كتائب البعث تُجدّد نشاطها في حماة

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 136 – الأحد 28/9/2014

10668692_10152434883932875_1853273352_nحسن مطلق – عنب بلدي

في الوقت الذي يشهد فيه الريف الحموي تصعيدًا عسكريًا وقصفًا ممنهجًا، يستمر نظام الأسد ومنذ إخضاع مدينة حماة إلى سيطرته بالتفنن في سبل التضييق على مواطنيها مستخدمًا وسائل عدة تشمل حملات التفتيش المستمرة والمداهمات المتفرقة في معظم أحيائها، بالإضافة إلى عمليات الاحتيال التي تتم عن طريق ما يسمى “كتائب البعث”، والتي تم تأسيسها منذ قرابة 6 أشهر.

حالات عديدة وُثقت خلال هذه الفترة شملت وعودًا بإطلاق سراح معتقلين في السجون مقابل مبالغ مالية، وذلك بالتنسيق مع شبكات سرية ومن ثم مع الأفرع الأمنية. معاذ شاب من مدينة حماة تحدث لعنب بلدي عن قصته “أخي معتقل منذ 7 أشهر، تعرفت بحكم دراستي في إحدى كليات المدينة على زميل لي كان قد انتسب سابقًا إلى هذه الكتائب وقمت بالتنسيق معه بشأن إخلاء سبيل أخي المعتقل، تمت الأمور بشكل جيد إلى أن حان موعد استقباله خارج حدود سجنه الضيق في دمشق ولكن أمرًا ما حدث فجأة، طلب مني أحد الأشخاص القائمين على الأمر تصوير بطاقتي الشخصية وذلك بعد أن سلمته مبلغ 250 ألف ليرة سورية، لأعود خلال دقائق وأجد نفسي وحيدًا في شوارع العاصمة”.

  • نشاط ملحوظ للكتائب ضمن الأحياء

تتزايد أعداد كتائب البعث في مدينة حماة، والتي تضم شبابًا من المدينة وبنسبة أكبر من الريف، وذلك بشكل ملحوظ، إذ يشهد عدد من أحيائها نشاطًا في حركتهم على مرأى من الجميع. عماد أحد ناشطي حي الأربعين في مدينة حماة تحدث لعنب عنب بلدي عن الحياة اليومية في حيّه “يوميًا وخلال تجوالي ألحظ العديد من أبناء الحي باللباس العسكري والسلاح الكامل يدخلون بيوتهم ويخرجون منها أمام أنظار الأهالي، تكلمت مع أحدهم وهو جار لي خلال حديث ودّي فأخبرني أن أعدادًا كبيرة من شباب الحي يتدربون معه في منطقة قرب بلدة أثريا بريف المدينة الشرقي”.

يُجنَّد الشباب بإخضاعهم لدورات تدريبية في بعض قرى وبلدات الريف الحموي الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، ويوزعون ضمن أحيائهم على شكل مجموعات وبرواتب شهرية تصل إلى 30 ألف ليرة (ما يعادل 200$)، يتابع عماد حديثه “سليمان العموري هو أحد أبناء الحي وقائد مجموعة فيه ويتواجد على حاجز الجاجية في المدينة في أغلب الأحيان، بدأ سليمان بتطويع جيرانه منذ فترة والتحق عن طريقه أكثر من 50 شابًا، وقد اشترى سيارته الخاصة خلال 3 أشهر معتمدًا على مرتبه الشهري وعلى ما يسلبه ويسرقه من الأهالي بحكم سلطته”.

  • عشائر في خدمة البعث

عشيرة البشاكم والتي يقطن أبناؤها في حي الفيحاء كانت السبّاقة لخدمة نظام الأسد، بحسب عماد، وقد بدأ نشاطهم منذ الانتخابات الأخيرة في البلاد حيث كانوا ينتشرون على معظم الحواجز في المدينة بالسلاح الكامل وكان داعمهم الأكبر “مذود الجاسم” ابن العشيرة نفسها، يُكمل عماد “تحدثت مع أحد المتطوعين الجدد بحكم معرفتي السابقة به وأخبرني أن الحواجز في المدينة هي الطريق الأمثل للتطوع”، وأردف “يكفي أن تكون على معرفة بأحد عناصر الحاجز لتلتحق بالدورات التدريبية، بالإضافة إلى التسجيل المباشر في التجمع العسكري المتواجد على دوار عين اللوزة والمكاتب المنتشرة في أحياء الأربعين والفيحاء والحسنيات”.

وقد نوه عماد إلى انتشار عناصر من أبناء المدينة على الحواجز فيها يتبعون إلى تشكيل مستقل يديره 3 ضباط من الحرس الثوري الإيراني مركزهم في منطقة أثريا ويتم تجنيدهم هناك أيضًا.

يلجأ البعض من أبناء المدينة إلى الالتحاق بدورات كتائب البعث التدريبية طمعًا في الحصول على المال. يُنهي عماد حديثه “هناك بعض المتضررين من نظام الأسد كانوا قد تطوعوا أيضًا كما هو حال علاء علوان وهو أخ لشهيد تحت التعذيب، كما أن المدعو حمزة ناصيف وهو من أبناء منطقة الجب التحق بعد أن استنفذ فرصه في تأجيل خدمته الإلزامية، فقام بتسوية وضعه وتأمين تأجيله كميزة لتطوعه”.

يخشى أهالي المدينة من تفشي هذه الظاهرة في العديد من الأحياء ويتساءلون عن نتائجها، بينما يتبادلون الأحاديث حول إمكانية إخضاع أحيائهم إلى سيطرة هذه الكتائب واللجان الشعبية أو عن حشد المتطوعين مستقبلًا وإرسالهم إلى جبهات القتال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة