عنب بلدي – العدد 138 – الأحد 12/10/2014
أسماء رشدي
بعد وفاة أحد الوالدين، قد يمر الطفل بنفس العواطف والمشاعر التي يخبرها البالغين عند الفقد، بما في ذلك الصدمة الشديدة، الإحساس بالخدر، الحزن وصعوبة تقبل الفقدان، الغضب والمخاوف من المستقبل، والشعور بالذنب أو المسؤولية عن هذه المأساة.
فيما يلي بعض الطرق لمساعدة الطفل للتعامل مع مثل هذه المشاعر المربكة والمزعجة:
- اسمح للطفل بأن يشعر بالحزن من خلال التوضيح له بأنه من الطبيعي أن يمر بمرحلة الحزن والرغبة بالبكاء، والتفكير الكثير بالشخص المتوفى؛ إذ يحتاج الطفل في هذه الحالة إلى اهتمام أكثر من المعتاد وإحساس زائد بالطمأنينة.
- أظهر حزنك أيضًا (باعتبارك أحد الوالدين الذي لازال على قيد الحياة)، لأن ذلك قد يعطي طفلك أيضًا الأفكار للتعبير عن مشاعره الخاصة، ولكن يجب الابتعاد عن الانفجارات العاطفية الشديدة مثل الغضب غير المنضبط والدموع، لأنها قد ترفع من مستوى مخاوف الطفل.
- كن مباشرًا حول ما حدث، خاصة مع الأطفال الأصغر سنًا، وتجنب استخدام عبارات مثل لقد خسرنا أمك أو ماما ذهبت بعيدًا أو نامت للأبد؛ لأن هذه الكلمات قد تترك انطباعًا بأنه من الممكن أن تجد الوالد المتوفى يومًا ما أو سوف يستيقظ يومًا ما، وذلك قد يظهر لدى الطفل مخاوف متطرفة من الفقدان أو الذهاب للنوم.
- وضح سبب وفاة الوالدين أو أحدهم عن طريق شرح بسيط وواضح، وتذكر بأن الأطفال في سن ما قبل المدرسة وحتى الأطفال الصغار في سن المدرسة قد لا يفهمون الفرق بين الأمراض البسيطة والأمراض القاتلة.
- فكّر بحذر فيما إذا كان على الطفل أن يحضر مراسم الدفن، فحضور هذه المراسم قد يلعب دورًا مهمًا في مساعدته على فهم حقيقة الموت وتقبل فقدان أحد الوالدين، خاصة كلما كان الطفل متقدمًا بالعمر؛ و طبعًا احترام رغبته فيما إذا كان يرغب بالحضور أم لا.
- إذا أبدى الطفل رغبته بالحضور فيجب تحضيره لهذا الحدث من خلال إخباره عن النعش وماذا من الممكن أن يشاهد من بكاء الأشخاص من حوله أو القبور؛ وهنا يجب التأكيد على أن الأطفال تحت عمر ثلاث سنوات يفضل عدم حضورهم هذه المراسم لأنها أحيانًا تكون مخيفة للطفل.
- شجع الطفل على متابعة روتينه اليومي، لأن ذلك يعطي الطفل راحة كبيرة وإحساسًا بالأمان في ظل هذه الظروف الصعبة والضاغطة، اللعب والدراسة مثلًا.
- من المهم قضاء بعض الوقت كل يوم للاستماع إلى مخاوف الطفل ومشاركته نشاطًا معينًا، فذلك يتيح له معرفة أن هناك شخصًا بجانبه عند حاجته، حتى لو كان لا يريد التحدث عن مشاعره في الوقت الحالي.