بعد أنطوانيت نجيب.. قاضية في دمشق تتهم اللاجئين بـ “قلة الأدب”

معاناة اللاجئين السوريين (mbc)

camera iconمعاناة اللاجئين السوريين (mbc)

tag icon ع ع ع

اتهمت رئيسة محكمة الصلح المدنية الأولى بدمشق، القاضية مريم عبد الله العرفي، السوريين الذين غادروا سوريا بمخالفة الآداب.

وجاء ذلك في معرض الحديث عن الأسباب الموجبة لإصدارها قرارًا بإخلاء عقار مأجور من مستأجره، بعد ادعاء مالكة المنزل أن المستأجر هاجر خارج البلاد.

وأثار القرار ردود فعل متباينة لدى محامين وحقوقيين، فلم يعترضوا على نتيجة الحكم، وهي (إخلاء المستأجر من الماجور وتسليمه إلى مالكه)، ولكن ما أثار حفيظة السوريين هو ما جاء في متن القرار.

فكتب المحامي، ميشيل شماس، عبر صفحته في “فيسبوك” أن “ملايين الذين اضطروا إلى مغادرة البلاد هربًا من القتل والاعتقال باتوا اليوم (قليلي الأدب) بموجب قرار قضائي”.

وبررت القاضية مريم العرفي، إصدار القرار أنه “لما كان حب الوطن من الإيمان وهو مبدأ من مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء (..) ولما كان المدعى عليه قد ترك البلاد، فخالف بذلك الآداب العامة للمجتمع السوري”.

 

 

 

وعلمت عنب بلدي أن السبب الذي ذكرته القاضية لإخلاء المأجور وهو “مخالفة الآداب العامة” ليس من الأسباب التي نص عليها قانون الإيجارات السوري، رقم 6 لعام 2001، في المادة 8 منه، وهي المتعلقة بالإخلاء لعلة مغادرة المستأجر المأجور لمدة سنة على الأقل، وهي الواقعة التي سمح القانون السوري بإثباتها بكافة وسائل الإثبات بما فيها البينة الشخصية، وهذا ما دعا حقوقيين للتساؤل عن سبب ذكر القاضية لـ “مخالفة الآداب العامة”، في متن القرار.

والقاضية مريم عبد الله العرفي هي من أبناء محافظة دير الزور، وهي من أكثر المحافظات التي شهدت نزوحًا كبيرًا لأبنائها خارج البلاد خلال السنوات السبع الأخيرة، وخاصة بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على أغلب مناطقها، وحصار قوات النظام لها، ومن ثم ضربات طيران التحالف.

وهي من عائلة عريقة في القانون والفقه، جدها العلامة محمد سعيد العرفي، الذي كان مفتي الفرات، وعمل محاميًا لخرينة الدولة عام 1931، وشارك في الثورة السورية الكبرى.

وهذه ليست أول مرة يهين فيها مؤيدون للنظام اللاجئين السوريين، فسبق للفنانة السورية، أنطوانيت نجيب، أن دعت في إحدى المقابلات التي أجرتها معها محطة لبنانية إلى طرد اللاجئين السوريين من لبنان، لأنهم يأخذون حق اللبنانيين، واتهمتهم بأنهم خونة فروا من البلاد.

كما كانت تصريحات عصام زهر الدين من أكثر ما أثار الجدل بين السوريين، عندما نصحهم بنبرة تحمل معنى التهديد، ألا يعودوا، فقال “نصيحة من هالدقن لا ترجعوا”.

https://www.youtube.com/watch?v=90wMSacrsOc

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة