رحيل شاعر الزجل زغلول الدامور

زغلول الدامور (حفلة للشاعر في يوتيوب)

camera iconزغلول الدامور (حفلة للشاعر في يوتيوب)

tag icon ع ع ع

“هيدا الصبي ابن الداموري، مزغلل، عم يكتب شعر”، قالها عنه أساتذته وهو في سن التاسعة، فأصبح اسمه، من ذلك الوقت، زغلول الدامور.

وعن عمر ناهز 93 عامًا، توفي شاعر الزجل الأول زغلول الدامور مساء أمس، السبت 27 كانون الثاني، في لبنان بعد صراع طويل مع المرض.

من هو زغلول الدامور

اسمه  الحقيقي جوزيف هاشم، من مواليد بلدة “البوشرية”، قضاء المتن في لبنان عام 1925، ويعود أصل عائلته إلى بلدة الدامور، الساحلية.

ارتبط اسمه بشعر الزجل، وبدأ بنظمه من عمر التاسعة، وأنشأ جوقته الأولى عام 1943، لتحمل اسمه، وكان من رواد الزجل الذي اشتهرت به لبنان، ومناطق من سوريا.

اشترك في مسابقة للزجل نظمتها الإذاعة اللبنانية عام 1945، لاختيار 10 قصائد، وتقدم بالقصائد العشر وربح المسابقة.

بلغت شهرته بلاد الاغتراب، فزارها أكثر من 120 مرة، حيث فاقت شهرة أكثر الشعراء في تلك الفترة.

قصة حفل “بيت مري”

تعود شهرة هذا الحفل لأنه كان لقاء عمالقة الزجل، حيث تنافست جوقتان، جوقة “الزغلول” بقيادة زغلول الدامور، ومعه الشعراء زين شعيب، طليع حمدان، وإدوار حرب، وجوقة “القلعة” التي ضمت رئيسها، الشاعر موسى زغيب، أنيس فغالي، جريس البستاني، وبطرس ديب.

في تلك الليلة 21 تموز عام 1971، قدم الشعراء الثمانية أجمل ما عندهم، لتقف اللجنة حائرة باختيار الأفضل، ولكن الدامور الذي جاء إلى حفل “بيت مري” بعد دفن أخيه الأكبر بساعات قليلة، لم يستطع إلا أن يرثيه في أبيات ارتجالية، كانت من أجمل ما قدم، وهي قصيدته المشهور “اعذريني يا حروف الأبجدية”.

https://www.youtube.com/watch?v=lSEVAuN_3sc

ويروى عن زغلول الدامور براعته في الارتجال فكان إذا حضر مجلس عزاء، سأل عن مناقب الفقيد ومكانته الاجتماعية، فرثاه بأبيات ارتجالية تبكي الحضور، حتى أنهم يقولون عنها “تبكي أحجار الكنائس”، لعمق المشاعر التي فيها.

واعتاد  الناس في مناطق عدة من لبنان، وسوريا على التعبير عن أفراحهم وأتراحهم، عن طريق شعر الزجل، فما هو الزجل وإلى أين يعود أصله؟

شعر الزجل

الزجل هو شعر عامي، نشأ في الأندلس وانتقل إلى المشرق العربي، وهو ما كان يعرف بـ”الموشحات الأندلسية”، وهو يعتمد اللهجة الدارجة، التي تخص بلدًا من البلدان، وخاصة في سوريا، لبنان ومصر، ولكنه يلتزم بأوزان الشعر العربي.

رأى الزجالون في شعر الزجل تحقيقًا لوظيفة فنية، لم تحققها بقية فنون الشعر الأخرى.

وبقي الزجل يلتزم القافية والوزن الواحد، إلى أن بدأ في العصر الحديث، يتحرر إلى اعتماد عدة قواف، ليتلائم مع الغرض من نظمه.

وبرحيل “الدامور” يخسر الزجل اللبناني رائدًا من رواده، وخاصة بعد أن أدرجته منظمة “اليونسكو” عام 2015، في قائمة التراث الثقافي العالمي المهدد بالزوال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة