صحيفة تعرض خطة أمريكية لإدارة “شرق الفرات”

جندي أمريكي في قرية الغنامة بمدينة الدرباسية على الحدود السورية التركية - 1 أيار 2017 - (عنب بلدي)

camera iconجندي أمريكي في قرية الغنامة بمدينة الدرباسية على الحدود السورية التركية - 1 أيار 2017 - (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تشهد المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات توترًا عسكريًا بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدعم من التحالف وقوات الأسد المدعومة روسيًا، وسط الحديث عن محاولات أمريكية لحسم وجودها العسكري وتثبيته في المنطقة.

وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، السبت 10 شباط، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يبحث قائمة من المرشحين لاختيار مبعوث رئاسي إلى سوريا، ضمن سلسلة من التغييرات في الإدارة الأمريكية ترمي إلى الاستجابة للاستراتيجية الجديدة القائمة على “البقاء العسكري المفتوح” شرق نهر الفرات.

وبحسب الصحيفة تأتي هذه الاستراتيجية لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة والتفاوض مع موسكو على حل وانتقال سياسي في دمشق.

وقالت إن تغييرات عدة حصلت بمواقع مسؤولين عن الشرق الأوسط وسوريا، كان بينهم تعيين ديفيد شنكر من “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” خلفًا لديفيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية.

إضافة إلى البحث في تعيين خليفة لمساعده مايكل راتني، المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، وتغييرات إضافية في مكتب الشرق الأوسط في مكتب الأمن القومي.

لكن التغيير الأبرز سيكون تعيين الرئيس مبعوثًا رئاسيًا إلى سوريا يكون المسؤول الرئيسي عن هذا الملف (شرق الفرات) بما في ذلك التفاوض مع حلفاء إقليميين وروسيا إزاء الموضوع السوري بعد القبض على ورقة تفاوضية رئيسية تتعلق بالسيطرة على شرق سوريا.

ثلاثة أهداف

وتسيطر “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية على كامل الضفة الشرقية لنهر الفرات، وحاولت قوات الأسد التقدم إلى نقاطها في الأيام الماضية، ما استدعى ضربات جوية من التحالف أوقع 100 عنصر بحسب معلومات نشرتها وسائل إعلام غربية.

وشهدت الإدارة الأمريكية نقاشات مكثفة في الأيام الماضية، قررت في نهايتها بقاء القوات الأمريكية وحلفائها في التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في المناطق التي سيطرت عليها.

وقالت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين غربيين إن واشنطن تريد من ذلك تحقيق ثلاثة أهداف: الأول تقليص النفوذ الإيراني وعرقلة طريق الإمداد البري من إيران إلى العراق وسوريا، والثاني الضغط على موسكو ودمشق للوصول إلى حل سياسي وتنفيذ القرار “2254”، إضافة إلى منع ظهور تنظيم “الدولة”.

عناصر ملموسة على الأرض

وبحسب المسؤولين بدأت مؤسسات أمريكية ترجمة الاستراتيجية الجديدة إلى عناصر ملموسة تشمل توسيع وتطوير مطارات وقواعد عسكرية البالغ عددها خمسة إلى الآن، وخصوصًا قاعدة كوباني (عين العرب).

كما بدأ تسريع إجراءات نزع الألغام وعودة النازحين إلى المناطق التي تحررت من التنظيم مثل الرقة وقرى ومدن أخرى شرق سوريا.

وتضمنت الاستراتيجية على الصعيد العسكري الدفاع عن المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” وخطوط التماس المتفق عليها مع موسكو، كما حصل قبل يومين في البوكمال.

إضافةً إلى دعم المجالس المحلية التي تدير هذه المناطق وتقديم موازنات مالية ومساعدات فنية وإدارية، ونشر دبلوماسيين ومدنيين أميركيين في هذه المناطق.

وتؤكد الاستراتيجية اقتصاديًا على تعزيز القدرات الاقتصادية وبحث وسائل الإفادة من مصادر النفط والغاز والمياه والزراعة، خاصةً أن “قسد” تسيطر على معظم آبار ومصانع الغاز والنفط الموجودة شرق سوريا.

كما تسعى واشنطن إلى فتح معابر حدودية مع العراق، وبحسب الصحيفة أقنعت أمريكا حكومة حيدر العبادي بفتح معبر اليعربية لإيصال مساعدات وإغاثات إلى شرق الفرات للضغط على موسكو ودمشق اللتين تتحكمان بإيصال المساعدات إلى مطار القامشلي.

وتحاول أمريكا إجراء تغييرات في الهيكلية السياسية للمنطقة، وأشار المسؤولون إلى ظروف يتم فيها تداول تأسيس حزب سياسي جديد باسم “سوريا المستقبل” ليضم قوى عربية وعشائرية في هذه المناطق، بحيث يكون “الاتحاد الديمقراطي” الذراع السياسية لـ”وحدات حماية الشعب” المكون الرئيسي في “قسد” أحد أحزاب السياسية شرق الفرات وليس المكون الرئيسي.

كما تسعى إدارة ترامب إلى إطلاق حملة لجمع أموال لإعادة أعمار المدن المدمرة شرقي سوريا، وخاصة الرقة باعتبارها رمزا سابقًا للتنظيم، بحيث تصبح رمزًا للمشروع الجديد و”سوريا المستقبل”.

إلى جانب السماح بوجود شخصيات سورية معارضة بارزة شرق الفرات لتعزيز صورة “الهوية السورية” لهذه المناطق وإبعاد انطباعات تتعلق بالتقسيم والانفصال.

جولة للتأكيد على الاستراتيجية

ومن المتوقع بحسب الصحيفة أن تكون هذه العناصر ضمن الأمور التي يطرحها وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، خلال جولته في الشرق الأوسط.

وقالت نقلًا عن المسؤولين إن دعم الاستقرار وتمويل مشروعات الأعمار في المناطق المحررة من تنظيم “الدولة” سيكون رئيسيًا خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري للتحالف الدولي ضد التنظيم في الكويت الاثنين والثلاثاء المقبلين.

كما أنه سيبحث مستقبل شرق الفرات والوجود الأمريكي في منبج خلال زيارته أنقرة بعد محادثاته في لبنان الثلاثاء.

وبحسب الواقع الأمريكي في سوريا والخطوات التي يمضي بها سيكون المبعوث الرئاسي الذي يتوقع أن يعينه ترامب مسؤولًا عن إدارة الملف السوري والتفاوض بناء على “ورقتي” شرق الفرات وجنوب غربي سوريا مع موسكو للوصول إلى تسوية سياسية وتنفيذ القرار “2254” عبر مفاوضات جنيف.

أو إبقاء الوضع الراهن وتقاسم مناطق النفوذ، بحيث تشجع واشنطن حلفاءها لإعمار وتطوير شرق سوريا مقابل تعزيز إجراءات العقوبات على النظام السوري وضغط واشنطن على مناطق سيطرة النظام وروسيا وإيران لفرض شرط بأنه “لا مساهمة بالإعمار قبل الانتقال السياسي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة