شرق الفرات يصعد التوتر بين أمريكا وروسيا في سوريا

الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين (سبوتنيك)

camera iconالرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

تصاعدت حدة التصريحات الروسية- الأمريكية حول سوريا، بعد الضربات الجوية للتحالف الدولي على مواقع قوات الأسد والقوات الروسية شرقي دير الزور.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر الشرق الأوسط لنادي “فالداي” اليوم، الاثنين 19 شباط، إن موسكو قلقة من محاولات تقسيم سوريا، مؤكدًا أن هذه المخاطر تنبع من تصرفات أمريكا.

ودعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى “عدم اللعب بالنار” في سوريا ودراسة خطواتها بعناية، مضيفًا “أعتقد أن تأكيدات زملائنا الأمريكيين بأن هدفهم الوحيد في سوريا هو محاربة داعش، والحفاظ على وحدة الأراضي تحتاج لإثبات”.

وتتزامن حدة التصريحات بين الطرفين عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون إلى الشرق الأوسط، في خطوة لتثبيت الوجود الأمريكي في مناطق شرق نهر الفرات.

كما تتزامن مع التوتر العسكري في ريف دير الزور الشرقي بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من أمريكا وقوات الأسد المدعومة روسيًا، على خلفية قصف أمريكي قتل 100 عنصر من قوات الأسد بينما جرح وقتل نحو 300 عنصر من مرتزقة روس، بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز”.

وأوضح لافروف “بالطبع عندما نتحدث عن ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية فهذا ليس فقط طلب القانون الدولي عمومًا، بل وتحديدًا القرار 2254 (…) لا يمكننا ألا نتابع بقلق محاولات تقسيم سوريا”.

وقال “المخاوف تظهر عندما نتعرف على الخطط التي تبدأ الولايات المتحدة بتنفيذها على الأرض، بالدرجة الأولى شرق الفرات، وعلى مساحات واسعة بين هذا النهر والحدود الخارجية لسوريا والعراق وتركيا”.

وفي وثيقة روسية أعدت كورقة أساسية لـ “منتدى فالداي” نشرتها صحيفة “الشرق الأوسط”، أمس الأحد، حذرت روسيا من أن “نية أمريكا البقاء شرق سوريا ونشر وحدات خاصة في مناطق الأكراد سيؤديان إلى تقوية العناصر الناشئة للدولة الكردية، التي ستعرقل استعادة الوحدة السورية بموجب القرار الدولي 2254”.

وخلصت الوثيقة إلى أن “الوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط مهم لكنه ليس الأداة الوحيدة لدى الكرملين لصنع سياسة في المنطقة”.

وقالت إن “المحتوى العسكري في السياسة الروسية، قد يدفع اللاعبين الإقليميين والدوليين إلى احترام روسيا الساعية إلى منافسة دول كبرى أخرى في المنطقة، لكن التجربة أثبتت أنه ليست هناك دولة قادرة وحدها على الوصول إلى حلول دائمة في الشرق الأوسط”.

وشهدت الإدارة الأمريكية نقاشات مكثفة قررت في نهايتها بقاء القوات الأمريكية وحلفائها في التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في المناطق التي سيطرت عليها.

وسيكون المبعوث الرئاسي الذي يتوقع أن يعينه ترامب مسؤولًا عن إدارة الملف السوري والتفاوض بناء على “ورقتي” شرق الفرات وجنوب غربي سوريا مع موسكو، للوصول إلى تسوية سياسية وتنفيذ القرار “2254” عبر مفاوضات جنيف، أو إبقاء الوضع الراهن وتقاسم مناطق النفوذ، بحيث تشجع واشنطن حلفاءها لإعمار وتطوير شرق سوريا مقابل تعزيز إجراءات العقوبات على النظام السوري وضغط واشنطن على مناطق سيطرة النظام وروسيا وإيران لفرض شرط بأنه “لا مساهمة بالإعمار قبل الانتقال السياسي”، بحسب الخطة الأمريكية لإدارة شرق الفرات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة