camera iconجنازة عائلة الطفل رضوان في مدينة إدلب - 8 كانون الثاني 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

رؤى الزين – إدلب

لم يستطع الطفل رضوان خشان (10 سنوات) الخروج للتنزه بعد انتهائه من الدراسة، بعد وعد قطعه والده في ليلة الأحد الدامية، 7 كانون الثاني، التي خطفت الأب وأفراد عائلته، وتركته وحيدًا مع جده.

خرج رضوان من تحت أنقاض منزله، مختنقًا بغبار تفجير شارع الثلاثين في مدينة إدلب، كناجٍ وحيد من بين أفراد عائلته الخمسة، الذين كانوا ضحية التفجير إلى جانب عشرات الأهالي في المدينة، ويستذكر الطفل في حديثه لعنب بلدي يومه الأخير، “نظرات أمي كانت غريبة، طول النهار تقول لي دير بالك عحالك ما بعرف ليش”.

قتل 30 شخصًا وجرح 96 آخرون في التفجير، الذي قال مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في إدلب، أحمد شيخو، إن سببه صاروخ من طيران مجهول، بعد تداول رواية انفجار السيارة المفخخة.

رغم صغره، كانت المسؤولية كبيرة على رضوان، باعتباره الأكبر سنًا بين إخوته، “كانت أمي تقول لي أنت الكبير وإخواتك بأمانتك”، ولذلك كان الأكثر التزامًا بالدراسة قبل موعد الامتحان بيومين، “قعدت بالغرفة لحالي وكنت ناطر اطلع مشوار بعد العشاء متل ما وعدنا أبي”.

اقترب المساء والتمت العائلة حول المدفأة، كما يروي الطفل، الأب والأم يدرّسون إخوة رضوان، وبينما ينتظر دوره ملأ صوت أذان العشاء أرجاء الشارع الذي يسكنه، لينطلق للوضوء بينما تجهز أفراد عائلته للصلاة في غرفة مجاورة.

مع بدء الصلاة، دوى صوت انفجار “كبير” أرجاء المنزل ومحيطه، ويقول رضوان “لم أستوعب ما جرى حولي وبدأت أصرخ لأبي وأمي ولكن لم يجبني أحد”.

مر الوقت ورضوان يختنق من الغبار، مستمعًا إلى أصوات سيارات الإسعاف وجيرانه في الحي، “أنقذوني وكنت متوقع إطلع لاقي أهلي عم يستنوني وخايفين علي، بس سألت عنهم وما كان حدا يرد علي”.

الغرفة التي جمعت العائلة سوّيت بالأرض، وخرجت أشلاء عائلته أمام عينيه بين أيدي عناصر الدفاع المدني، “ضليت طول الليل وأنا عم استنى يطالعوا أهلي وأنا قاعد عم أبكي وأدعي ربي يكرمني بواحد عايش بس”.

ما جرى كان كابوسًا مؤلمًا أغمي على رضوان أكثر من مرة إثره، وفق شهادات جيرانه، كما حرم الطفل من وداع أمه التي كانت جثتها مشوهة إلى درجة كبيرة، “ما خلوني شوف أمي رغم إنو كنت حابب ضمها لآخر مرة بحياتي”.

ما مر به رضوان كان أصعب من امتحان مدرسته، وبكلمات أكبر من سنه يؤكد الطفل أنه خضع لامتحان أكبر يعيش خلاله دون أب أو أم أو إخوة، “ما كنت متوقع إني ضل عايش لحالي لا بيت ولا أهل”.

بيديه الناعمتين شارك رضوان في دفن أفراد عائلته ودفن براءته معهم، ثم عاد ليقف أمام ركام منزله مستذكرًا لحظات عاشها لن تعود، ورغم ذلك يصر على محاولته متابعة الدراسة للامتحان الذي تأجل بسبب الحادثة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة