أطفال الغوطة يوجهون برقية تهنئة لبوتين

tag icon ع ع ع

إبراهيم العلوش

على اعتبار أن الرئيس الأمريكي ترامب تأخر بتقديم واجب التهنئة للرئيس الروسي الفائز، فإن أطفال الغوطة يوجهون له برقية تهنئة:

نشكركم يا سيادة الرئيس بوتين، الرئيس الشرعي والمنتخب، على الصواريخ الارتجاجية التي وصلتنا، ونهنئكم على هذه التقنية العسكرية التي تستحق التقدير والإعجاب، وندعو لجان الشراء في جيوش العالم، للإقبال على تقنياتكم الارتجاجية، وغير الارتجاجية، التي أخرجتنا من الملاجئ، ونشكر معلقيكم الارتجاجيين أمثال ماتازوف، على النعومة، والروح الرياضية التي يتعاملون بها مع القصف اليومي ويعتبرونه واجبًا على الأمة الروسية، لإنقاذ الأطفال السوريين في الغوطة، وإخراجهم من بين أيدي الإرهابيين، الذين يطالبون بالحرية، وبإسقاط النظام، وقد قامت صواريخكم بإخراجنا من بطون قرانا، ومدننا، بل ومن بطون أمهاتنا.

نشكركم يا سيادة الرئيس على دعم نظيركم الرئيس السوري (الرئيس الشرعي والمنتخب أيضًا) الذي استقبل أخيرًا أحد الأطفال الذين أخرجتهم صورايخكم من الملاجئ، ورغم أن الطفل بدا بين يدي نظيركم كجثة هامدة، وكان يبدو كمسيح يفدي أهله المهددين بالاعتقال وبالاغتصاب، إلا أن نظرته الحائرة كانت قلقة بسبب تأخر الرئيس ترامب في إرسال برقية تهنئة لكم ولصواريخكم، وهذا ما دفعنا إلى كتابة هذه السطور المتواضعة أمام حزامكم الأسود في الجودو، وفي الأخلاق، وفي السياسة التي تحاول إحياء الموتى من رفاقكم في الاتحاد السوفيتي، كما تحيي داعش برايتها السوداء، سلفها الصالح الذي كان يعتمد السكاكين والسيوف.

نشكركم يا سيادة الرئيس، المنتخب بشكل تكراري، وبطريقة تداعب مخيلة حكامنا السوريين، وتؤيد استمرارهم الأبدي في حماية هذه البلاد من الإرهابيين، ومن الغرب الذي تكرهونه كما تكرهوننا، ومن ركام كبير من الأهداف والشعارات التي كانت تصدرها دولتكم السوفيتية لنا، وها هي تعيد تصديرها بطبعة جديدة ومنقحة تلائم تطورات العصر، وتحسن شروط الدفن في الملاجئ، وتلائم تنظيم عملية الاهتزاز مع الصواريخ الارتجاجية التي أبدعها عباقرتكم، الذين نجحوا عبر أكثر من نصف قرن في تهجير الشعوب الروسية، وغير الروسية، واقتلاعها من أوطانها إلى معسكرات الغولاغ، التي تشكل مصدر فخر لكم ولجهاز مخابراتكم، ولعقيدتكم الغروزنية التي تعيدون توطينها في بلدنا سوريا.

نشكر وزير دفاعكم الذي أعلن بعد انتخابكم، بأنه هجّر ثمانين ألفًا من أهلنا، وهو متفائل بتهجير كل أهل الغوطة وتدمير كل المدن والقرى التي مر بها الإرهابيون.

نشكر وكيلكم الحصري العميد “النمر” الذي يوزع نصائحه، وحكمه القيمة، فلولاها لما فهمنا المنطلقات النظرية التي ترتكز عليها عبقرية استراتيجيتكم الأخلاقية والعسكرية والسياسية، التي تهز الملاجئ، وتحاول جاهدة إعادة السوريين إلى عصر حافظ الأسد، جنبًا إلى جنب مع محاولاتكم المخلصة في إعادة العالم إلى عصر الاتحاد السوفيتي، مالك الصواريخ النووية، والجوع، والاعتقال.

نشكركم يا سيادة الرئيس على اقتلاع أشجار الغوطة قبل مواعيد إزهارها، فمناظر الربيع تعذبنا وسط هذا الدمار، ولا تتلاءم مع مناظر النيران الجميلة، والدخان الذي تطلقه صواريخكم المصنعة بأحدث التقنيات والتكنولوجيا الروسية العظيمة!

شكرًا لكم على إغاثتنا وإنقاذنا، يا سيادة الرئيس، لأنكم أرسلتم لنا الأم تيريزا زوجة اللواء الركن محمد الخولي، السيدة الفاضلة ميرزت عبود، زوجة مؤسس المخابرات الجوية، ومؤسس نهج التنظيمات الإرهابية، واستثمارها في العلاقات الدولية منذ عملية الهنداوي في ألمانيا، وصولًا إلى تهديدات مفتي الجمهورية الأسدية أحمد بدر الدين حسون بالخلايا الأسدية النائمة في أوروبا… وهو الذي استقبل رجال دينكم البوتيني وهم يبخرون طائراتكم في مطار حميميم، الذي صار روضة من رياض الجنة، ومن نهج المصالحات الوطنية الارتجاجية، وغير الارتجاجية. ونتمنى أن تهدوا السيدة الفاضلة ميرزت عبود الوكالة الحصرية لصواريخكم الارتجاحية، بالإضافة إلى احتفاظها بوكالة سيارات فيات التي أهداها لها زوجها الركن.

شكرًا سيادة الرئيس بوتين على كل ما فعلتموه من أجلنا نحن أطفال الغوطة، ومن أجل مدن وقرى كل سوريا ولم تقصروا، بالقصف، ولا بالتدمير، سواء بحسن نية أم بسوء نية، ونطمئنكم بأن جيلنا سيتذكر كل ذلك بكل تفاصيله، وستكون قواعدكم التي تنشر السلام والمحبة والصواريخ في ضميرنا، نحن السوريين أبناء الجيل القادم، وهدفًا أساسيًا من أهداف حياتنا.

ندين تأخر الرئيس ترامب عن تهنئتكم، ونفتخر بانتصاراتكم الانتخابية ونتمنى لكم الـ 99% في الانتخابات المقبلة، أسوة بسابقيكم في الاتحاد السوفيتي الصديق، وأسوة بحليفكم بشار الأسد الذي منحته الانتخابات الشرعية، والنزيهة، صلاحية قصف البراميل، وتهجير الشعب السوري، واستبداله بشعب إيراني مقاوم وأكثر تجانسًا.

ملاحظة أخيرة: نعتذر من القراء الكرام عن عدم إيراد المزيد من المعلومات عن الرفيقة الطليعية، المكلفة أمنيًا بدور الأم تيريزا: ميرزت عبود زوجة الرفيق محمد الخولي المقرب من “الأب القائد”، حيث يمنع موقع غوغل من إيراد معلومات عنها بحجة الحفاظ على الخصوصية لطبقة القتلة والمجرمين المتنكرين على هيئة الخراف، بينما أهلنا الذين يقتلون في الملاجئ، محرومون من الخصوصية التي تبيح حتى عريهم أمام العالم، وشكرًا لمواقع غوغل التي تحتفظ بخصوصية تاريخ محمد الخولي صاحب المخابرات الجوية، وزوجته مندوبة جهازه الأمني المبدع في فنون التنكيل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة