تعا تفرج

لماذا لا تفصل بشار الأسد يا سكيف؟

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

أعلن نقيب المحامين في سوريا، نزار السكيف، عن شطب 11 محاميًا من جدول النقابة، بسبب إقدامهم على استخدام شهادات حقوق مزورة (المصدر عنب بلدي).

الحقيقة أن هذا المسؤول النقابي، نزار السكيف، قد حاز، بهذا القرار، على إعجاب الكثيرين من أبناء الشعب السوري، ومن ضمنهم كاتب هذه السطور، فنزار الذي يتمتع بمقدرة استثنائية على المتابعة، والتقصي، والتحليل، والاستقراء، شاهد بأم عينه كيف أقدمت قيادةُ حزب البعث العربي الاشتراكي على إعفاء الرفيق المناضل همام حيدر أمين فرع الحزب بريف دمشق من منصبه، فعرف أن الحديدة في هذه القضية حامية، والضرب ما هو ضرب أصحاب، فأفطر بذوي الشهادات الحقوقية المزورة، قبل أن تتغدى به القيادة الحكيمة.

نزار السكيف، مثلنا، يعرف أن الذين يخالفون القوانين في سوريا الأسد نوعان، النوع الأول يمكن أن يؤتى به، بموجب القانون، موجودًا، ويحاكَم، ويُسجن، ويُسرَّح من وظيفته، مثلما حصل مع أولئك المزورين المساكين الذين اشتهوا أن يكونوا جامعيين مثل عشرات الألوف من مواطنيهم الذين يحملون الشهادات الجامعية، والنوع الثاني يتمتع بـ “فيتو” أقوى من الفيتو الروسي في مجلس الأمن… يعني، كيف منعت روسيا تشكيل لجنة أممية للتحقيق في استخدام الكيماوي في سوريا، هناك فيتو داخلي سوري يمنع سؤال أي واحد من هؤلاء عن مصدر الشهادة الجامعية التي حاز عليها، كما لا يحق للجهة التي تستفيد من شهادته المزورة أن تأتي على ذكر شهادته بخير أو بشر.

مثلًا، مَنْ مِن السوريين كان يجرؤ، في أوائل الثمانينيات، أن يسأل الدكتور رفعت الأسد عن الأطروحة العلمية التي نال بموجبها الدكتوراه، وعن الشهادة الجامعية التي بنى عليها شهادة الدكتوراه، ولا سيما أولئك الذين يعرفون أن رفعت الأسد كان قبل انقلاب الحركة التصحيحية بيوم واحد برتبة “مساعد أول” في فرع الأمن السياسي بإدلب، وأنه لا يمتلك أي شهادة فوق البكالوريا؟

مَن مِن السوريين يجرؤ أن يسأل عن شهادة الطب البشري والتخصص بالعيون التي يحملها بشار وريث حافظ الأسد؟ وإذا كان قد حصل عليها بالفعل، متى أصبح ضابطًا في الجيش، ووصل إلى رتبة فريق ركن التي تحتاج إلى ركض وشقاء وتعتير وعمر طويل؟

دعك من هؤلاء كلهم، فهم، في الحقيقة، فوق مستوى الإمكانيات العقلية للسيد نزار السكيف، وتعال أسألك سؤالًا واحدًا: هل في سوريا مواطن واحد لا يعرف أن عبد الحليم خدام كان يساعد حافظ الأسد في التخطيط للتنكيل بالسوريين وإبقاء قبضته متحكمة برقابهم؟ يعني الرجل لم يكن له علاقة من قريب أو بعيد بمهنة المحاماة… ومع ذلك مَنْ منكم أنتم الذين تشغلون مناصب نقابية تجرأ على السؤال، قبل انشقاق خدام 2005، عن سبب احتفاظه بعضوية نقابة المحامين في سوريا كما لو أنه محام ممارس على رأس عمله؟

على كل حال، إن الـ 11 محاميًا الذين فصلوا من النقابة مؤخرًا يمتازون بالهشاشة على الأضراس. لذلك أفطر بهم نزار. صحتين يا قلبي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة