شبكات احتيال تستغل سوريين في تركيا

عملات معدنية تروج لها شبكات احتيال في تركيا - شباط 2018 (عنب بلدي)

camera iconعملات معدنية تروج لها شبكات احتيال في تركيا - شباط 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أورفة – برهان عثمان

غادرت أم محمد (52 عامًا) مدينة أورفة التركية، متوجهة إلى اسطنبول، بعد حصولها على تطمينات بالانتقال إلى حياة أفضل والاستفادة مما توفره الأمم المتحدة، كما قيل لها، إلا أنها غدت سجينة شبكة تستغل السوريين لإشراكهم في عمليات نصب واحتيال.

لم تكن السيدة، التي تنحدر من دير الزور، تعلم ما ينتظرها في اسطنبول، وتقول لعنب بلدي إنها وصلت للعيش في منطقة “إسنيورت”، موضحةً، “استدرجتني امرأة سورية بقصة محكمة وكذب محترف وأقنعتني بمغادرة أورفة التي أعيش فيها منذ أكثر من عامين وحيدة”.

حصلت أم محمد على عرض يضمن إقامتها في دار للرعاية بشكل مجاني في اسطنبول، بعد إرسال السورية التي تواصلت معها صورًا على أنها في الدار التي ترعاها الأمم المتحدة، وتمنح للمقيمين فيها مرتبات ومعاملة خاصة بالمسنين الذين يعيشون بمفردهم وليس لهم أقارب في تركيا، كما تشرح.

تبخرت آمال السيدة بعد وصولها إلى اسطنبول، وتوضح أنها اكتشفت وقوعها في يد شبكة وصفتها بـ “الإجرامية”، حاولت استغلالها واستخدامها أداة لتصريف بعض الممنوعات، مشيرةً إلى أن أعضاءها “حاولوا إشراكي في عمليات نصب على مقيمين عرب وتجار سوريين”.

وفق تعبير أم محمد، فقد “خرجت بمعجزة” من بين أيدي الشبكة، “احتجزوني في منزل لمدة ثلاثة أيام، بعد أن رفضت العمل معهم، حتى استطعت الهرب منهم عن طريق الصدفة”، محذرة من الوقوع بين أيدي تلك الشبكة وآخرين يستدرجون السوريين من ولايات أخرى لتنفيذ مآربهم.

عقب عودتها إلى أورفة، تساءلت السيدة “أي صورة يقدمها هؤلاء وأمثالهم عن السوريين والعرب في بلاد الغربة؟”، وتلفت إلى أن “أولاد الحلال” ساعدوني في العودة إلى المكان الذي عشت فيه قبل توجهي إلى اسطنبول”.

عالم واسع

وقع بعض السوريين من مختلف الأعمار ضحية مثل هذه الشبكات، التي تغريهم بالربح السريع والسهل، ما ساق بعضهم إلى التورط في أعمال غير مشروعة، وفق ما يقول أنس الأبكع، مدرّس اللغة العربية في أورفة.

ويشرح المدرّس لعنب بلدي أن مثل هذه الشبكات، “تستهدف جميع الفئات العمرية في المجتمع السوري، وتزجهم في أعمالها الإجرامية من نصب وتزوير وترويج المواد المخدرة وتهريب الآثار، التي أصبحت تشكل موردًا ماليًا لا يستهان به”.

وبحسب الأبكع، تنشط الشبكات في المدن الكبرى خاصة، لافتًا إلى أنه اطلع على بعض الحالات المتضررة “الكثير من السوريين ليس لديهم المال ولا يعملون، لذا يصبح صيدهم أسهل، في حال لعب أعضاء الشبكة على وتر التخلص من الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشون فيها”.

ويرى مدرّس اللغة العربية، أنه من الضروري فضح هذه الأعمال، “هؤلاء يؤذون السوريين في البداية، ولكنهم يشكلون خطرًا على المجتمعين السوري والتركي”، داعيًا إلى “فضح تلك الأعمال والتبليغ عنها، وتجنب الاستسلام لضغوطهم”.

يؤكد الناشط الاجتماعي حسن عكلة، أن العاملين في هذه الشبكات من الجنسيات كافة، ويقول لعنب بلدي إنهم متشعبون ويعملون في مجالات مختلفة، “غالبًا ما يلجؤون إلى الكذب والخداع والقصص الوهمية لاستدراج ضحاياهم، لينتهوا في السجن أو يقتل بعضهم”.

وليست قصة أم محمد الوحيدة، إلا أن سوريين تواصلت معهم عنب بلدي، ووقعوا ضحايا لمثل هذه الشبكات، رفضوا التحدث إلى العلن بقصصهم “خوفًا من المشاكل والضرر”، على حد وصفهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة