ثلاثة وزراء خارجية تشبثوا بمناصبهم لمدة طويلة

سيرجي لافروف_ فاروق الشرع_ طارق عزيز (تعديل عنب بلدي)

camera iconسيرجي لافروف_ فاروق الشرع_ طارق عزيز (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

حافظ الزعماء الدكتاتوريون على وزرائهم، فلم يغيروا أحدًا ممن يعرفون بـ “الحرس القديم” إلا في حال وفاتهم.

تشبث عدد من وزراء الخارجية بمقاعدهم إلى أن سقط النظام في بلدهم، أو تم ترفيعهم، ومنهم لايزال في منصبه، ومن أبرزهم:

وزير الخارجية السورية السابق فاروق الشرع

عندما طلب فاروق الشرع من أحد مساعديه ورقة، كانت في جيبه وهو على منصة مؤتمر “مدريد للسلام”، عام 1991، ظنه الصحفيون يبحث عن الخطاب الذي سيقوله.

لكنه أخرج صورة عن صحيفة غربية، تنقل خبر اتهام رئيس وزراء إسرائيل السابق، إسحق شامير، باغتيال المبعوث الأممي، الكونت فولك برنادوت، عام 1948، وكتب عليها “Wanted” (مطلوب)، وكان مساعده آنذاك وليد المعلم.

بقي الإعلام الرسمي يتغنى بتلك اللحظة، ويعيد المقطع، مفتخرًا بذكاء الشرع الذي “أحرج الإسرائيليين”، بحسب توصيفه.

ولد في درعا عام 1938، وتخرج من كلية الآداب “قسم اللغة الانكليزية”.

درس القانون الدولي في جامعة لندن، عام 1972، ثم شغل عدة مناصب في “شركة الطيران العربية السورية”.

بدأ حياته الدبلوماسية عندما عينه الرئيس السابق حافظ الأسد سفيرًا في إيطاليا، بين عامي 1976 و1980.

إلى أن جاء عام 1980 وتم تعيينه وزير دولة للشؤون الخارجية، ثم وزيرًا للخارجية، عام 1984.

بقي في منصبه بعد وفاة الأسد الأب، إلى عام 2006، حيث عينه رئيس النظام الحالي، بشار الأسد، نائبًا للرئيس، وعين مكانه وليد المعلم، وسط توقعات عن أن الأسد عينه نائبًا له لكي يبقى تحت رقابته، وأن هذا المنصب هو بمثابة تجميد للشرع.

عندما اندلعت الثورة السورية عام 2011، والتي كانت محافظته درعا مهدًا لها، وقف الشرع منها موقفًا سلبيًا، واتهم المتظاهرين بـ “الرعاع”.

وزير خارجية العراق طارق عزيز

كان طارق عزيز الرابط الوحيد بين الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، والمسؤولين الأجانب، لأن صدام لم يكن يتحدث الإنكليزية من جهة، ومن جهة أخرى كان يثق بطارق عزيز ثقة كبيرة.

وعندما أرسل الرئيس الأمريكي، جورج بوش، رسالة إلى صدام حسين، إبان غزو الكويت، رفض طارق عزيز تسلمها، لأنها “فيها ما يسيء للرئيس”.

كان عزيز يمثل الجانب المتحضر للنظام العراقي، وكان يتمتع بحس الفكاهة، ولكنه في نفس الوقت يتشبث بآرائه أثناء المفاوضات.

ولد طارق عزيز عام 1936 في شمالي العراق بالقرب من الموصل، ثم انتقل مع عائلته إلى بغداد، ودرس هناك.

كان المسيحي الوحيد في حكومة العراق، عمل في تدريس اللغة الانكليزية، ثم انتسب إلى “حزب البعث” وكان عضوًا فعالًا فيه.

تسلم رئيس تحرير صحيفة “حزب البعث” بعد أن تولى السلطة عام 1968، ثم أصبح وزيرًا للإعلام، وكان له دور كبير في وصول صدام للحكم، والذي عينه عام 1983 وزيرًا للخارجية.

https://www.youtube.com/watch?v=QtcIFwwWzz4

بقي في منصب وزارة الخارجية، وتولى المفاوضات مع الجانب الأمريكي طوال فترة ما بعد حرب الخليج، إلى أن سقط النظام العراقي، عام 2003، فسلم نفسه للقوات الأمريكية التي حكمت عليه بالإعدام، لكن الحكن لم ينفذ به بسبب وفاته عام 2015، بعد تدهور صحته في السجن.

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف

عرفه السوريون المعارضون على أنه مراوغ ويقف في وجه أي قرار دولي ضد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بينما يراه المؤيدون بطلًا.

ولد سيرجي لافروف عام 1950 في موسكو، من أب أرمني وأم روسية.

تخرج من معهد العلاقات الدولية التابع للخارجية الروسية، عام 1972، فعمل في السفارة السوفييتية لدى سيريلانكا، ثم في إدارة المنظمات الدولية، في الأمم المتحدة، واستمر بالتدرج في المناصب حتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.

دخل وزارة الخارجية بصفة نائب وزير عام 1992، ثم عين مندوبا لروسيا في الأمم المتحدة، إلى عام 2004، حين عينه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزيرًا للخارجية.

https://www.youtube.com/watch?v=SHpDzibee_k

كما أثرت الأحداث المواكبة للثورة بتغير التوازن الدولي، بعد أن كانت الولايات المتحدة تنفرد برأيها دوليًا، فأصبح لافروف يمارس هذا الدور لإثبات وزن روسيا الدولي، عن طريق عرقلة قرارات مجلس الأمن.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة