133 عامًا على أول صورة لندف الثلج.. هكذا قتل الشغف مصورها

المصور الأمريكي ويلسون بنتلي، مع الكاميرا التي طورها لتصوير ندف الثلج (Jericho Historical Society)

camera iconالمصور الأمريكي ويلسون بنتلي، مع الكاميرا التي طورها لتصوير ندف الثلج (Jericho Historical Society)

tag icon ع ع ع

تعرّف العالم على صور دقيقة لـ “ندف الثلج”، لأول مرة قبل 133 عامًا، حين تمكن الأمريكي ويلسون بنتلي من تصويرها عام 1885 بعد جهود مضنية.

كان بنتلي ولد في “جريكو، فيرمونت”، عام 1865، وتأثر بطبيعة موطنه منذ الصغر، حيث كان الثلج يصل إلى 120 بوصة سنويًا.

وبسبب اهتمامه بالطبيعة، ودراسته للفراشات وأوراق الأشجار والنباتات وشبكات العنكبوت، حصل على مجهر كهدية في عيد ميلاده الـ 15، وما هي إلا أربع سنوات، حتى قدم الشاب البالغ من العمر حينها 19 عامًا، أول صورة ناجحة لندف الثلج.

عمل بنتلي على تطوير كاميرا موصولة بالمجهر عن طريق منفاخ، وأجرى العديد من التجارب لمحاولة تصوير هذا الجزء الدقيق من الثلج قبل أن يذوب.

شعر بنتلي بـ “العار” لأن البشر لا يرون جمال البلورات الدقيقة من الثلج، إذ ساعده المجهر على اكتشافها، وكان قبل ذلك مفتونًا بقطرات المطر.

حاول بنتلي رسم ما رآه في الثلج تحت المجهر، لكنه لم يتمكن من نقل جميع التفاصيل، فتوصل إلى اختراعه الذي وقف معه ساعات طويلة تحت الثلج، بانتظار التقاط ندفة منه، وكان التعامل معها صعبًا للغاية، فلجأ إلى تحريها بواسطة ريشة حتى لا تذوب، ومر بالعديد من التجارب الفاشلة، حتى تمكن أخيرًا من إنجاز العملية الناجحة التي تستمر إلى دقيقة ونصف فقط.

أوّل صورة لندف الثلج في العالم، جرى التقاطها في 15 كانون الثاني 1885، من قبل المصور الأمريكي ويلسون بنتلي

أوّل صورة لندف الثلج في العالم، جرى التقاطها في 15 كانون الثاني 1885، من قبل المصور الأمريكي ويلسون بنتلي

خلال 40 عامًا بعد نجاحه بالتقاط أول صورة، في 15 كانون الثاني 1885، نذر بنتلي حياته لتصوير المزيد من ندف الثلج، ليثبت للعالم أنها مختلفة عن بعضها البعض، ولكل منها جمالها الخاص.

التقط خمسة آلاف صورة لندف الثلج، وتبرع بـ 500 منها لمؤسسة “سميثسونيان”، إذ كان يخشى أن يفقدها بحادث ما، ويفوت الناس التعرف عليها.

حصل العلم والفن معًا على كنوز لا تقدر بثمن، في وقت مبكر نسبيًا من تطور الحضارة الحديثة، بسبب دهشة الجمال التي أسرت قلب بنتلي، بالرغم من أنه عاش كمزارع مع عائلته، وتولت والدته تدريسه، ولم يحصل على أكثر من ذلك.

استمرت مطاردة بنتلي لندف الثلج، إذ كان يرى أن ذوبان ندف الثلج التي لا تتكرر تصاميمها، يجعل جمالها يذهب إلى الأبد، دون أن يبقى منها أثر، ونشر كتابًا يحوي 2400 صورة من تلك التي التقطها.

وفي عام 1931، أصيب بنتلي بالتهاب رئوي مات على إثره، بسبب سيره أثناء عاصفة ثلجية، ليقتله شغفه الذي ندر له حياته بالكامل.

مجموعة صغيرة من ندف الثلج التي صورها ويلسون بنتلي

مجموعة صغيرة من ندف الثلج التي صورها ويلسون بنتلي




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة